"مرايا" للقاص المغربي سعيد رضواني مترجمة إلى الفرنسية في إحدى كبريات دور النشر الفرنسية

clip_image002_61125.jpg

clip_image004_d4e1e.jpg

"مرايا" هو عنوان المجموعة القصصية للقاص المغربي سعيد رضواني، صدرت قبل سنوات بتقديم لشيخ القصاصين المغاربة أحمد بوزفور، وأخذت مساحة واسعة من اهتمامات النقاد المغاربة، باعتبارها من أجمل النصوص السردية المغربية القصيرة في السنوات الأخيرة.

بعد الإعتراف النقدي المغربي، فاجأت إحدى كبريات دور النشر الفرنسية " بودلير" الكاتب المغربي سعيد رضواني  بمناسبة نشر ترجمة  مجموعته القصصية المتميزة "مرايا" من طرف الشاعر المغربي ذو الجنسية الفرنسية  جمال خيري عن دار النشر الشهيرة البانتيون برسالة تعبر فيها عن رغبتها في توزيع العمل على نطاق واسع في فرنسا والدول الفرونكفونية . وقالت دار بودلير في رسالتها "  لقد فتنتنا جودة كتاباتك، ونتمنى كثيرا أن ندخلها ضمن دليل مبيعاتنا للموسم الأدبي 2019، وندافع عنها كذلك".

والجدير بالذكر، أن " مرايا" حظيت باهتمام نقدي واسع في المغرب منذ

صدورها سنة 2010، حيث كتب عنها حينها أحمد بوزفور في تقديم العمل" "مرايا" تتميز بخاصيتها الفريدة: (المرآة). كل قصة من قصصها تنسج في وجدان القارئ هذه الإمكانية الخارقة التي يتمتع بها خيال الإنسان: إمكانية مضاعفة العالم، إمكانية أن تخلق لكل شيء ندّا، ولكل حيوان شبيها، ولكل إنسان قرينا. أن تخلق في السماء سماء، وفي البحر بحرا، وللصورة صورا، وللصدى أصداء لا تنتهي إلا لتبدأ من جديد. هذه الأرجوحة اللغوية تدوخ القارئ، ولكنها دوخة ممتعة إلى حد الأوركازم. أليس الجنس مضاعفة للخلق؟ (مرايا) ليست مجموعة قصصية، إنها كتاب قصصي، ولكنه كتاب أَزلي سرمدي لا ينتهي، لأنه يتضاعف في كل صفحة، في كل جملة، في كل كلمة، كأنه التحقيق العيني لذلك الكتاب الذي كان يحلم به بورخيس. وربما كان مما يضاعف متعة هذا الدوار اللذيذ في(مرايا) لغةُ الكتاب الجميلة الكامنة خلف هذا العالم المتعاكس المتصادي، إذْ كلما تضاعفت تفاصيل هذا العالم، كلما توارت اللغة التي تعبر عنه. لغة شفافة كصباغة التشكيلي المحترف، تبرز الموضوع وتختفي وراءه. لا تهتم بالبلاغة لأنها مشغولة بالتعبير، ولا باللعب اللغوي لأنها تلعب بالأشياء وصور الأشياء. لكنها وهي تطرح مساحيق التجميل، تحرص كل الحرص على اكتمال أدواتها، حتى لا يُشَتِّتَ ذهنَ القارئ (الملعوب به) تجميل ولا نقص. هل يمكن أن نقول إن (مرايا) تطرح في العمق فلسفة الخلق الفني التي لم تنفد مقارباتها المتضاعفة منذ محاكاة أرسطو؟ هل يمكن أن نقول إن (مرايا) تعيد إلى القصة المغربية خصوبة الخيال وألعابه الممتعة بعد أن كاد يطغى عليها اللعب الشكلاني بالألفاظ؟ هل يمكن أن نفرح بميلاد كاتب حقيقي، وأن نهنئ به هذه الأم الولود المنجبة التي تفاجئنا باستمرار، بأبنائها وبناتها المتضاعفين: القصة المغربية؟

وكتب القاص والشاعر المغربي حميد الهجام المقيم بسنغافورة " المجموعة زاخرة بتقنيات أتقنت التلميح والإيحاء مما مكنها من الارتقاء فنياً إلى أبعاد جمالية جعلت اللغة تتجلى في أبهى حللها الأدبية من خلال صور شعرية شفيفة تجمع بين الرومانسية والسريالية في بعض المقاطع تأسر القارئ بسحر إستعاراتها التي لا تتعمد التنطع اللغوي أو تحاول الإبهار بل تأتي منسجمة مع إيقاع السرد وشاعرية النصوص. حضور اللغة القوي بين ثنايا النصوص يخلق تياراً يستقل بذاته ويحول اللغة إلى دعامة قوية يستند إليها الكاتب في عملية البناء السردي. أما التوظيف المتميز بالاقتصاد اللغوي للرمز فتراه يمزج بين الطبائع والألوان أحياناً وأحيانا أخرى بين الحشرات والحيوانات ليلتحق بعناصر السرد الأخرى في مناقشة فعل الزمن في الانسان وفي إبراز تشوهات الشخصيات الوجودية دونما لجوء إلى لغة جافة أو مباشرة كالتي تستعمل في أشكال تعبيرية أخرى غير فنية تمتلئ بها نصوص قصصية سابقة."

ومن جهته، كتب الروائي المغربي رشيد الجلولي عن "مرايا": لقد استطاع سعيد رضواني أن يحشرنا في فضاءات بورخيسية بامتياز، أقل مايمكن القول عنها بأنها زاخرة بالمرايا العاكسة لبعضها البعض، بحيث تشكل متاهة مفتوحة من الصور والكلمات والكائنات، التي تعكس بعضها البعض، كأنها ظلال شفافة لنفس الشيئ."

وأضاف حينها الدكتور أنس الفيلالي " يمكن القول أن المجموعة القصصية أوالكتاب القصصي السرمدي كما عبر عنه أحمد بوزفور: "مرايا " لسعيد رضواني، صورة تختزل عدة صور، تتأثر جميعها بتصادم التماثلات في الأشخاص و الحضارات والقيم والأخلاق والانسانية، في ظل التغيرات الفكرية والايديولوجية الطافحة على مرايا العالم وانعكاساتها، مرايا من جهة البحر، وأخرى قابعة في لب الماء، الماء الذي يخمده الكاتب ويزيد من وهجه كلما اراد في كلمات مجموعته القصصية. "

وسوم: العدد 825