هزمت سجاني

سهام إيهاب الدالي

هزمت سجاني !

سهام إيهاب الدالي

سريت منذ الصباح إلى مدرستي

فإذا بدبابة تعترضني تتجه نحوي

فزعت كغيري و غدوت اجري

لكني وقفت لبرهة أحاكي نفسي 

مَن عليه أن يهرب ولِم أجري

التقطت بعض الحصى الصغيرة

و رميت تلك الكتلة الكبيرة

فخرجت منها وجوه حقيرة

قال ما بك أيتها الصغير ة

قلت أدافع عن حقي فأنا فلسطينية

قال .. لن تري بعد اليوم شمسا 

و لن تتنفسي هواءً نقيا

رددت برفعة واثقة قوية

سأناضل حتى نيل الحرية

و أنعم بخيوط الشمس الذهبية

فأخذني ووضعني في شاحنة كبيرة

ملؤها أجساد بشرية 

كيف لا و هذا العدو رمز الوحشية

اقتادوني إلى مكتب التحقيق ... و التهمة ... إرهابية

دخلت الغرفة و أوصدوا الأبواب العتية

طرحوا أسئلة كثيرة و لم ينالوا مني إجابة رضية

قلت هل أنتم أغبياء و هل تروني غبية ؟؟

أتريدونني أن أخون وطني

خسئتم و الله يا جبناء فنحن أصحاب قضية 

لم يعجبهم ردي فاقتادوني بهمجية 

رموني في غرفة انفرادية

بعيدة عن أهلي أصحابي وخلاني

بكيت حسرة على دفاتري و أقلامي 

و بدأت حياتي التي لا أرى فيها غير وجه السجان

لفتني الكثير من القضبان

وسرت مسيرة ذل و هوان

لكنني رغم إغلاق الزنزانة

بقيت باحثة عن الكرامة

و بدأت معركة جديدة

مع أمعائي الخاوية

لن أجبر على العيش ذليلة

قاطعت طعامي وشرابي 

و كذلك تبعني زملائي

و صمدت أسابيع أعاني

حتى استسلم سجاني

و للحرية أطلق سراحي

رجعت لأهلي و أحبابي

و حضنت شمسي و هوائي

و بقيت اكتب أشعاري

عن قصة تحكي آلامي

و كيف........ هزمت سجاني