جمالية التناص في "نجي ليلتي"

عبد الواحد أبجطيط

جمالية التناص في "نجي ليلتي"

عبد الواحد أبجطيط

[email protected]

من خلال قراءتي للمجموعة القصصية "نجي ليلتي" لميمون حرش لاحظت أن القاص يتكئ على جملة من التقنيات الأسلوبية الفنية أهمها تقنية التناص، وهو ما سأتناوله في هذا البحث معتذراً من النص وصاحبه في هذه المحاولة المتواضعة.

لاشك أن التناص مفهوم جديد تبلور مع جوليا كريستيفا وإن كان النقاد العرب القدامى عالجوا هذا المفهوم تحت مصطلح "السرقة الأدبية".

ويُعتبر التناص عندها »أحد مميزات النص الأساسية،والتي تحيل على نصوص أخرى سابقة عنها أو معاصرة لها«{1} . فهو: »فسيفساء من نصوص أخرى أدمجت فيه بتقنيات مختلفة.. ومعنى هذا أن التناص هو تعالق (الدخول في علاقة) مع نص حدث بكيفيات مختلفة«{2}.

وقد يحصل دون أن يكون ذلك بقصد الكاتب ،بل يقع فيه من خلال مخزونه الأدبي والمعرفي في الذاكرة فهو »بمثابة الهواء والماء والزمان والمكان والإنسان فلا حياة له بدونهما ولا عيشة له خارجهما«{3}.

ولو أخذنا مجموعة " نجي ليلتي" للقاص ميمون حرش لوجذنا أن القصة عنده تعتمد على توظيف التناص - بشتى أنواعه وأنماطه- والمستنسخات النصية والمقتبسات المعرفية بشكل كبير فلا تكاد تمر بنص إلا وتلمس فيه عبقرية الكاتب في توظيف مجموعة من الإحالات المعرفية التناصية ، فهو يَستدعي الشخصيات التراثية ويَستحضر الرموز التاريخية الإجرامية كالسليك وبروكست وجلجامش وامرئ القيس.. ويوظف الروايات مثل رواية "موبي ديك" لهرمان ملفيل ورواية" الأشجار واغتيال مرزوق" لعبد الرحمن منيف ، وكذلك الأفلام مثل: "سو"، والأمثال العربية والأشعار، والتراث الشعبي ،(وغير ذلك مما سنتناوله لاحقاً).

فالخلفية الثقافية والتراثية التي تشربها الكاتب ترغمه على أن يتعامل معها ويأخذ منها لأنها استقرت في ذاكرته وكونت لديه مرجعية ثقافية معينة  وأصبحت تشكل جزءا من بنيته الفكرية.

ولعل تقنية التناص الموظفة في هذه المجموعة هي التي تجعل المتلقي يعيش مع قصصها  ويَندمج في نصوصها من خلال إعجابه بالطريقة التي وظف بها القاص حمولته الثقافية والمعرفية وأحيى بذلك الكثير من الأفكار التي كان يعتقد القارئ أنها ماتت وانقرضت في العصر الحاضر .

ولاشك أن الذي لا يعرف هذه الشخصيات لن يستمتع بالنص كثيراً لأن استدعاء القاص لها ليست دعوة صامتة تكرس دلالات قديمة بل يستدعيها محاوراً لها وخالقاً دلالات جديدة ، فمن خلال عملية التناص يختزل رؤى ومشاعر مكثفة باستحضاره لنصوص تتجسد فيها أحداث حية موشومة في الذاكرة أو شخصيات بصمت التاريخ الإنساني بمواقفها.

