ماتت الحياة.. وانتصرت كربلاء!

د. حمزة رستناوي

[email protected]

اقتحموا البيتَ مُدججَّين بالحديد و  بالفرح

كانتِ الامُّ و زوجها و ابنها الصغير

خائفين  متوجّسين منْ فَرحهم!

استلَّ أحدهم المِديةَ

و نحر ابنها  بفرح دفينٍ

مُرَدِّدا : يا ثارات الحسين.

*

تناصروا على زوجها

و استلَّ أحدهم  شتائمه في هيئة منشار

و رح يذبح زوجها.

الحمد لله

الآن , لقد انتصرنا  للحسين

رحمة الله عليك يا سيّدي "أبا عبد الله"

صاحَ أحدهم : أرجوكَ , لا تقطع رأسهُ

...دعهُ يرقص  و يذوبُ  في أحلامها.

تذكرتْ دمَ الطمث.... و دورة العبث.

صاحَ جُلّهمْ : دعوها ...

تذبل في حُرقَةِ  بعلها ,و تيبس فيها  الذكريات.

*

غادروا  البيتَ...  و شريطٌ مِنَ الدَّمِ يتبعهم...

يا ثاراتِ الحسين...لقد انتصرَ الحسين ...

لبّيكَ يا " أميرَ النحل "

غادروا البيت.

عندئذٍ..صاحَ وحشٌ في قلبها

لعنةُ الله عليكَ ....يا " أبا تراب"

*

يا ربِّ ..ماذا لو جعلتَها عاقر !

أما كانَ خيراً لنا...

نحن عبادكَ المؤمنون!

"لو فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"

يا رسولَ الله...دعها  تسرقُ ...

فأثاث بيتيَ كلهُ عَطِيَّةٌ  لها

الأساورُ و حديقةُ البيتِ

و خاتمُ العُرس و  ثوبُ زفافيَ ..

كلُّ حيلتي في هذه الدنيا ..لها

يا حبيبي يا رسول الله

دَعْهَا تسرقُ ما تشاء.

و لا تقطع يدها...دعها تسرق نور عيني..

و كِلْيَتِي ...أرجوكَ لا تقطعْ يدَها

و لكن هلّا دعوتَ لها بالعُقم ..

رحمة بالعباد...و حقّنا للدماء

عفوُكِ يا قرَّة عينِ المصطفى

أستغفر الله ..أستغفر الله !!

فقد

ماتتِ الرحمة ....

و اقتربتِ البلاد...و انشقَّ العباد.

*كُتبتْ هذا النص على هامش مجزرة كرم الزيتون في حمص. آذار  2012 م

*الحوار المكتوب في النص هو من باب مجاز الشعر بما يناسب حالة النص  ..مع كامل الاحترام لشخص الإمام علي  و فاطمة الزهراء و الحسين...و كامل الادانة للذين يقتلون الابرياء اليوم باسمهم.