همسات القمر 177

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*في متاهات أحلامي ودروبها الغافية على صدر الخيال، أنسى متاهات الحياة وطرقها المتلوية الصعبة..

طيرا، فراشة، زهرة أغدو .. لست أدري

 كل الذي أدريه، همسة دافئة تتماوج ذبالتها في القلب نشوة، وعطر يملأ النفس أحاسيس الجمال.

*أرقى العلاقات وأصدقها ما كانت تغذ خطاها في طريق الله..

هاك يدي وهات يدك.. والأخرى ضمّها إلى قلبك مرتلا دعاء الحب والأخلاص

أتدري ما الحب؟

أن أتمناك رفيقا في الجنة

ولا قيمة لأمنيتي ما لم أشاركك قنديلي وشمعتي

ما لم أعنك على صعب الدرب

ما لم أسند عثرتك بكف الوفاء

ما لم أرقع ثوب خطئيتك بخيط النقاء

ما لم أرتل آيات الإنابة والتوبة على مسمعك

ما لم أضرب بعصا نصحي على يد معصيتك

أتدري ما الخذلان ؟

أن نلتقي في الدنيا على هوى النفس لتشيح بوجهها عنا الجنان

الدرب دربان، والطريق ما بين حق وبهتان..

أيهما يستحق نبض القلب ودفء الجَنان؟

*في النفس جذوة من حديث تتصارع ورياح الصمت العاتية

أمن كوّة الأحلام الخائبة تأتي .. أم من أمنية تبحث لها عن خيط زاه في ثوب النهار؟

يحار الحال.. ويبقى القلم المرتجف يرسم أحلامه على رمل البحار

*على شاطئ البحر ارتقاب

سارية تلوح من بعيد.. خشبة تائهة تتصارع وأمواجه..همسات دافئة محبوسة في زجاجة حيرى تبحث عن المرفأ والسبيل... طوق نجاة يتثاءب بين حطام مراكب الراحلين.. يد عمياء تبحث بصمت عن أشواك الأنين!.

وهناك في زاوية مهجورة قرب صخرة كانت يوما ما شاهدة على عهد كتب على صدرها بمداد الوفاء..طفلة متشردة تحدق في غيمة مسافرة.. تتمناها حلوى تبث في أوصالها بعض دفء، تترك بقاياها على ثغر جفاه الزاد وعزّ الغذاء

قلب يرتعد بردا وخوفا، شوقا وأنينا، لهفة وحنينا.. لا زال كل يوم  يخط على رمل الحكايات المبعثرة موعد اللقاء ...

يرسل الوعود لأعماقه مبشرة بزوال ليل العناء..

مع كل صوت التفاتة

ومع كل لحظة انتظار.. رجفة يأس، ورغبة تتسلق أسوار الرجاء

*ضع صوت قلبك في أذن عقلك ثم امنحهما حرية الانطلاق 

من يقيد من؟ 

من يضع النفس المسالمة في دوامة المتاه.. من يسرق من الروح الحالمة بسمة الشفاه؟

دع خطواتك تترفق في مشيها واعتدل 

دعها تنطلق في دروب شقتها يد لا يعرف التلون ولا تحسن الخداع

في النفس همهمة وفي العيون الظامئة لنظرة فرح شوق والتماع

وسوم: العدد 743