الاتجاه الإسلامي في شعر عبد الله عيسى السلامة 2

clip_image001_fd448.gif 

إن المتأمل لواقع الشعر العربي المعاصر يراه يعكس اتجاهات فكرية مختلفة بعضها يعكس الوجهة الإسلامية، والبعض الآخر يعكس الوجهة الجاهلية من قومية وشيوعية ووجودية وحداثية ..وغيرها من الاتجاهات الضالة في الفكر المعاصر بيد أنه هذه الرايات الضالة لا تلبث أن تتهاوى ذليلة مهما عظم أمرها ، وقوي عودها، واتسع نفوذها لأنها لا ترتبط بالله ربًا ، ولا بالإسلام دينًا، ولأنها تفتقد إلى الشمول والتناسق والانسجام والتوازن في رؤيتها لحقائق الوجود الكبرى التي يتعلق بها الإنسان.

إن الأدب الذي يقوم على أساس القاعدة الإسلامية هو الأدب الخالد الذي يبقى لارتباطه بهذه القاعدة الربانية الباقية المحفوفة بعناية الله وحفظه، ونظرًا لهذا الارتباط بهذه القاعدة، فإن الأدب المنبثق منها أدب معطاء مثمر للحياة الإنسانية، إذ يبذر منها معاني الخير والفضيلة، ويقتلع منها جذور الشر والرذيلة، قال الله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ * يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾ [إبراهيم: 24- 27].

ومن هنا فإن هناك التقاء بين الأدب الإسلامي والإسلام نفسه مادة وطريقة وهدفًا، ففي المادة استمدّ الأدب الإسلامي القيم والمبادئ التي يدعو إليها الإسلام من طاعة لله تعالى وجهاد في سبيله، وحث على فعل الخيرات، وذم للمنكرات، ومدح لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وغير ذلك من التاريخ الإسلامي معان إسلامية.

وفي الطريقة استمد الأدب الإسلامي بعض ألفاظه وتراكيبه ورسم صورة من كتاب الله، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - واستمد من التاريخ الإسلامي رموزًا وصورًا وتجارب كان لها أكبر الأثر في إضفاء ظلال نفسية وفكرية وعاطفية على الأدب الإسلامي.

وأما الهدف: فهو أن الأدب الإسلامي يلتقي مع الإسلام في تقرير عبودية الإنسان لله رب العالمين، ورفض ما وساه من طغاة متجبرين، ومناهج ضالة كافرة، ومن هنا فإنه من الصعب جدًا أن يقيم المرء صدعًا بين ما يقوله الأديب والمربي والمصلح الاجتماعي والمفكر والمؤرخ وغيرهم، ذلك لأن جميع فروع الحضارة الإسلامية تنبع من مشكاة واحدة وتلتقي في نقطة وهدف واحد؛ لذا فقد انخلعت خصائص الإسلام ومميزاته على جميع فروع وجوانب الحضارة الإسلامية.

وبفضل هذا الرصيد الحضاري الهائل الذي اعتمد عليه الأدب الإسلامي استطاع أن يشق طريقه في ركام الأدب المعاصر، محتفظًا بخصائصه الذاتية المتميزة التي منحها إياه الدين الإسلامي.

على أن حركة الأدب الإسلامي قد تزامن ظهورها مع الصحوة الإسلامية التي أخذت تدب في جوانب من حياة المسلمين الحاضرة، وربما تكون العلاقة بين الأدب الإسلامي وهذه الصحوة المباركة ليست علاقة زمن فحسب بل هناك ما هو أعمق من ذلك، إنها الولادة الحقيقية... فالأدب الإسلامي قد انبثق منها، وترعرع في أحضانها متأثرًا بها ومؤثرًا فيها.

فمعظم شعراء الاتجاه الإسلامي كانوا على علاقة وثيقة بالصحوة الإسلامية.

وتذكرنا هذه العلاقة بما كان عليه الأدب الإسلامي في عهده الأول، عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين، إذ كان يستخدم للدعوة للإسلام والتبشير بمبادئه.

ومن هنا فإن الأدب الإسلامي ارتكز في رحلته الطويلة منذ بدايته إلى الآن على قاعدتين: الأولى الدين الإسلامي، والثانية الدعوة الإسلامية.

وقد كانت القاعدة الأولى ثابتة بينما كانت الثانية قاعدة متطورة ومتكيفة مع ظروف وأحوال المسلمين تطورًا لا يصطدم مع القاعدة الأولى.

