"طلال بن أديبة" والاعتماد على الذات

clip_image002_049f3.jpg

كتاب "طلال بن أديبة" للكتبة أريج يونس، صدرت طبعته الثانية  حديثا  2018- 2017 عن  دار طلال أبو غزالة  للتّرجمة والتّوزيع/ الأُردن. 

الكتاب عبارة عن سيرة ذاتيّة عن حياة طلال  أبو غزالة.

كتبت السّيرة الكاتبة، أريج يونس، على لسان شخصيّة، طلال أبو غزالة، حيث لم تكتب اسمها على الغلاف كما جرت العادة؛ بينما في الصّفحة الدّاخليّة كتبت: "تعالوا معي أقصّ عليكم حكاية الطّفل طلّول... لنتعلّم كيف نصنع من المعاناة مجدا" يبدو أن صاحب السّيرة حدّثها شفويا عن سيرته ، وهي كتبت.

 نسب الكاتب( الشفهي) اسمه على اسم والدته ( أديبة) وهذا شيء نادر لا نراه عند الكتّاب الآخرين، ربّما أراد أن يعبّر عن محبّته ووفائه لوالدته بهذا النّسب.

السيرة مناسبة لليافعين وما فوق، من النّاحية اللغويّة والفحوى.

عادة ما تكتب بعض الشخصيّات المعروفة في المجتمع والمشهورة، سيرتها الذّاتيّة.

بعد قراءتي سيرة طلال بن غزالة رأيت بأنّها تستحق النّشر لشخصيّة عصاميّة بنت نفسها منذ الصّغر؛ حيث عاش الطّفل طلال تحت  ظروف صعبة في الغربة بعد التّهجير من فلسطين عام 1948م؛ وبنى نفسه، وصعد السلّم درجة  درجة، حتّى وصل لمكانة مرتفعة، وأصبح من رجال الاعمال وأدار شركات ساهمت في نهضة الاقتصاد الأُردني، الّذي أصبح وطنه الثّاني بعد فلسطين. وأصبح رجل أعمال ملأت شركاته أنحاء العالم.

يعتبر كتاب " طلال بن أديبة"  قدوة للتّربية والأخلاق وبناء القيم والحفاظ عليها، وهذا ما نرجوه لأجيال هذه الأيّام. الارادة  والصّبر والاصرار والمثابرة  أوصلت شخصيّة الكتاب إِلى ما وصل اليه، هذا أيضا ما نرجو أن نوصله لأبنائنا الّذين يعيشون هذه الأيّام في حالة مبعثرة اثر العولمة، وسيطرتها على عقولهم بالوسائل التّكنولوجيّة الرّهيبة. 

إلغة الكتاب لغة قويّة قلّت بها الأخطاء الاملائيّة والنّحوية ،

وضعت الكاتبة عناوين لكلّ مرحلة زمنيّة من حياة شخصيّتها، وأنا أرى أن هذه خطوة جيّدة تساعد القرّاء اليافعين على التّمركز أكثر وعدم الضّياع داخل النّص. 

أراد الكاتب( الشفوي) ايصال فكرة للأولاد غير أخذهم العبر من سلوكه وحياته؛ وهي أنّه مهما تنقّل في دول العالم وكبر وأصبح رجلا مشهورا لا يمكنه أن ينسى وطنه الأصلي يافا في فلسطين المحتلّة، والّتي اعتبرها كنزه الأوّل الثّمين. أمّا كنزه الثّاني فهو تخرّجه من الجامعة، وهو هدفه الأوّل الّذي وضعه نصب عينيه.

نلاحظ بأنّ الكاتبة استطاعت أن تنتقل بالمراحل الزّمنية برتم منطقي نوعا ما، بينما نجدها قد انتقلت انتقالا سريعا، عندما ترك عمله في الكويت ص29" حيث تفاجأت وأنا أُرتّب أغراضي بعدد من الموظّفين كانوا قد جمعوا أغراضهم، وقرّروا مغادرة الشّركة معي" لم تمهّد الكاتبة للقارئ سبب ترك العمل، ولماذا لحقه باقي الموظّفين مثلا؟"  توحي لنا الجملة وكأنّه قد طرد من العمل. – هنا أرى ضرورة التّوضيح-

في صفحة 38 وضعت صورة الطّفل طلال أبو غزالة الحقيقيّة وكتب تحتها بأنّه من مواليد 1951م إِذ  تحدّث أبو عزالة عن زمن هجرته وأهله عام 1948 بأنّه كان طفلا يعيش في يافا يراقب السّماء ليلا على سطح منزلهم، ويذهب لقطف البرتقال. أعتقد بأن خطأ ما قد حدث لا يمكن أن يفسّره للقارئ غير الكاتب والكاتبة.

لقد أُضيفت للكتاب الصّور الّتي تعكس الأحداث، ولم يسجّل اسم الرّسام على ظهر الغلاف أو خارجه . لقد كانت بعض الصّور موفّقة وبعضها غير موفّقة كما في صفحة 19 وصفحة21؛ حيث اختلف شكل الوجه وكأنه شخصيّة ثانية.

وسوم: العدد 761