ومن هنا يلجأ القاص إلى صياغة هذه الشخصية التراثية بطريقة جديدة اعتمادا على دلالتها التراثية لتخدم النص القصصي وتثري دلالته الرمزية، فأنت ترى أنه استدعى شخصية السليك في قصة (بروكست .com.) مصرحاً بدلالة هذه الشخصية الإجرامية تقول القصة: (كَالسليك في عدوته، ينقض على ضحَاياهُ عَلى الهواءِ مباشرة، وفوق دراجته النارية يصلب..داخل بيته ينام..قرير العين..حقوق الإنسان في داخله،تدعمه وتصونه فلا وخز ضمير،ولا عتاب قلب في الخارج كلاب الدنيا تنبح من أجله،هو واحد منها، من أجلها يعيش، وبسببها ينتقم..وكلما فرغ ينصب..). فبمجرد سماع السليك نستحضر شخصية إجرامية، فقد كان من شعراء الصعاليك العدائيين ومن أدل الناس بالأرض وأشدهم عدوا لا يُلحق ولا تعلق به الخيل ويُضرب به المثل فيُقال: »أعدى من السليك«،وقد عمد الكاتب إلى الاستعانة بهذه الشخصية بما تحمل من معاني ودلالات لوصف ظاهرة مجتمعية تستفز المواطن الغيور وتتمثل في شيوع الجريمة بشتى أنواعها جهاراً نهارا في غياب تام للأمن والأمان .

لذا فإن استحضار هذه الشخصيات ليس مجانياً وإنما يعمد القاص إلى استدعائها عن سبق الإصرار والترصد فمن خلالها استطاع الكاتب أن يُكثف للقارئ ما يقرأه في صفحات.

وإذا ما تتبعنا التناص في هذه المجموعة سنجد أنماطه متعددة وهو ما يشي بتعدد المرجعيات الثقافية عند القاص المبدع ميمون حرش.

أما التناص الديني فهو حاضر بقوة، فكثيرا ما يستدعي القاص لفظة من السياق القرآني ويستنبتها في غير سياقها ، أو يمتص النص ويَعمد إلى تذويبه في نصه القصصي حتى أنه ليصعب اكتشافه في كثير من الحالات ما لم يكن القارئ مطلعاً على تلك النصوص والمعارف الموظفة.

ومن نماذج هذا النمط قوله في قصة (الوسادة الخالية) :(بلغا من الكبر عتياً ومع ذلك للشيخوخة نزوتها ورحم الله موقظها . تنظر إليه،وينظر إليها..ثم نزوة تبغي كشف عورة. قالت له : "سيدي الحاج،غازلني وخذني إليك كما في فيلم"الوسادة الخالية". قال: " المشكلة ليس في الوسادة فقط، فليست وحدها الخالية").

فقد اعتمد النص على آية قرآنية وهى قوله تعالى على لسان زكريا لما بُشر بغلام اسمُه يحيى :( قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا(مريم8-9)

ويوجد التناص أيضاً قي قصة (غراب الزهايمر) حيث يقول :(القوم يأتمرون..في ما يُأمرون.. ويصرخون حين يختلفون في ما يأتون.. على مقربة منهم غراب مُصاب بالزهايمر نسي نعيبه لسنين..كان يراقبهم وهم يتشاجرون..وصبي غريب فاجأهم بالقول:"هل أدلكم على رأى سديد يجمعكم فتهتدون وتكفون؟" نهره كبيرهم صائحاً:"أها..استنت الجياد حتى القرعى"... ولما هب الجميع للنيل من الطفل هرب، وانساب انسياب الأيم،حينها فقط استعاد الغراب نعيبه وتبع الطفل..).

فهو يتناص مع قوله تعالى :

(فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (لمائدة31)

بيد أن الواقع في القصة عكس ذلك هذا تماماً فالغراب في المرة الأولى كان فاقداً نعيه ولما استعاده تبع الطفل،لأنه يئس من هؤلاء القوم فلم يُجرب حضه بأن يريهم كيف يهتدون ويجتمعون على كلمة سواء كما حاول الطفل الذي تهكموا به ورفضوا أن يُدلي معهم برأيه.

