همسات القمر 169

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*على أطلال ثورتها، وعلى تخوم وخزاتها التي لا تنتهي إلا لتبدأ، تُختزل الحكاية

تداعب أوتارَ الليل أناملُ مرتجفة ينساب لحنها كما سؤال أعياه الحال:

نتمرد عليها أم نسايرها؟ نصلها أم نهجرها؟

ألديها متسع لسلام وشيء من أمان؟

أم أننا وإياها نسير في خطين متوازيين، أبد الدهر لا يلتقيان؟

وإني كلما أسعى إليها .. أرى شررا يلوح بمقلتيها

تمدّ حبالها بلذيذ وصل.. لتخنقني فلا أقوى عليها

*تطول الحكاية ويقرع الذل أجراس الخيبة والحسرات تتصارع في النفس ويكتمها اللسان الجبان

أما عاد للكرامة فينا مكان؟

*أدخل خيط أمل في سمّ إبرة علّها ترتق مساحات اليأس والإحباط التي انتشرت كالنار في الهشيم

تقطع النار المستعرة الخيط وتصلب القلب على بوابات الجحيم!

*يا تنهيدة ذل عاجز

من يحتويها؟

" لنا الصدر دون العالمين أو القبر"

كانت شعار حياة، وأصبحت ترنيمة منسية، وكثيرا من حسرة تتراءى أمام نواظرنا في مسرح المهانة:

لهم الفخر ولنا القهر

لا الصدر نلنا، ولا حفرنا بكرامة تراب القبر!

*أحرر زفرة أضناها طول حبسها.. يخمد البركان، ويبقى في القلب أوار عصيّ على التماهي مع ذاكرة النسيان

*على بعد دقائق وساعات بتوقيت الانتظار.. تستلقي شواطئ الذكريات حالمة بنبض كان لها زادا، وهمس كان لها مدادا.

ترفع عين ترقّبها حينا، وتغمضها حينا آخر لعلّ في مكامنها شيء يحرك أوتارها بلحن جميل.

تمر بها شمس الغروب مودعة، تخرجها من شرودها وصمتها بعد أن غدت بين انتفاضة ألم وهزة طرب موزعة

تبتسم برضا وتعلق على مشجب الأماني همسة ونداء

وبين ذرات رمالها تلتحف الأحلام دفء حديثها.. تستسلم لهدهدة الشوق والرجاء

*اذرف دموعك في خصب الثرى، فلعلها تنبت أزهار الفرح

وسوم: العدد 738