ديوان على ضفاف الأيّام والأدب الجميل

clip_image002_df25b.jpg

clip_image004_afbe0.jpg

على ضفاف الأيام، صدر نهاية العم 2019 عن مكتبة كل شيء في حيفا.

ديوان الشعر الأول للشاعرة الفلسطينية المتألقة نائلة أبو طاحون، منن اليسير أن تنتقل من ضفة نهر إلى أخرى .. لكن أن تقف على ضفاف الأيام وأن تتأمل

فتلك مسألة تستحق النظر.

للوهلة الأولى تحسب نفسك تلهو على الضفاف، لكنك سرعان ما تكتشف أنك تغوص في أعماق فن شعري خاص.

تعالوا نحاول القفز من الضفاف إلى الأعماق....ونطوف معا في أكثر من محطة تتطلبها طبيعة الرحلة.

ونتذوق معا جمال الأدب والصياغة الشعرية والعواطف الجياشة هنا وهناك، كما عبرت عنها الشاعرة الفلسطينية نائلة ابو طاحون.

قدّم للديوان الدكتور علي أبو عميرة من جمهورية مصر العربية، ولم يتردد وهو على ضفة الضفاف أن يصف شاعرتنا بالمبدعة، وأكد أنها تأخرت في إصدار الديوان  استجابة لمقولة : أن للفاكهة أوان ...وللربيع فصل وزمان.

ولم تنس الشاعرة أن تغادر الضفاف بلحن شعري ثري:

أعانقها ومزن العين تهمي ...  فقد  جفت بعينيها الزهور

    على صفاف الأيام ليس مجرد ديوان شعر بل عالم متنوّع جميل من ملح الأفكار والعواطف والمواقف الإنسانية والاجتماعية والوطنية، إنه بحر عميق غني بالروائع.

استطاعت الشاعرة الغوص في الأعماق مسلحة بالثقافة والمشاعر والعواطف، والتفاعل مع الأحداث، إذ توقفت وبكت أمّها وأباها بحرقة، لكن هذا البكاء لم يكن منفصلا عن ولائها ومشاعرها الوطنية والركوع عند أقدام الوطن. تمعّن معي:

أوّاه يا وجع القصيدة حينما تجثو الحروف وحلمها اسعادي

تخضر صحراء الحروف وتنتشي في طهر أمّي ترتجي انشادي

لكن لون الحزن روّع أسطري فبكت حروفي دون أي مداد

وعند بوابات القدس توقفت معتذرة بأسى:

يا قدس عذرا فما في الركب من أحد الدرب أقفر والأعراب قد فُضحوا  

وكانت الشاعرة قد صرخت في مستهل القصيدة:

تبا لقوم إذا ما صرحوا شطحوا  وإن همو استأسدوا يوم الوغى نبحوا

وعن واقع العرب قالت مقهورة متألمة:

نعبت بروض العرب غربان الخنا  وتوثبت في أرضنا الشحناء

ولم تنس في خضم الأحداث الصعبة أن تطل علينا بنفحات من نوع خاص:

إن مرّ طيفك عابرا قلب المدى

أشواق قلبي في الصبابة تستعر

أولست من أشعلتها في أضلعي

مرها فديتك تستكين وتستقر

أمطر فؤادي بالحنان وبالهوى

كي تستفيق براعم الحب العطر

 محطات كثيرة تستوقفنا على ضفاف الأيام....في عمق ضفاف الأيام  ....ولكنني سأكتفي بما ختمت الشاعرة  واختتمت به ضفافها الرقراقة:

كن سيد الأشواق في ليلي الطويل

كن سيدي عند اكتمال البدر في حلمي الجميل.

 وأختم بـ :لا تساوم

صوت جدي لم يزل..يتلو الوصية

لا تساوم .. لا تهادن ..ترتضي حمل الدنية؟

لا حياة نبتغيها إن بثوب الذل كانت ..أو قصور مخملية.

وسوم: العدد 858