قراءة في المجموعة القصصية والفجر الصادق موعدنا

تأليف : محمد إبراهيم ماضي

مجموعة تضم أربع قصص تحمل في طياتها هموماً للمسلمين ، تؤسي النفوس ، ولكنها تبشر بفرج يفرح به المؤمنون !!

ففي ( قلب لا تناله العواصف ) طرف من معاناة المسلمين اللاجئين الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق ، تمثلهم " أم عبد الله " التي اجتمع عليها الخروج من الوطن مع الحاجة ، وسُلط عليها التنصير الذي ينشط في تلك الظروف ، ولكن يداً حانية تمتد إليها لتنقذها مع ابنها المعوق !

وفي ( الشيطان ليس ولدي ) باع نفسه للعدو الذي عرف كيف يصطاده ، فأغراه بالمخدرات والفاحشة ، ليصبح عيناً له وسوطاً على أبناء جلدته ، وحين صادته رصاصة عادلة هتفت أمه : لست أماً للشيطان ، أولادي كل شهيد وسجين .

وفي ( والفجر الصادق موعدنا ) انتصر داعي الإيمان في قلب الجلاد ( نعمان ) وهو يرى الفتية المؤمنين يسامون العذاب بغير ذنب ، إلا أن يقولوا ربنا الله ، فقرر أن يكون معهم ، ولو كلفه ذلك حياته ؟!

وأما قصة ( فلسطينية هويتها الإيمان ) فتعرض طرفاً آخر من معاناة الفلسطينيين في بلاد الأشقاء ، وبطلتها امرأة عجوز تخرج من الأرض المحتلة للقاء ابنها بعد عشر سنين ، لتجد الصعوبات والاتهامات لها بالمرصاد !! عندما يقرر ضابط همام أن يعيدها مرة أخرى ، لأنها من شعب يحب العودة إلى وطنه ، ويحلم بها دائماً ؟!!

على الرغم من العذابات التي تتعرض لها شخصيات هذه القصص ، إلا أنها لاتصل إلى حد اليأس ، إذ لا يزال في الأمة خيّرون شرفاء ! ففي ( قلب لا تناله العواصف ) يتعاطف الموظف عبد الرحيم مع أم عبد الله ، ويكبر صبرها فيتزوج منها ، ليجد فيها الزوجة المؤمنة المجاهدة ! وينتقل ( نعمان ) في ( والفجر الصادق موعدنا ) من جلاد بلا قلب إلى مؤمن يصحو ضميره ويحس بأن المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله ! وفي ( فلسطينية هويتها الإيمان ) لم يستطع الملازم حازم أن يكون محايداً أمام معاناة امرأة مسلمة، فيتصل بسيارة الإسعاف ليخرجها من المطار إلى المستشفى حيث ينتظرها ولدها المشتاق ثم يدفع الثمن .

وأما شخصية العميل أو الجلاد فإن للكاتب وجهة نظر في شخصيتهما فهو مع براعته في رسم هذه الشخصية ، يجد أن لديها قابلية لهذا العمل من خلال حياتهما المتعثرة .. فرأفت – مثلاً – في قصة ( الشيطان ليس ولدي ) كان صاحب هوى ، يحب نفسه ، ويسعى دائماً أن يتقدم على زملائه بأية وسيلة ، وقد أدمن المخدرات ، وحين انخرط في العمل الفدائي لم يكن ذلك عن إيمان ، ولكن لينال بعضاً من النقود يشتري بها المخدرات غالية الثمن ، وقد اصطاده العدو بفخ المخدرات والمرأة و (نعمان ) في ( والفجر الصادق موعدنا ) توقف عن دراسته عند المرحلة الإعدادية ، شاب طويل ضخم ، مفتول العضلات ، قاسي الملامح ، محدود الأفق والذكاء ، كثيرة نزواته ، عبد لشهواته متسلق كنبتة العليق .. اصطادوه بعد سهرة .. في ليلة ..

وسوم: العدد 872