وقد تأكد ذلك في اهتمام عصر دون آخر من عصور الأدب بموضوعات وأفكار معينة.

ولقد كانت هاتان القاعدتان أحد المنطلقات الرئيسة في إقامة الفرق الذي أثبتناه بين شعراء الدعوة الإسلامية وشعراء النزعة الإسلامية، إذ قلنا إن الاتجاه الإسلامي عند الفريق الأول كان التزامًا بينما كان عند الثاني نزوعًا للقيم الإسلامية ومبادئها تثيره بعض المناسبات الإسلامية سرعان ما تنطفئ جذوته إذا ذهبت هذه المؤثرات.

بيد أن حركة الأدب الإسلامي رغم اكتنازها بعناصر البقاء والحركة التي منحها الإسلام لها، لم يتح لها الوصاية على الأدب المعاصر وذلك لأسباب منها:

1- تعرضها للهجوم الشديد من جانب خصومها، منذ ولادتها بل منذ ولادة الدعوة الإسلامية.

فمعظم أعداء الأدب الإسلامي كانوا على عداء شديد للدين الإسلامي كذلك، وقد ظهر هذا العداء في الإهمال المتعمد لهذا الأدب سواء أكان في نشره أو في تدريسه أو في نقده.

وبما إن مهمة الأدب الإسلامي هي الدعوة إلى مبادئ الإسلام في الأخلاق والسياسة والدين وجميع فروع الحياة، فإنه من الطبيعي أن يصطدم بالمؤسسات السياسية القائمة في العالم الإسلامي التي لا تستقيم حياتها على هدي من كتاب الله تعالى وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - في إصلاح المجتمع.

ومن هنا فقد وضعت العراقيل والصخور ونصب الأشواك في طريقه لوقف زحفه وتقدمه.

2- عدم وجود طاقة أو قدرة فنية عند أدباء الاتجاه الإسلامي متناسبة مع ذلك الرصيد الإسلامي الضخم، التي تجعل من أدبهم أدبًا عالميًا مؤثرًا.

على أن بعض شعراء الاتجاه الإسلامي استعاض عن هذا التأثير الناشئ من الأساليب الفنية، بتأثير ناشئ من القيم والمبادئ الإسلامية نفسها.

فمن المعروف أن الحياة الإسلامية الحاضرة تبتعد في كثير من الأمور عن الإسلام، في حين كانت الحياة التي يعرضها الشعراء الإسلاميون صورة لحياة السلف الصالح.

ومن الفرق الناشئ من المقارنة بين حياة السلف الصالح وحياتنا الحاضرة، أحدث في نفوس بعض المسلمين حالة يمكن تسميتها بحالة اغتراب، ولكنه ليس على أية حال اغترابًا انعزاليًا بل هو اغتراب دافع للطموح والسمو والحركة، ولعل في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "طوبى للغرباء".. إشارة إلى هذا النوع من الاغتراب.

ومن نزعة الحماس المتولدة عن الشعور بالاغتراب اندفع الشاعر الإسلامي الفلسطيني إلى موضوعه دون أن يقيم أو ينشئ حواجز لغوية معقدة سواء أكانت في ألفاظه أو في تراكيبه أو في اللجوء إلى الغموض في رموزه وصوره الفنية.

وقد كان لهذه السمة أثر كبير في إقامة نوع من التواصل بين الشاعر والجمهور مما كان له أثر في أن يصبح كثير من شعراء الاتجاه الإسلامي رموزًا تستمد منها الجماهير شحنات عاطفية تدفعهم إلى التفاني في الدفاع عن دينهم وأوطانهم.

ومن هنا فإن الأدب الإسلامي يتميز بميزة لا تتوفر في أي أدب آخر وهي أنه يتحرك ذاتيًا من داخله لارتباطه بالعقيدة الإسلامية الربانية المتكاملة.      

وإنّ الموضوعات التي أثارها الشعر في القضايا الإسلامية هي استدعاء الفترة المضيئة في تاريخنا، وعقد الموازنة بين الماضي والحاضر، وإثارة الحماس في النفوس والتركيز على القوة والكرامة، ووصف البطولات، ورثاء الشهداء، ومدح الأبطال والخلفاء المجاهدين، وهجاء المتخاذلين، كما برز موضوع البكائيات على أحوال المسلمين، وهي ليست سلبية دائماً كما يقول بعض النقاد، ولكنها دلالة على حياة الأمة، وتوقد المشاعر إزاء ما يصيبها رغم أن نقاد الحداثة يهاجمون شعر القضايا الإسلامية، طالبين من الشعراء الاتجاه وجدانياً وذاتياً في أشعارهم.

