طوفان الأقصى

لاتبتئسوا أن كثر فيكم القتل..

وتقهقر جيشكم وسقط اللواء..

وجمعت لكم الدنيا اشرارها..

واستولى على الأمور الغوغاء..

فإنكم جميعا والله جيش محمد..

ما انكفأ نفر حتى جاء مد السماء..

في القدس طفلا يحمل بيده علما..

لا يخاف الموت وأن جاء سواء..

وشيخ يسحله مرتزق صهيوني..

سالت على وجهه وشفتيه الدماء..

في رام الله فتاة عمرها عشرة ..

أصابها من كثرة الجوع أعياء..

حاصرها الصهاينة اطلقت صرخة..

فكانت قذائف ملتهبة فوقهم حمراء..

اين المفر يا طغاة العصر من الله..

أغركم في جيشكم كثرتهم والعواء..

وفي غزة أم تبحث عن ابنائها جزعة..

ولموت وليدها فعز عليها طلب النداء..

خوفا من أن لا يأتي النصر لأهلنا..

ويذهب من قلبها الحزن والرجاء ..

وفي جنين شهيدا حرا حمل روحه..

طاعة لربه الرحمن في قلبه وفاء ..

سقط مضرجا بدمه مبتسما ضاحكا..

ليوم سوف يأتي لوطنه فيه الدواء..

ولغد ينبت فيه غرسها زكيا مثمرا..

لأطفال فلسطين وغزة والشهداء..

ويفرح أبنائها بدم كل شهيد سقط ..

وارتوت كل أرض القدس بها بهاء..

وفي الضفة الغربية رأيت نخلة ..

أصابها من شدة العطش جوفاء..

احتضنها طفل كانت لآمه حلم..

تنم في ظلها لحظة استرخاء ..

 وفي جبل قاسيون ارتوت صخرة..

من روح مقاتل شهيد جفت دماء..

فكانت أثرا على ترابه يحكي قصة..

الإنسان في تربة غزة مطر السماء..

فكان سيلا أنبت نبلا فزاد فيها أباء..

في عين عيسى أصابها لحظة رمد..

من كثرة دخان الموت لم ترى ضياء..

جفت سنابل الخير في أرضنا عطشا..

فلم نرى فيها سوى صخور سوداء ..

طوباس لم تعش يوما حزينة باكية ..

وكانت الأفراح فيها بكرة ومساء ..

أصبحت بيوتها حرثا للقنابل مزلزلة..

وفي كل زاوية هناك مصيبة وبلاء ..

وفي مدينة الخليل تطايرت بيوتها ..

حجرا أسود بها الأرض والسماء..

تحت أنقاضها دفنت جثث الاطفال..

فلم يبق للإنسان فيها مهجع وبقاء..

يأوي إليه وأطفاله من شدة البرد..

وجباليا كانت عصية تشكي البلاء..

عز عليها موت أطفالها الصغار..

ولكن كان للحرية تضحية وفداء..

ومدينة القدس للشمس نثرت شعرها..

فكانت للمقاتلين عزيمة وهمة شعواء..

وفي كل شعرة تنطلق منها القنابل ..

تدك اركان الصهاينة فكانت بلاء ..

وفي كل شعرة أخرى بلسما شافيا..

لجروح المقاتلين فكانت ضمادا ودواء..

والضفة الغربية تبقى عصية أبية ..

مهما أصابها من الدمار وقهر وبلاء..

فهبت جحافل المقاتلين زحفا لحمايتها..

هو يوم الزحف لتحرير الأرض و الفداء..

فلسطين هي العرب واليها العرب تنتسب..

إذا ابتلعها اليهود فلا للعرب اليوم بقاء ..

أنتم أهل الارض وهؤلاء مرتزقة جبناء.. 

شذاذ الافاق جاؤوا من كل حدب خفي.. 

 وجدوا في ضعفكم اليوم  مستقرا وهناء..

 فلسطين لا تحزني فإن نور الله قادم ..

وفي علاك شموخ دائم وعزة وضياء..

أذا علوة فوق السحاب فذاك امر ربك..

وهذا فخرا لشهدائك وللعرب عزاوهناء..

وسوم: ألعدد 1056