همسات القمر 188

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*أحاول رتق ملاءة الليل الممزقة بخيط من أنوار النهار

كلما أدخلته شق الإبرة انزلق هاربا متواريا عن الأنظار

ما بين الهوان وانتظار الأوان، رجفة في القلب وسهاد ينسج خيوطه في الأجفان

*جذوة في النفس تجعلني أضرب في الأرض على غير هدى، صامتة كبدر انطفأت نجومه وتركته وحيدا في العراء، مذهولة حتى عن نفسي، شاردة البصر والقلب والروح...

أسير وأسير، نظرة إلى السماء، وتحديق في الليل العسير

أقابل وجها كالشمع يخلو من دفء وإنسانية يردد كما الببغاء كلمات الترحيب وكأنها الهراء

تخذلني ابتسامة للرد مجاملة وتبقى نظرتي تائهة معلقة في الهواء..

يمر الوقت على هامش خطواتي سراعا كعابر سبيل.. لا أشعر به، لا ألتفت إلى عقاربه التي تنهش يومي وتلتهم ثوانيه ودقائقه..

أتسكع قليلا في زوايا فكرة هنا وحديث صامت هناك..

أنتبه لنفسي أخاطب ذهولها بلعل وربما وكأن ..

تصدق الوهم وتنفض عن ذاتها المرهقة خيوط الكفن..

تبتسم مجددا، تزرع في تربة أحلامها بذرة لربما بعد طول انتظار تصيب..

*أذهب وراء الأفق البعيد أقتنص شيئا من ظلال

طير أنا؟ بدر أنا؟ أم طيف عابر يهوى أجنحة الخيال؟

*في الخلوة جنة من خيال تمنح ساكنها لذة من سلام ورشفة هانئة من أمان

لا صخرة ناتئة تعترض الأحلام وتحطمها

لا حواجز منتصبة باحثة عن هوية ضائعة وجواز سفر مشبوه

لا ساعة تختلط عقاربها تحار بين دقائقها وثوانيها

كل ما في داخلك وعلى مسرح خيالك هو لك

حروفك ملك يمينك تتسارع لإرضائك.. مشاعرك مبتسمة تكفّ عن إيذائك، حتى الأفكار المكفهرة تخطب ودك وتتمنى نظرة من رضاك..

بها تسكن نفسك إلى نفسك، وفي واحتها تجد راحتك ومُناك.

*بعض أحلامنا بذور رقيقة تحملها إلى ترابها فقاعات ملونة مكتنزة بالبهجة والفرح

ما بين سفرها وبلوغها الهدف، مخاطرة تحمل للقلب ألوانا من عذاب

أتصل؟ أم أنها ستتلاشى هباء على بوابات السراب؟

*أنتظر طويلا ولا أملّ.. أفرش بساط حلمي  بين ليت ولعل

أصغي لكل حفيف صوت يأتي ولو عابرا، أغني لتباشير الصباح أترقب غيما ماطرا

أتبسّم للقمر، أثرثر للبحر، أخلد بسكينة في ظليل الشجر..

وحين يغزو قلبي سهم الانكسار، وفي أوج تعفّر النفس برمال الألم..أطلق تنهيدة وأبسط كف الدعاء..

تلملم الروح خيوطها الشعثة، ترتق ما تفتّق من ثوب الرجاء

وسوم: العدد 752