لقد نشط علماء سورية ودعاتها وشعراؤها في هذه المرحلة؛ لنشر الإسلام وعرضه عرضاً واضحاً عن طريق المؤلفات، والمحاضرات، والأحاديث (وفي الواقع إن كثيرين من دعاة الفكرة الإسلامية قد أخذوا منذ عشرات السنين بتأسيس الجمعيات الإسلامية المختلفة، ولم يقصروا نشاطهم على الناحية الروحية من الدعوة إلى الإسلام، وإنما توسلوا بمختلف نواحي النشاط الاجتماعي، فألفوا الفرق الكشفية والرياضية، وأنشؤوا عدداً من المدارس، واهتموا بالصحافة)[2] .

ويقول الشاعر عبد الله عيسى السلامة في قطعة شعرية تحت عنوان : (ضراعة ! ) :

دعَوتُكَ، فاستَجبْ ليْ، أنتَ ربّيْ          وغَيْركَ  لا  يجيبً  ، ولا  يُلبّيْ

فغَيرُك  حينَ يسألُ  منكَ  تُرجَى        إجابتُه .. فحسْبي أنت ، حسْبيْ !

والشاعر لا يجهل سرّ الدعاء والتضرع فهو مخ العبادة، فهو حين يدعو ربه، موقن بالإجابة، فالله هو الكافي لعبده، والمجيب لدعوة الظامئ لرحمته .

وقد استخدم الشاعر (البحر الوافر)، وهو من ألين البحور وزناً، وأكثرها مرونة، يشتدّ إذا شددته، ويرقّ إذا رققته، وهو في كلا الحالين يشيع فيه نغم جميل وموسيقا عذبة تنساب في ثنايا أجزائه، ويصلح كثيراً للفخر والحماسة والوصف والرثاء، وهو من أكثر البحور استعمالاً.

واستخدام الشاعر له هنا في الدعاء والتضرع يدل على مرونة هذا البحر وطواعيته لكثير من المعاني والأعراض .

وفي قصيدة له تحت عنوان: ( كيف يبكي الشعاع ) يخاطب الشاعر عبد الله عيسى السلامة النفس، ويطلب منها أن تتوب إلى الله، فهو بارئ الكون وما لك الملك، وهو الجواد الكريم يمن على عباده بالمغفرة :

حينَ آليتِ أن تتوبي إلى الله                تلبين أمره ما حييتِ

إنه الله بارئُ الكون يا نفسُ        فصدّي عن كلّ وهم ٍ شتيتِ

إنه الله مالكُ الملكِ يا نفسُ            فعبّي من جوده ما شِيت ِ

كيف يبكي الشعاعُ ، هل يقبلُ المجدُ فلولاً في الصارم الإصليتِ

قد يندّي الجفــــــــــــــــــــــــــــــــونَ بالحبِّ والطـــــــــــهر منيباً لربه في خفوت ِ

ويعيب على المشركين الذين عبدوا آلهة من التمر فلما جاعوا أكلوها :

ومن الحبّ يصنعُ السيف يحمي     وجنةَ الطهر من نيوبِ الحوتِ

وإذا ما استفزّه وثنُ التّمر ِ                   ولاءً للمرمر المنحوت

لملمَ الثوب عن أذاه وأفضى               يتصدّى لحبرهِ المهروت

ويستخدم الشاعر الألفاظ الجزلة القوية والغريبة فالحبر المهروت هو : الواسع الفم، ويوصف بذلك الأسد والحية والمتشدق من الرجال ونحوه .

فالآلهة كلها سواء ما كان منها تمراً أم حجراً من المرمر والصخر والحديد والخشب.

وشرك القبور لا يختلف كثيراً عن شرك القصور .

ويستخدم الشاعر البحر الخفيف في قصيدته، (وهو من أخف البحور على الطبع وأكثرها طلاوة على السمع، وهو يشبه الوافر ليناً، ولكنه أكثر انسجاماً مما يجعله أقرب إلى القول المنثور، وقربه هذا من النثر بادٍ على أكثر ما نظم عليه، إلا أن الشاعر إذا أجاد فيه استطاع أن يزيل عنه صفة النثرية تلك، ويسبغ عليه نغماً أليفاً، ولحناً خفيفاً، ومعنى لطيفاً، وليس في بحور الشعر بحرٌ نظيره يصلح للتصرف في جميع المعاني، ومن الجدير بالذكر أن أكثر ماتقع الأبيات المدوّرة في عروض هذا البحر وهو دليل على القوة، إلا أنه في غير الخفيف مستثقل عند المطبوعين من الشعراء )[4] .

