تطوير الإسلام..تصحيح الإسلام ..تعديل الإسلام .....؟!

د. حامد بن أحمد الرفاعي

يطلع علينا في الأوساط الثقافية من يطالب بتطوير الإسلام فيقول أحدهم:لا تخافوا تطوير الإسلام..ويقول آخر لقد آن الأوان لتصحيح الإسلام..ويلح ثالث على ضرورة تعديل الإسلام..ويذهب رابعهم إلى أبعد من ذلك..فيطالب بتصحيح عقيدة الإسلام ..؟؟؟!!! حيث قال:"جاء رسولنا الكريم محمد ليصحح عقيدة إبراهيم الخليل وجاء زمن نحتاج فيه إلى من يصحح عقيد محمد بن عبد الله"نعم هذه المطالبات تطرح من مفكرين مسلمين..وبدافع الغيرة على الإسلام والمسلمين كما يزعمون ..!!!ولكن هل هذه المطالبات تأتي من باب الجحود أصحابها بالإسلام..؟أم أنه سوء فهم واعتلال في دقة التعبير والمصطلح ..؟فأنا أرجح حالة سوء الفهم على حالة الجحود انطلاقاً من القاعدة التي وضعتها لنفسي وهي:(اتهام الأذهان والفهوم أولى وأنجى من اتهام النوايا والضمائر) وأبدأ بمناقشة مقولة:(جاء رسولنا الكريم محمد ليصحح عقيدة إبراهيم الخليل وجاء زمن نحتاج فيه إلى من يصحح عقيد محمد بن عبد الله) إن هذا القول فيه طعن واضح وصريح بعقيدة أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام وعقيدة خاتم الأنبياء رسولنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم..ولكون قائلها مسلم وأحسن الظن بإيمانه فأقول له:إن الله تباركت أسماؤه وصف سيدنا إبراهيم عليه السلام قائلاً:"إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ,شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ,وَآَتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ."فهل هذه الأوصاف مما يطعن بعقيدة إبراهيم أما مما يزكيها وينزهها من كل زيغ وظلال ..؟وبعد أنصدقك أم نصدق ربنا وربك ورب العالمين..؟أما قولك:(أن رسولنا الكريم جاء ليصحح عقيدة إبراهيم الخليل) والله تعالى يخاطب رسولنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ويطالبه باتباع عقيد إبراهيم عليه السلام حيث يقول جلَّ شأنه:"ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ"ففي هذا النص القرآني المحكم يؤكد لنا ربنا تعالى أن رسولنا جاء ليكون على هدي وعقيدة إبراهيم عليه السلام وأنت تقول أنه جاء ليصحح عقيد إبراهيم..أنصدقك أم نصدق الله العليم الحكيم الخبير البصير..؟وبعد ألا ترى يا أخي أنك أقحمت نفسك مسلكاً وعراً فيه من الخلل والضلال ما يدمر عقيدتك وإيمانك وإسلامك التي تدعي الغيرة عليه وعلى أهلك من المسلمين..؟أما أصحاب مصطلحات التطوير والتعديل والتصحيح للإسلام..أقول لهم:لقد خانتكم العبارة وأدخلتكم في مسالك الهلاك والضلال من غير قصد منكم..إنه لمن الخطأ الفاحش والخلل المدمر أن يقول أحدٌ بتطوير الإسلام أو تصحيح الإسلام أو تعديل الإسلام فهذا استدراك على رب العالمين العليم الحكيم البصير..والأولى والأنجى والأصح ان يقول أحدكم:بتطور أو تصحيح أو مراجعة مفاهيم البشر عن قيم الإسلام..فمثل هذا القول حميد ومطلوب ومرغوب بل هو واجب ديني مأمور به من الله ورسوله..وبعد أؤكد أن مسألة تجلية المصطلحات وتحرير الفاضها ودلالاتها يبقى الطريق الأرشد لقول الحق وفهم الحق وإتباع الحق والله أعلم وهو سبحانه الهادي إلى سواء السبيل.

وسوم: العدد 737