همسات القمر 175

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

* في الدفاتر المنسية، حكاية من كان يا ما مكان

مركونة في زاوية من مكتبة الذكريات، منطوية على ذاتها ترتقب منفضة الأمل تزيل عنها غبار العاديات

أتكون وإشراقة الفجر على موعد آت ؟

* بعض المشاعر تهزمنا لدرجة تجعلنا صامتين أمام قوتها وعنفوانها!

تبهت الكلمات وتتبعثر الحروف وينعقد اللسان

وتبقى ثورتها وضرامها أقوى من كل بيان!

* لنجمع صمتي وصمتك معا على بساط الوداد

لعل دفء لقائهما ينطق رهيف المداد

* في غيبوبة الذكريات الدافئة أتمنى أن يطول المقام

أحياها بعمق، وأخوض دروبها بفوضى تبعث ضحكة بألوان قزح

أعاكس السير وآتيها من نقطة النهاية لأصل فجر البداية متنعمة بنسيمها اللذيذ الذي يبعث في النفس نشوة وخدرا يطيل من عمر تلك الغيبوبة الجميلة..

أصحو وفي النفس هدية من أحلام تلك الذكريات وأمانيها المكتنزة بالحياة ..

أستنشق عبيرها وأزفر لهيب الشوق لها والحنين..

وتبقى قناديل الذكريات عصية على رياح الفناء والنسيان

* في الرحلة الأخيرة.. نوصد الأبواب وراءنا ولكن، ننسى نوافذ الذكريات مشرعة

طورا تنعشنا بنسائم من شوق وحنين

وأخرى تجلدنا برياح قاسية تنطق فينا الأنين

* "بل الإنسان على نفسه بصيرة، ولو ألقى معاذيره" القيامة 14/15

لو نبذ كل امرئ معاذيره ونظر في وجه الحقيقة بلا مواربة ولا تزييف، لرأى في مرآتها الناصعة ما يجعله يقف صامتا متحاشيا بذل التبريرات التي لا تصدقها نفسه ولا تنطلي عليها..

كم سنكسب لو تعاملنا بمثل هذه الشفافية؟

* يفتح الليل جفنه الداكن بلا مبالاة لانتظارنا وجه النهار

نحبس الأنفاس منا

نستطلع ملامح الفجر بحثا عن بسمة مختبئة في تفاصيل منحتها الشمس بعضا من حياة

يأخذنا الصمت ونعيد كرّة الانتظار

* وما نحن سوى قصة طويلة تسترخي على مسرح الحياة

خلف الستار، تختبئ التفاصيل الدقيقة بعبثيتها وفوضاها، بقوتها وضعفها، بصدقها ومراوغتها، بشفافيتها وتلوّنها..

نكشف جزءا من الستار، ونترك الآخر يعالج سكرات العجز والخيبة، يتجرع كؤوس المرار

وما تبقى ندعه هائما في جزر الخيال والأحلام، يتوسد مناه، يغيب في لذيذ منام.

وسوم: العدد 742