ويرى شاعرنا النفاق قد عمّ البشر، ويخشى من تأثير المنافقين على المجتمع الإسلامي، خاصة أولئك الذين يلبسون ثياب التدين، ويؤدون صلاة جاهلية، مكاء وتصدية ..ويقابل شاعرنا هذا النفاق بإخلاص العمل لدينه، فقد وهب روحه لله، وخلع ما دون الله من الأنداد :

إلهي قد وهبتك كل روحي     فلا ودّ يُودّ ولا سُواعُ

إلهي رب أعمى القلب صلى   وهامته تجللها الرقاعُ

وكل صلاته كانت مكاء     وتصدية ، فليس بها انتفاعُ

وإني لا أحاسبه عليها    ولكن للعيون به انخداعُ )[6] .

الجسد الواحد:

وقال الأديب د. عبد الله العريني: إننا نظلم الشاعر الذي نطلب منه أن يجعل قلبه من صخر أمام جراحات الأمة ونكباتها، فالمسلمون جسدٌ واحدٌ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى، إن استشهاد الطفل الفلسطيني (محمد الدّرة) مثلاً قبل سنوات قليلة ألهم الشعراء عشرات القصائد بل ما يجمع دواوين كثيرة، لذا سيظل شعر القضايا الإسلامية غرضاً مهمّاً من أغراض الأدب المعاصر، ولا يكاد يخلو ديوان من دواوين شعراء الإسلام من قضية من هذه القضايا، ولعلنا نقف على شاعرين من هؤلاء الشعراء على سبيل المثال في تعليلهم لأشعارهم المعبّرة عن وجدان الأمة وهمومها وأشجانها، يقول الشاعر السوري عبد الله عيسى السلامة في قصيدة له بعنوان (ابتسم عنّي):

قال اطـّرح عنــك التألم إنـه                      سرّ الضنى فحـذار أن تتألمــا

يا ناصحي لو كانَ قلـبي صخرة           لتحطمت، أعجبت أن يتحطمــا

يا ناصحي أرأيت أرضك مـرّة ً          بعد الفخار لدى دعوك مغنمــا ؟

أرأيتـــه يخـــتال في جنباتهــا                 تيهاً وشعبك ينحني مُستسلمــا ؟

أوَما شعرت بأن قلبك مضغـــة           للقهر والأحداق يسحقهـا العمى

قال ابتسم فالأرض واسعة المـدى         حسبي وحسبك أن نفر فنسلمــا

قلتُ: ابتسم عني وغب عن ناظري        إن كنت قد أقسمت ألا تفهمــا

لو كنت مثلك سادراً فلربمـــا                   ولربما لو كنتُ مثلك أعجبـــا

لربّما  لو كنتُ مدمن ذلّـــة                     ولربما لو كنـت أعمـى أبكمـا

ولربّـما لـو لم يكـن لي عزّة                       شمّاء تحلمُ أن تجــور الأنجمــا

ولربمــــا لو لم يــــرق دم مسلم                 غدراً ولا سحـقَ الشقاءُ المسلما

إن التبسم والحرائــر تُستبى                      عـارٌ، وشـرّ العــارِ أن تتنعما

والصبر في ظل الخميلة خِسـة                 إن كان غيرك للأسنّة مطعمـــا

هذا الحوار الموجع الذي ينزفه الشاعر الإسلامي عبد الله عيسى السلامة، يأتي من خلال أحاسيس مترعة بالأسى لما أصاب الأمة من تشريد وقتل ومجازر لم تزل تتعاظم مع الأيام.. فأنّى الابتسام والفرح لجراح الأمة ومصابها ؟! ..)

[2] - سفينة الشعراء – محمود فاخوري – مكتبة الثقافة بحلب – عام 1970م : ص 89 .

[4] - حضارة الإسلام : ع 1 ، س 17 – من قصيدة سلاسل الناموس .

[6] - حضارة الإسلام : ع 7 ، س 17 – من قصيدة للشاعر بعنوان : نشيد البرزخ .

[7] -– شعر القضايا الإسلامية : محمد شلال الحناحنة .

وسوم: العدد 789