همسات القمر 180

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*يا ريشة الأحلام المختبئة بين جناحي قزح

من سكب سواده في بهجة الألوان؟

من جرّدك من دفء المكان؟

تائهة أنت في دروب لا تعرفين خطوط سيرها ولا تملكين إعادة رسمها 

لا لون ولا ماء

وطريق طويل طويل يدفعك نحو السماء .. 

نحو معابر الراحلين من غير دليل.. نحو فكر يتقلب ما بين بسمة ومرح 

نحو أمانٍ دافئة لا زالت تحتفظ بجذوة ملونة من فرح

أتمضين؟ أم أن الليل يفرض سطوته أمام حاجز المستحيل؟

*أترك بابي مواربا.. لعل حزمة من أمل تتسلل على غير انتظار

لعل نسمة عابرة تداعب الروح وتكشف عن الفرح الستار

خد يتكئ على كف

وعين يعلن بريقها السؤال الألف

يرمقني اليأس بنظرة المنتصر

أرمقه بنظرة : ألا انتظر

لا زال فجر الأماني الدافئة يتغنى بالنهار

*أكتب حرفا على وجه القمر.. أخط كلمات على رمل البحر

يأتيني قصيد النبض صوتا من بيان

*أمنحه الكثير من مشاعري

يمنحني بعضا من فتات

كجندي كسول أدفعه إلى أرض المعركة

يتلفت ذات يسار وذات يمين..

يتثاءب وينثر بعضا من حبر باهت لا يكاد يبين

*حين أرى شخصا متشبثا بضلاله، ليس عندا وكبرا وإنما ظنا بأنه الحق، أشفق عليه أكثر مما أشعر بالغيظ منه

لست أدري أيصعب عليه الوقوف أمام مرآة نفسه واستجلاء أعماقه وسبر أغوارها، أم أن ميزانه مختل لا يبصر عواره وعجزه

كم قيل: "الجاهل عدو نفسه"، عدو لنفسه دون أن يدرك ويعي .. وما أصعبه من حال

نحتاج بين الفينة والأخرى الخروج إلى فلاة الفكر متنقلين بالنفس والروح ما بين سؤال ونظرة، فكرة وعبرة .. لعل فيها جلاء صدأ يمنع عنا رؤية حقيقة ما، ولعل فيها غسيلا للروح من أوضار ترهقها وتؤذيها..

لربما صديق مخلص صالح يغني عن كل هذا .. 

الصديق المرآة النقية التي لا كذب في صورتها ولا تزييف ولا خذلان

صديق يحتويك بقلب طهور، ونفس مفعمة بالحب والحنان.

وسوم: العدد 745