البصرة

البصرة الفيحاء ...

كانت لنا رداء...

نلبسه حين يشتد بنا برد الشتاء ...

وحين يتساقط المطر زلال الماء...

شراب يقتل الظأ في قلب الصحراء...

ويتنفس الصبح لنخيلك نداء...

كانت مياه انهارك زرقاء...

و يتلآلآ فوقها ضوء الشمس...

ويكتب قصائدهم لك الشعراء...

كان نهر العشارجميلا ...

كانت المياه فيه جارية زرقاء...

ابيض الوجه وفي روحه نقاء...

وعلى ضفتيه تتراقص الازهار...

وفي الليل ترى فوق مياهه ...

نجوم السماء...

ويا ويحي ماذا اقول اليوم...!!؟

لقد اصبح آسنا ميتا ...

يشكو ما قذفته فيه الانواء...

كان جميلا بسحر مياهه واشجاره...

واصبح اليوم يابسا يقتله الظمأ...

اكثروا من الجسور...

وصبغوا في شوارعك الصخور...

وعمروا بيوتكم والقصور...

واهملوا الانهار والثغور...

واتركوا القناطرمقطوعه الذراع فلا عبور...      

ولكن اخرتكم تسكنون القبور...

يا بصرة كانت لياليك يملئها الضياء...

وفرح الناس في الشوارع والاسواق...

وزهو شط العرب وليل الحناء...

والزغاريد في كل الارجاء...

حين يمر عرس فيه غناء...

وليل السياب يحن الى مجدك ...

يا لك من مدينة عبرت اسوار التاريخ ...

فكان هناك علم وادباء وشعراء...

وكل ما انتجت الحضاره من اسماء...

ومن بلاغة اللغه وما فيها من عطاء...

لله درك من مدينة احتضنها الفقراء...

عربية الاصل وفيك ابناؤك الاصلاء...

البصرة الفيحاء...

لم يك ليلك كما كان....

يعمك الظلام الآن...

ليس الضياء مصباح مضاء...

وكيف يرى الاعمى نجوم السماء 

ادمت قلوبنا الاحزان...

 ووجوهنا يعتليها الوجوم ...  

ولم يعرف الفرح قلوب العابرين

الكل فيك غرياء...

الصمت يعم الناس السائرين

وجوه اصابها كدر وهموم

حتى الكلام مشوه وغريب

هؤلاء البغاة الرعاع...

صبغوا الشوارع بصبغ لماع

ليقولوا للساذجين نحن بناة

والشوارع يملئها الشحاذون

والدين بالدولار يباع...

واطفال جياع...

هؤلاء الرعاع...

كانوا يحلمون...

ان يلبسوا بدلة نظيفه...

ورباط عنق فيه يتفيكون...

 ماذا اقول للزمن الرديء.....جلب لنا كلاب الاجنبي                       

وكل من كان للخيانة يرتدي

كنا قبل ذلك تحرسنا عيون الله

لانخاف خائن ولا لص حقير

يرتجفون حين يسمعون...

ان في القرية اسد كبير...

يحرسها لينعم اهلها بالامان...

غاب الاسد وجاء حمار وحشي

اثار الفوضى في كل مكان...

عذرا ان قلت لكم احلموا...

ولكن كيف تحلمون --؟

اصابكم الدوارايها الخائنون...

فاصبحتم في التراتيل تسبحون...

تراتيل اليهود الغاصبون...

رسمها لكم هؤلاء الدجالون...

وجعلوكم لغير الله تعبدون...

عجبا والله هل رجعتم الى الجاهلية

قتلتم الابرياء...

ورملتم النساء...

وفي كل قرية سفكتم الدماء...

وهذه البصرة تسبح في بحرالشقاء...

استباحها الفرس المجوس...

وقتلوا الاولياء والعلماء...

تحلمون ان تمحوا ذاكرة التاريخ...

البصرة عربية الاصل والنسب والهواء...

وتبقى البصرة ام النخيل والانهار...

  مهما جار عليها الزمان...                                       

وجنات تملئها الفواكه والازهار...

هذه قصة مدينة بن غزوان....

وسوم: العدد 786