ارحل بلا رجعة

د. ناصر الحاج حامد

د. ناصر الحاج حامد - أوكرانيا

[email protected]

في وطني ضفتين و لحن للحرية صامت لكن دويه في الأفق قد سمعا

بين الضفتين نهر و جسر و قنديل و كأن الجسر قد قطعا

على الجسر سكير يعربد و شبيح على إخضاعنا اجتمعا

على الضفة الأولى حالم بالخبز و لوحة للحزن  و جراح و شمعة

وعلى الضفة الأخرى جزار و سجان و أحقاد و نزعة

على و جوه الحالمين في وطني لوحة فضية و إصرار   و دمعة

و على صدور الراحلين قصيدة أبياتها شام و عنوانها درعا

عندما يترجل التاريخ في حمص ليخرج من قاموسنا الفزع

عندما يخط الشعب ملحمة و تأريخا بأزكى الدم قد طبعا

عندما ينشد الأشبال في وطني لصوت الحق فاستمعا

رصاص يحرق الأزهار يخمد الأصوات و يبقي في قلوبنا لوعة 

لا سؤال لا جواب لا استئناف لا حساب رصاص يخط بلحظة للغاب شرعا

رصاص يرهب الأطفال  يروع النساء  و يسقيهم من  زلال الموت  جرعة

رصاص يسرق بريق عيونهن و إن كان قبل اليوم قد سطعا

رصاص الغدر في وطني يبطش ليلغي من أيامنا الجمعة

و في التلفاز مغرور يتبجح ويخادع و يحلم أن نأتيه طوعا

يمثل كذابا و سجانا وجلادا و تبعا

يمثل خنزيرا يأكل من أشلائنا و فمبيرا يشرب من دمائنا و ما شبعا

 يمثل من أحرق الدواوين  يمثل من قطع الشرايين يمثل من أتلف الملايين و أطفالنا جوعا

فهم الحرية إرهابا و تعذيبا و إذلالا و قمعا

جمع كل ما في الكون من ظلم و ختم الحقد على أنيابه لمعا

سرق كل شيء في وطني ..سرق قوت العصافير و حتى في برازهم طمعا

و بعد ذلك يراوغ أن للقدس قد جمع

أهكذا مركب القدس و التحرير دبابات تخط بجنازيرها على أجسادنا بقعا

تنشر الرعب في وطني تغتال الطفولة و السعادة فاقرأ في بسماتنا الوجعا

أهكذا تبتر الأطراف في وطني و تباع أعضاؤنا جشعا

أهكذا الكذب ثم الكذب ثم الكذب حتى رأيناه للصدق فرعا

أهكذا الممانعة و البطولة أن تقتلوا الأطفال بالقرعة

أحماة الديار يبكون نسائنا و يرعبون أطفالنا و يردوا شبابنا صرعى

يا للخزي  يا للعار أنستباح الدماء   و نظن أننا أحسنا صنعا

و لم الإرهاب و التنكيل و التعذيب ألأنه لغير الله ما ركع

أهدي إلى وطني جمعة و شمعة و دمعه ولمن سمع اليوم وما اقتنع 

أقول اخجل و ارحل   بلا رجعة    بلا رجعة     بلا رجعة