قل ولا تقل

لاتقل: مصان؛ لأنه من الثلاثي الأجوف الواوي، والصواب: مصون .... قال الشاعر :

بَلاَءٌ لَيْسَ يُشْبِهُـهُ بَـلاَءُ ... عَدَاوَةُ غَيْرِ ذِي حَسَبٍ وَدِينِ

يُبِيحُكَ مِنْهُ عِرْضاً لمْ يَصُنْهُ ... وَيَرْتَعُ مِنْكَ فِي عِرْضٍ مَصُونِ

قال الحريريّ رحمه الله في " درّة الغوّاص في أوهام الخواصّ " الصفحة : 70 :

" ومن شجون هذا النّوع قولهم : ( فرس مُقَاد )، و ( شعر مُقَال )، و ( خاتم مُصَاغ )، و( بيت مُزَار ).

والصّواب أن يقال فيها: ( مَقُود ) و( مَقُول )، و( مَصُوغ )، و( مَزُور )، كما حكي أنّ الخليل بن أحمد عاد تلميذاً له، فقال تلميذه: إن زرتنا فبفضلك، أو زرناك فلفضلك، فلك الفضل زائراً ومزوراً.

... ومن هذا النّمط قولهم: ( مبيوع )، و( معيوب )، والصّواب أن يقال فيهما: ( مبيع )، و( معيب ) على الحذف، كما جاء في القرآن في نظائرهما:{ وَقْصرٍ مَشِيدٍ }، {وَكَانَتْ الجِبَالُ كَثِيباً مَهِيلاً }، فقال: ( مشيد ) و( مهيل ) على الحذف، والأصل فيهما: مشيود ومهيول.

... وقد شذّ من ذلك قولهم: ( رجل مدين ومديون ) و( معين ومعيون ) أي: أصابته العين، ومنه قول الشّاعر:

نُبِّئتُ قومكَ يزعمونك سيّداً *** وإِخال أنّـك سيّـدٌ مديـون

وجميع ذلك مما يهجن استعماله، إلاّ في ضرورة الشّعر التي يجوز فيها ما حُظِر لإقامة الوزن "

[1] والمحذوفة عند سيبويه رحمه الله: الواو الثانية الّتي هي واو المفعول الزّائدة، وأنّ الباقية هي الواو الأصليّة من ( صون ).

أمّا أبو الحسن الأخفش رحمه الله، فقال: إنّ المحذوفة هي الأولى، وأنّ الباقية هي واو المفعول التي تدل على المعنى، والله أعلم.

وسوم: العدد 943