همسات القمر 127

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*قلب يشاكس، وعقل يعاند وأنا الحبل الذي يتجاذبانه بلا شفقة ولا هوادة

أما من رحمة أيها الصديقان؟

*وكأن قلبي شطران

أحدهما يبكي

والآخر يمسح دمعته مربّتا عليه بحبّ وحنان

شكرًا يا شطريَ الحنون 

*وكم من ورد بلا عطر..

نكتفي منه بوقفته المسالمة ومنظره الجميل الذي ينشر في جنبات أنفسنا فرحا طفوليا بريئا..

ليس شرطا أن تكون ذا نفع مباشر للناس

على الأقل لا تدعهم يروا منك إلا كل طيب وجميل..وفي هذا خير، كل الخير.

*لكلٍ عالمه الخاص لوحاتُه ألوانه حروفه ...

نكتبه بمشاعرنا، نرسمه بأحاسيسنا،نحلق فيه بخيالنا..

يجعلنا جماله في صراع مع أنفسنا بينه وبين واقعنا الذي ينتصر عليه ويعيده إلى حجمه الحقيقي كلما حاول أن يتطاول أو يفرض وجوده

نحلم بصدق نوايانا، بنقاء قلوبنا، بصفاء أرواحنا..

ونفيق على كذب العالم حولنا

قتام الألوان التي تفقدنا الرؤية الواضحة

اضطراب المعالم التي تزل بأقدامنا هنا وهناك 

نفيق .. ولا نرى أنفسنا سوى حَب صامت عاجز تدرسه الحياة لتنثره في مجاهلها وحيدا يفتقد سكينة نفسه وأمان عالمه!

*أراني في انبثاق الفجر وليدة ضياء مشبع بالأمل والتفاؤل

أراني في غفوة الشمس فكرة، نبضا، أمنية ..

أراني في مرآة نفسي حديثا بالكاد يهمس ، صورة ساكنة هادئة، حقيقة تتأرجح ما بين واقعها وأحلامها، صوتا رهين صمت ..

أراني في ارتياد الأماني ، قلبا يضرع، نفسا تخشع، روحا بأناة حالم تهجع

أراني يا إلهي في مكاني .. بقلب الصبّ إذ شوقا يعاني

فلا تجعل ضياء العمر يخبو.. ويمضي دون إدراك الأماني

*كم مرة فتحنا أعيننا لنصدم بوجودنا في بئر مظلمة عميقة

نتلفت حولنا بحثا عن حبال تنشلنا، نصرخ ولا أحد يسمعنا، ننادي ولا ملبيَ لنا!

تفشل كل السبل وتعجز كل الحيل ..

وعند بلوغ القلب حنجرة اليأس والفناء..

تدوي صرخة النجاة في الأعماق الواجفة

يتعالى الهتاف موصولا بحبل متين إلى السماء

يا رب ..

تتهاوى جدران البئر 

تسجد الروح في محراب شكرها 

ينتهي ليل العناء

*يرتوي القلب من منابع شتى ويورق من المتناقضات ما يدهش النفس والروح ..

بعض ثمارها زاد وملاذ

بعضها أشباح ليل لا تنفك تنفخ كير وجع غاضب لا يريح ولا يستريح..

ممتلئة بما يفيض عن قدرتي .. 

غابت شواطئ كنت ألقي عصا كدري على رمالها وأستريح ..

غربت شمس دفئي وأنسي

تاهت نظرات أمل وأمان كانت تشق طريقها بثقة واقتدار ..

ضميني أيتها الروح إلى نفسي .. 

أسقطي عن غصون قلبي ما يثقلها ويخدش هدوءها وصفاءها

دعيني أقرأ فيك معنى الحياة

فلعل في بعض سطورك تعرف البسمة إشراقتها 

دعيني أتأمل فيك جمال الكون

فلعل في بعض لوحاتك بهجة تختال بألوان الفرح

دعيني أسمع فيك ألحان الحب والسرور

فلعل في بعض ألحانك حياة فؤاد لا زال يدرك أن الحياة لا تُنال بغير نية صافية، قلب محب، روح تتعالى على أكدار الدنيا وأدرانها..

ولعلها تكون.

وسوم: العدد 704