الحلقة المفقودة عن قصد في الحرب على الارهاب ..

اعزائي القراء 

ماذا يحصل في أوزبكستان؟ 

هذا هو سؤال كبير لم يسأله احد .

ولماذا يظهر التطرّف هناك وفِي بلاد كانت تدور في فلك السوفييت سابقاً وفِي فلك بوتين لاحقاً وبشكل مُلفت للنظر ؟

وهل هناك  في تلك البلاد قمع  رهيب يستدعي ولادة ارهاب عنيف قابل للتصدير لدول العالم ؟

ففي نيسان الماضي قتل الأوزبكي رحمت عقيلوف اربع أشخاص دهساً بالشاحنة في استوكهولم.

وفي مطلع العام الحالي  قتل الأوزبكي عبد القادر مشرابوف اكثر من ٣٠ بريئاً في هجوم على نادٍ ليلي في اسطنبول

وبالأمس وقع هجوم اوزبكي في قلب نيويورك .

فلماذا سافر هذا التطرّف الى أماكن بعيده من العالم ؟

هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه ولا يحاول احد جاداً بايجاد علاج جذري له. 

ومن الأمثلة السابقة يتبين ان مصدر الارهاب ليس البلاد العربية على الإطلاق رغم وقوعها في قبضة أنظمة قمعية قهرية قاتلة ، ولكنه رحل اليها تماماً كما رحل الى نيويورك واستكهولم وباريس ، ومن المؤكد ان خزان الارهاب الرئيسي يقع في بلاد كانت تحت حكم شيوعي قهري لعشرات السنين  وعندما انقرض السوفييت خلفهم شيوعي مقنع هو بوتين أورث  بلاد الفلك السوفيتي القديم لشخصيات ديكتاتورية قمعية قل مثيلها تقارب تماماً  تكوين عائلة الاسد والذي يسعى بوتين الشيوعي المقنع الى تثبيت حكمها بكل الطرق الارهابية في سوريا . فالإرهاب لا علاقة له بما يروج عنه في اعلام الغرب والتابعين له، بل له علاقة باستكمال تنفيذ حقد قديم لم يستطيعوا يومها إنهاءه في بلادنا منذ اكثر من الف عام وينفدونه اليوم باسلوب جديد .

فالعقيدة الاسلامية هي اكثر العقائد التي تحمي الفرد من العبث بروح الانسان أياً كانت عقيدته .وقول الله سبحانه وتعالى واضح في ذلك " ومن قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ً" وكما هو معروف النفس هي كلمة تعميم تنسب لكل ذي روح إنسانية خلقها الله سبحانه وتعالى ولا علاقة لها بالدِّين  .

فقد جعل الله سبحانه وتعالى النص الكريم بالعمل علي إنقاذ نفس واحدة من الموت معادلا لإنقاذ حياة الناس جميعا, لأنه يكون بذلك قد عظم شأن الحياة, ودعا غيره إلي تعظيمها والمحافظة عليها وبذل أقصي الجهد لإنقاذها, فحق الحياة لا يملكه إلا الله سبحانه وتعالى  وبالتالي لا يجوز أن يتدخل غيره في هذه الآجال.

أعطوني في كل العقائد حكما صارماً اكثر من هذا الحكم .؟

ولكن اعود واقول مرة اخرى : ماذا يجري في اوزكبستان؟

والى اي حد وصل مقياس القمع والذبح في تلك البلاد على أيدي حكامها التي تربت على مبادئ القتل الشيوعي حتى أفرزت هذه الظاهرة المتطرفة البعيدة عن الدين ؟ 

ولماذا يسكت العالم كله على ذلك القهر الذي يخلف الارهاب،  وبدلا من ملاحقة الاداة كان عليه ان يلاحق الدماغ الذي حرك هذه الاداة ؟ 

ولماذا تقوم روسيا ومعها حلفاءها بتصدير أمثال هؤلاء من تلك البلاد ورميهم في سوريا والعالم  عن سبق اصرار وترصد لاتخاذ حجة بذبح الشعب السوري والمحافظه على نظام القمع الدموي الذي يقوده المجرم  الاسد؟.

ان منفذ هجوم نيويورك  هو متهم بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وجزاءه من جنس عمله في كل القوانين الدينية والدنيوية  ، ولكنه بنفس الوقت هو ضحية أنظمة قاتله مازالت خارج المحاسبه بل هي المسؤولة عن ظواهر الارهاب بتبنيها للقتل والاستبداد والتعذيب والحرق والتهجير والتدمير والسرقة وتقريب الفاسدين  لها، كل ذلك من اجل بقاء هؤلاء الحكام على كراسي الحكم وبتشجيع من أنظمة دولية كبرى تغض النظر عنهم .

فتأتي هذه الدول الكبرى فتلقي القبض على التلميذ الذي تخرج من جامعة القمع لانظمة الطغاة لينفذ البرنامج المرسوم له ، بينما الحاكم مدير جامعة الارهاب يتشدق علينا اعلاميا ليتحفنا  باستعداده لمشاركة العالم بمحاربة الارهاب!

اخواني القراء ..

ان الارهاب سيبقى قائماً طالما ان العالم مازال يغمض عينية على  افعال حكام ارهابيين يقتلون شعوبهم أمثال الاسد والسيسي  وخامنئي وأضيفوا اليهم اخرين كثر أمثال  حاكم اوزكبستان  

 ميرضيايوف الرئيس الجديد  والذي يسير على خطى سلفه كريموف تماما كما سار الابن في بلادنا على خطى ابيه وتفوق عليه .

هذه  هي الحلقة المفقودة في الحرب على الارهاب .

وهذا برهان على ان الارهاب يريدونه شائعا بالعالم من اجل ذريعة واحدة هي  الحرب على كل مقوماتنا وأخلاقنا وديننا السمح وحضارتنا لنبقى في كهوف العصر الحجري !

وسوم: العدد 745