الانقلاب والفشل الزريع

خليل الجبالي

مستشار بالتحكيم الدولي

[email protected]

مما لا شك فيه أن إرادة الشعوب هي الحاكمة ، وهي النافذة علي كل المؤسسات التي توجد في الدول مهما إشتدت قوتها أو زاد عددها.

فإرادة الشعب لن يقف أحد أمامها وإلا ستجرفه إلي شواطئ الظلام ، أو غياهب السجون، أو جحيم الأخرة.

إن الحشود التي قامت بها الكنيسة للنصاري في إزاحة الإسلام عن حكم البلاد ، والعمل علي سرقة ثورة 25 يناير بالتعاون مع المنتفعين المتمردين أمثال البرادعي وصباحي والسيد بدوي وعمرو موسي وأحمد الطيب وعلي جمعة وحزب النور وغيرهم لن يدوم حيث أن قوة الإسلام في قلوب الشعب المصري لن يضعفها تيار ولا يلينها سلاح، ولن يغيرها تآمر.

فالحشود التي نراها اليوم وكل يوم ستزداد حتي تسقط الإنقلاب ، وتعيد الرئيس الشرعي للبلاد ، ويُحاكم العسكر علي فعلتهم الشنعاء.

يقول الدكتور طارق سويدان ( تجارب التاريخ الحديث أثبتت أنه يتم رجوع ما تم الإنقلاب عليه إلي الحكم وانظروا التجارب السابقة في الأرجنيتين وتايلاند وفانزويلا ).

إن السيسي اليوم حبيس الإنقلاب الذي قام به، فلن يستطيع أن يواجه الناس ولا أن يسير بين من يدعي أنهم سينتخبوه رئيساً ، فقلبه ممتلئ بالخوف والرعب مما قام به من قتل وحرق وسجن وهتك للأعراض لمؤيدي الشرعية.

إن السيسي اليوم حبيس الإجراءات الأمنية المشددة والمعقدة  التي يظن أنها ستحميه، ولكنها في حقيقة الأمر جعلته معزولاً عن مجتمع يتوهم أنه سيحكمه يوماً.

(إنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ المُفْسِدِينَ (81) ويُحِقُّ اللَّهُ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ ولَوْ كَرِهَ المُجْرِمُونَ (82) سورة يونس.

وعلي رغم تملك الإنقلابيين المال والإعلام والسلطة والجيش وما إليها من أداوت القوة والبطش ، إلا أن الله ملأ قلوبهم خوف ورعب، ولذا فإن الله تعالي سيفشل إنقلابهم قريباً، فلا تغرنك قوتهم ولا عددهم فهم في مهب الريح، وقوتهم أمام صمود وثبات مؤيدي الشرعية هباء.

( لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَذِينَ كَفَرُوا فِي البِلادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وبِئْسَ المِهَادُ (197) سورة آل عمران.

( أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ (44) سَيُهْزَمُ الجَمْعُ ويُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) سورة القمر.