ففي هذا النص القصصي - كما في غيره- نشم تفنن الكاتب في نسج نصه اعتماداً على لغة قرآنية فصيحة تتمظهر فى أسلوبه وانتقال تعابيره  فعند التأمل مثلاً فى قوله (نهره كبيرهم) نتذكرعبارة القرآن فى الحديث عن إخوة يوسف (قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ (يوسف80) .

كذلك عبارة (هل أدلكم على رأى سديد يجمعكم فتهتدون وتكفون؟) تذكرنا بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ   (الصف10)

و قصة (غراب الزهايمر) هذه تذكرنا أيضاً بقصة محمد (ص) قبل البعثة وهو في ريعان شبابه لما دخل على صناديد قريش بعد انتهائهم من إصلاح الكعبة وقد اختلفوا أيهم ينال شرف وضع الحجر الأسود في مكانه وكادوا أن يقتتلوا لكنهم اتفقوا في نهاية المطاف على الاحتكام إلى أول شخص يطلع عليهم فكان هو محمد(ص) فحل المشكلة بأن جعله في ثوب وأمر كل زعيم قبيلة أن يمسك بطرف الثوب.

كما يوجد التناص أيضاً في قصة (أرقام) في قوله : (كرهت آخر الطابور وأنا محسوب على خير امة أخرجت للناس) إذ اعتمد على قوله تعالى :( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (آل عمران)

وكذلك في قصة(الصغير فى عالم الكبار): (لا منتم لا إلى هؤلاء،ولا إلى هؤلاء) فقد اعتمد على قوله تعالى في وصف المنافقين :(مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (النساء143)

أما في قصة(بوركستcom.) فيتشكل التناص من خلال كلمتين قرآنيتين مع تباين الدلالة ما بين النصين: (وكلما فرغ ينصب) وقد اعتمد على قوله تعالى :( فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (الشرح7).

وفى قصة (الدرس الأول يقول:(فتعبت رؤوسهم فنكسوها) وقد اعتمد على قوله تعالى :( وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُواْ رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (السجدة12).

وفى قصة(أكباد مقروحة) يوجد التناص فى قوله:(سمع عن سوق بعيدة،يأتيها الناس من كل فج عميق) فهو يتناص مع قوله تعالى آمراً إبراهيم عليه السلام:(وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ (الحج28).

هذا وتلجأ بعض النصوص الأخرى إلى آلية التناص من خلال توظيفه للمفردات التي يتوافر عليها النص القرآني مثل كلمة (إملاق)التي يتوافر عليها النص القرآني في قوله تعالى :( وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (الاسراء31).

أما عن اقتباس المأثورات الدينية فنلاحظ ذلك مثلاً في قصة(الرحيل) حيث يعتمد على القول المأثور(خير الأمور أوسطها) لكنه يقلب المعنى رأساً على عقب حيث استبدل كلمة خير بكلمة أسوأ حيث يقول )في الحب دائماً أسوأ الأمور أوسطها).

إلى جانب التناص الديني هناك تناصات أخرى حفلت بها المجموعة وفى مقدمتها: التناص الأدبي .

فمن بين ما يُثير انتباه القارئ عند تصفح هذه المجموعة استقاء الكاتب لبعض النصوص الشعرية لقصصه دون ذكر اسم القائل لكن يُفهم المتلقي انتسابه إلى جنس الشعر.

ففي قصة (السجين الشاعر) استدعى القاص بيتاً شعرياً لابن الفارض الملقب بسلطان العاشقين ليجريه على لسان بطل القصة مخاطباً محبوبته بأن  بادرها بالقول:

أبَرق بدا من من جانب الغور لا مع   

 أم ارتفعت عن وجه ليلى البراقع

وأيضاً في قصة( التحدي) يقتبس بيتاً شعرياً لأبى العلاء المعرى وهو قوله:

وإني لأرى العنقاء تكبر أن تصادا    فعاندا من تطيقان له عنادا

ويظهر المقتبس الشعرى كذلك فى مستهل قصة (داخل قلبى..)

