فلسطين

الشيخ حسن عبد الحميد

قضية أمة وتاريخ وجهاد  .

 فيها القدس قبلة المسلمين الأولى  .

كنا في درس الأستاذ الكبير العلامة أمين الله عيروض وكان يدربنا على الخطابة وقام زميل لنا ليؤدي دوره قال له الأستاذ لاتجزع اعتبر هذه الرؤوس رؤوس قرنبيط ، أخينا وقف وهو منتفخ الأودجاج وقال : فلسطون !!

قال له أستاذنا يكفي لقد أجدت  . 

أولا  : من زعماء فلسطين السيد ياسر عرفات رحمه الله ، تربى في أحضان حماس وتدرب ، لبس البدلة العسكرية ولم يخلعها حتى مات رحمه الله ، لكنه في حياته نسي حماس وتعاليمها وخاض في وحول السياسة واهدافها ، وتزوج تقدمية جدا ، لكن والحق يقال ظل وفيا لفلسطين عاملا لها ، ولما وقفت في وجهه معارضة قال لهم : ( ياآيها النمل ادخلوا مساكنكم ) 

حوصر في بيروت وكاد يذبح هو وانصاره ، وخرج من الحصار بحماية دولية ولم يقف معه سوى حماس محضنه القديم ، وانتقل إلى رام الله وحوصرت قيادته وانصب عليه القذائف ولم يهرب ، قطع عنه الماء والكهرباء ولم يهرب رحمه الله  .

حماس هي شوكة في عين إسرائيل  ( رغم تحفظنا على ارتمائها في أحضان إيران المجوسية حاليا ) 

ركز الموساد عليها فأغتال قادتها رحمه المولى :

أحمد ياسين والرنتيسي وعياش ، وأخيرا المبحوح كان نازلا في فندق في الإمارات فجندت إسرائيل لقتله المئات من كل أوربا حتى استطاعوا الدخول إلى فندقه وأخذ مفتاح غرفته وقتلوه رحمه الله بمسدس كاتم للصوت ، وهو نفس مافعله الموساد بخالد مشعل في شوارع عمان نهارا جهارا ، طعنوه بإبرة سامة لكن شهامة الملك العربية ونخوته استدعت سفير إسرائيل قائلا إما أن تأتي بإبرة مضادة أو إبق في إسرائيل !

وانحنت إسرائيل 

أبو عمار دخل اتباعه في صدام مع الجيش الأردني وكان أيلول الأسود ، وأرادت سوريا أن تفزع له فأرسلت لواء مدرعا لكن الجيش الأردني حطم اللواء المدرع السوري على الحدود عند الرمثا ، وارتأت الدول العربية أن تقيم موتمر قمة ولكنهم خافوا من وجود عرفات وحسين تحت سقف واحد ، لكن عرفات دخل المؤتمر ومسدسه على جنبه وابتدأ بمصافحة ملك الأردن وتعانقا تحت دوي تصفيق أعضاء الموتمر  .

وتابع السيد عرفات جهوده في خدمة قضيته وفي مقدمتها القدس ( التي اعتبرتها أمريكا اليوم عاصمة إسرائيل بتخاذل العرب) 

كان رحمه الله لا يقول إلا القدس الشريف ، أليس فيها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ، أليس فيها قبة الصخرة من بناء عبد الملك بن مروان ، أليس فيها جبل المكبر ، مئات الصحابة الكرام رضي الله عنهم على ظهر الجبل  يريدون الصلاة ، يابلال أذن لنا ، ويأبى بلال لأنه لايوذن إلا لرسول الله عليه السلام ، وجاء عمر الخليفة العظيم لاستلام مفاتيح القدس من رهبانها وأعطاهم العهدة العمرية ، ورجا الصحابة الخليفة العظيم أن يأمر بلال بالأذان واستحاب بلال رضي الله عنه وصاح الله أكبر ، كبر الصحابة كلهم وبكى وبكوا لما سمعوا أشهد أن محمدا رسول الله ، لذا سمي جبل المكبر رضي الله عنهم . 

ومات عرفات ودست له إسرائيل السم فمات شهيدا بإذن الله وطويت صفحة من الجهاد من أجل فلسطين والأقصى المبارك الشريف ، وجاءنا عباس ومعه ودحلان ومعه خونة العرب ولوثت أرض فلسطين الطاهرة ، 

بل وصمت وقيد وسجن ، قالها مرسي فرج الله عنه ( لن ننساك ياغزة  ) 

أما اليوم في بلاد العرب جعلت الغرب يبيع ويشتري في أرضنا ونحن نيام ؟ ؟

نحن أمة مستعبدة انقلبت على دينها فحل بها الهوان ؟ ؟ 

قدمت القدس لأعدائها وحين خذلنا القدس أزلنا الله  .

كلكم يحفظ قول الشاعر مظفر النواب عن الحكام العرب :

القدس عروس عروبتكم 

فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها 

وسحبتم كل خناجركم وتنافختم شرفا

وصرختم فيها أن تسكت صونا للعرض!

أولاد ال ق ح ب ة هل تسكت مغتصبة 

لست خجولا حين أصارحكم بحقيقتكم 

إن حظيرة خنزير ، أطهر من أطهركم 

أولاد ال ق ح ب ة لن استنثني منكم أحدا ؟

يا أبناء الأمة القدس تناديكم  .

 يا أبناء الأمة رغم الألم والجراح القدس لنا  .

اللهم إنا نبرأ من الثقة إلا بك ، ومن التوكل إلا عليك ، ومن اللجوء إلا إليك 

اللهم ارفع رايتنا وحقق غايتنا وانصرنا على من  عادانا. 

حيا الله كل من وقف مع القدس وقال مدوية : 

مهجنا للدين فداء 

ودماؤنا للقدس سقاء  .

ياسائس الخيل قم للخيل وانحرها 

ماحاجة الخيل والفرسان قد ماتوا 

حتى نخيل الابا في أرضنا ماتت 

لما رأت قومنا في التيه قد هاموا

ولاحول ولا قوة الا بالله

وسوم: العدد 751