إلى الشيخ أحمد ياسين

 1921

أمرُّ عليّ

متخفيا

عن مدن تتبعني

كي تعبئ آمالي باليأس، 

وأشلاء الذكريات،

أمرُّ علَيّ

من مسافة صفر

واللاشيء يحددني،

بينما الأمهات

تحتل صمتي

المثقل بالصرخات،

كنتُ هناك،

نعم قلبي هناك،

أذكر عكاز امرأة عجوز

فصَل التاريخ عن الحب،

ولعبة طفل دامية،

ربما عبرتها المجزرة،

من ماي لاي

إلى توتسي،

ومن توتسي إلى الأغواط،

ومن الأغواط

إلى نانجينغ،

ومن نانجينغ إلى حماة،

ومن حماة

إلى قلبي،

وقلبي نبضه غارات،

لا مأوى لحزني،

أفر منه إليّ

وأختبئ خلفي

إلى أن يكف الموتى

عن الصحو داخلي

بينما خوفي

يقيس الحرب بالنايات،

مَن يُخفي النبأ عني؟

والخبر العاجل

يجتاح مسائي جوا،

ويشتد بالطائرات،

المحرقة شمالا

الرماد جنوبا

شرقا،

غربا،

الطائرات جهات،

أكلما آنَسْتُ غيمة

يباغتني،

كم من قصف

يحاصر حلما

ولا يبالي،

يشي بالقُرى للموت  

ويُصرح بالتالي/

تتسلل الهاجاناه الآن.. برا،

إلى ظل مقدسي،

وتصرخ،

لا صياح للديكة

بعدما.. نلغي الفجر،

لا حاضر لهم،

قد أُلقي الخوف

في غد السيدات،

والطين لنا،

كم أعدمنا من نخلة

وزرعنا المشاة

الهاجاناة في بيتنا،

بيننا.. سيدي،

رصاصها يطل من غرفتي 

على دم إخوتي،

ترتل أمسها

رغما عن أمسي،

تضاجع الليل

فوق جثتي،

ترقص، تغني، تتناسل،

وتأكل خبزنا

حول بقيتي،

سيدي.. سيدي.. سيدي،

بني!..

ما بك تصرخ!؟

لعله جاثوم!؟

نعم أمي،

جاثوم

لا يغادر صرختي

الهاجاناه لم تنته بعد

بقية مَن خانوا

عبور البحر،

تلمودي يمشي

محدودب السبي

مِن أقصى خرافة،

ولا يرى

يسِّل من دم الأنبياء صلاة

ويجترني أسرى

عن يساره وعد،

وما يمينه إلا نبوءة

نَزلت لتوها

من جبل "صهيو.ن"

تقتفي قفائر النحل

بالحديد،

وتضرم به ذكرى

الهاجاناه لم تنته

وصبرا مرة أخرى

ص ب ر ا

مرة

أخرى

  • •••

                                

من مجموعة:

تعرفني هذي الأرض الخافتة

وسوم: العدد 1068