أصوات وسرود المرأة العربية

معرض ثقافات القرب يستضيف روايات ليانة بدر وهالة البدري وانتصار عبد المنعم وفاطمة العلي ونادية الكوكباني:

clip_image002_1a19a.jpg 

في سياق الأنشطة الثقافية التي يعقدها مختر السرديات ونادي القلم المغربي في معرض الكتاب بساحة بوشنتوف الدار البيضاء المفتوحة على عوالم وأحياء شعبية، انعقدت مائدة مستديرة بتنسيق يوسف بلقايد ومشاركة عدد من الباحثين والنقاد، حيث تدخل في البداية شعيب حليفي متحدثا عن روايتين: الخيمة البيضاء  للروائية ليانة بدر( فلسطين)؛ ونساء في بيتي للروائية هالة البدري(مصر). بالنسبة للرواية الأولى، مهد شعيب في البداية بالرصيد السردي والثقافي للكاتبة باعتبارها روائية وقاصة وكاتبة نصوص للأطفال وسيناريوهات وثائقية عن أوضاع الفلسطينيين وعن وجوه الثقافة الفلسطينية. أما بخصوص رواية الخيمة البيضاء والتي قال عنها بأنها امتداد للوعي والوجدان السردي للكاتبة مع التأكيد على أن القضية الفلسطينية هي أسطورة لا تنفذ ولا يكفيها من المداد ما وجد، ذلك أن مغامرة الحكي عن رام الله وشخصياتها في يوم واحد هو رمزية عالية لكتابة مرثية اجتماعية بأصوات متعددة لشخصية نشيد وخالد من جهة وعاصي وبيسان من جهة ثانية في صراع بين الماضي والحاضر بين النضال التطوعي النقي وبين العمل الجمعوي غيري الحكومي الممنوح.

ترصد ليانة بدر متخل المجتمع الفلسطيني بأداة تشريح للتشوهات التي نمت عجائبية مع التحولات السريعة والتي تهدد الأمل والحلم.

في الرواية الثانية لهالة البدري وهي بدورها التي راكمت كما مهما ولافتا في المشهد الروائي العربي، جاءت روايتها الجديدة " نساء في بيتي"إضافة أخرى في التجديد واقتراح شكل لا يعتمد على الحكاية التقليدية المالوفة، وإنما سردية متداخلة ومنفتحة على حيوات ثلاث شخصيات رئيسة (باخمان- أوكيف- قوت القلوب) تتداخل وتتشابك مع المؤلفة وعوالمها لتنتج متخيلا من الوقائع والسجلات والمذكرات تفرز قيم الوجدان والتمرد والمقاومة. حفلت الرواية بسرود متقاطعة منحت القارئ راحة وإمتاعا ومعرفة من خلال بناء الحكاية في كل شخصية وأيضا التأملات الدقيقة، حول عالم تفحم من الاحتراق أو انتهى ميتا أو قتيلا.

وحول رواية " جامعة المشير .. مائة عام من الفوضى" للكاتبة انتصار عبد المنعم، تدخل سعيد غصان رابطا بين الإبداع الروائي والأحداث الكبرى، في إشارة إلى علاقة هذه الرواية بثورة 25 يناير وبالتحديد في مدينة الإسكندرية من خلال مشاهد إنسانية عن العلاقات قبل وأثناء الثورة لتنتقل في اختيار ثالث انتقالا من التسجيلي إلى التخييلي الذي تتنبأ فيه الكاتبة بمستقبل الحياة  في الإسكندرية بعد كل هذا من خلال وعي وأصوات الشخصيات. وقد نجحت الكاتبة في اختيار شكل الرواية عبر الرسالة لتوجيه رسائل المثقف إلى عالم غير مدرك وصعب على القبض.

تدخل شريشي لمعاشي انصب حول رواية "غرف متهاوية" للروائية الكويتية فاطمة يوسف العلي، مركزا على المعالجة الجمالية لموضوعة صراع الأخوة بين نجمة وأرشيدان وما ترتب عن ذلك من استدعاء لمشاكل اجتماعية ما زالت تعيق التقدم. وقد شكل تيمة الصراع محورا  لقضايا الحجر والميراث والحقد والقتل والإغواء والحب والكراهية .. وكل ذلك في بناء حكائي سلس رغم ان الظلال الرمزية للمحكي العام لا يخفي لا يخفي الجوار الساخن بين الكويت والعراق والأخوة التي لو تم النظر إليها بطريقة أخرى لتم تفادي الكثير من الأعطاب العربية.  

الورقة الأخيرة لجلال الراضي  الذي قرأ رواية الكاتبة اليمنية نادية الكوكباني " سوق علي محسن" حيث تستعيد الحرب ومآسيها على الأبرياء الذين يحلمون بحياة بسيطة وعادية، يونس ومهدي وزمنهما اليمني المعقد والصعب ورغم ذلك يجاريانه. ويضيف المتدخل بعد عرض لمضامين الرواية التي هي ابنة زمنها، من منظور فني، انتقل للحديث عن لغتها الموحية والأخاذة التي تتفاعل مع موضوع مليء بالقتل والغدر والفساد بسلاسة تجعل القارئ كأنه يشاهد فيلما سينمائيا قاسيا على النفس.

وسوم: العدد 833