يقول :

("من ذا يعيرنى قلبه أعيش به

من ذا الذى يعيرنى قلباً نبض دمه فرات

وعن الشر والهم فى سبات..")

وفى قصة ( لو يعود..!): (يد طرقت على حافة ظهره،انتفض"كعصفور بلله القطر"،حدق فى الطارق، كانت هي خائنة ملح قلبه وطعامه.. طأطأ رأسه،ومضى مسرعاً.. تسمرت في مكانها،ظلت ترمقه،وفي النفس أمنية:لو يعود لأخبره بما فعل بي "ال..." كان يتوارى..لم يلتفت كما يحدث في الأفلام..وظلت تتبع أثره بقية الأيام..)

فقد وظف في مطلع القصة البيت الشعري المشهور:

وإني لتعروني لذكراك هزة     كما انتفض العصفور بلله القطر

وفى قصة( نجي ليلتي) يعتمد القاص على شعر ا امرئ القيس فيقول :

(ليلى طويل..يالله،كيف ينجلي..على شجي..!! رواية "الأشجار واغتيال مرزوق" كانت عزائي الوحيد.. قرأتها اقتحمتها.. هدأت من روعي حين منحتني بعض الأسرار.. في الصباح نبتت في قلبي كل الأشجار التي رهنها البطل من أجل القمار..).

وهو يعتمد على ما قاله الشاعر في  معلقته :

وليل كموج البحر أرخى سدوله    على بأنواع الهموم ليبتلي

ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي     بصبح وما الإصباح عنك بأمثل

كما وظف بيته أيضاً في قصة (فوق وتحت) حيث قال:

(من عل،كصخرة امرئ القيس،حطت على قدميه حصاة ملفوف فيها ورقة... تخطاها دون أن يكترث، وبدل أن ينظر فوق، أو يقرأ الورقة تفل علي يمينه وهو يتمتم :"سنظل مثل حفار القبور،همنا تحت وليس فوق.").

فهو يتناص مع قول امرئ القيس :

مِكر مِفر مُقبل  مُدبر معاً    كجلمود صخر حَطه السيلُ من علِ

ومن صور التناص مع التراث الأدبي : الإفادة من المثل كما يتجلى ذلك في قصة(غراب الزهايمر)السابقة  حيث يقول : (استُنت الجياد حتى القرعى) حيث اقتبس المثل العربي الذي يُضرب لمن يفعل ما ليس له بأهل مع التحوير (استنت الفصال حتى القرعى).

وكذلك في قصة(عريس عربي) وظف المثل القائل :(تفرقوا أيادى سبا).

ومن أنواع التناص الموظف في المجموعة أيضاً :

التناص الشعبي: كما يبدوا ذلك واضحاً في نص(الحمل الثقيل) والذي شغله بمقتبس من المرويات الشعبية الخاصة بالأطفال يقول:

(الطفل فوق الظهر،لا يكف عن البكاء..أمه تنوء به، تناغيه، تحمله، وتسير به على أربع:"نيني يامومو حتى إطيب عشانا إلى ما طاب عشانا إطيب عشا جيرانا" الأب يرمق الابن وأمه، يحملها معاً..يخرج،ينتشر في الأرض باحثاًعمن يحمله..في الخارج،العالم كله كان محمولاً..).

خاتمة :

وهكذا فإن اعتماد هذه  المجموعة القصصية على التناص بمختلف أنواعه وأشكاله وسع آفاق النص ودلالته. وكثف القاص من خلاله البعد الدلالي للغة ما جعل النص ثريا وممتعاً في الآن نفس.

               

{1} سعيد علوش :معجم المصطلحات الأدبية المعاصرة(عرض وتقديم وترجمة)،دار الكتاب اللبناني بيروت،ط: 1،1985م،ص :215.

{2} محمد مفتاح:تحليل الخطاب الشعري(استراتيجية التناص)،نشر المركز الثقافي العربي ،الدار البيضاء،ط:3، 1992، ص:121.

{3} المصدر السابق : ص : 125.