همسات القمر 199

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*وقد تكمن الحقيقة في التفاصيل الصغيرة المدفونة في أعماق الذات خوفا من ثورتها وسطوتها

في النفس ذاكرة لا تموت، وفي القلب أحاديث لا تعرف السكوت

*قبل المنام، أقرأ لنفسي سطورا من رواية الأحلام

أغفو على نهايات حروفها وأستيقظ على أمل متعلق بثغر ابتسام

*أعزف موسيقاي بلحن لايفهمه سواي

تتجمع طيور المشاعر منصتة بدهشة ونشوة وصمت

تنجاب غيمة ويبقى رذاذ نداها ملتصقا بأرض تتهيأ لميلاد زهرة الفرح

*ولا زالت بذات الجنون وذات العنفوان

دائرة مغلقة، لا نوافذ لا أبواب، لا منفذ يسحب معه آهات العذاب

من يملك مفتاحها السحري، من يرفع صوت الأذان؟!

*لا ونعم

وما بينهما فصول طويلة تتقلب ما بين جمر ونغم

وتبقى لحظة القرار كنزع الروح، تشتت النفس، وتفتح لها بوابات الجروح ..

خيوط متناثرة يصعب ربطها، وشبكة معقدة يصعب حلها

تنهار أبراج الأماني كبقايا رمال تتسرب من أصابع اليد الخمسة بلا أدنى قدرة على لملمتها ..

يتوزع القلب أشتاتا في لهاث لا يقوى على اللحاق بها ..

لا الماضي يملك قوة أكبر من ظلال الذكريات

ولا الحاضر قابض على يراعة نابضة تخط سطور الحكايات

ولا المستقبل يدرك بوصلة توصله لأرض المعجزات .. 

وهنا وهناك .. 

نفس تربّت بيد الأمل، وروح متمردة تأبى استسلاما ليد العلل ..

ما بين الشهقة والزفرة.. رمشة عين تحبس الحلم بين جدران المقل ..

*لا زلنا كطفل مشاكس، نحاول سرقة بعض هناء من وقت الزمن ..

ندرك بعضه، ويغيب البعض في مجاهل الحرمان !

*أترى: الأمل داء أم دواء؟

على أي رصيف يضعنا، وفي أية قافلة يحدو سيرنا ..

أيطول ويماطل بالهطول .. أم أنه الإصباح يغلب ليلنا يشدو بشارات الوصول؟

وسوم: العدد 763