في قصصهم عبرة لأُولي الألباب

من الضرورة بمكان استثمار المطالعات في شتى المجالات ، واكتساب المعرفة فيما جاء من الحق من عند الله تبارك وتعالى ، والمعرفة هنا باب الدخول إلى مغاني القيم الإسلامية العليا التي تمنح أصحابها الولوج في المدارات ذات الصلة ، ومنها على سبيل المثال ماتم تدوينه حول القصص التي وردت في كتاب الله الكريم . ففيها من اللطائف الجلية ماتبعث في روح المؤمن سموا واشتياقا نحو الأفق الأعلى والأسمى للإنسان السوي ، بما تحدث عنده أهلُهـا من أثرٍ في تغيير توجهاته العالية ، وتلك مزية أولي الألباب من الناس ، فيما تترك في النفس الفرصة للولوج أيضا في حياة جديدة تتملاها الأذهانُ في هدأة حانية تجتذبه آناء الليل وأطراف النهار لمتابعة آثار ذلك الاستثمار المبارك ... ولقد قال بعضهم في شأن القصة بشكل عام والقصص في القرآن الكريم بشكل خاص :       

( القصة هي واحدة من مجالات الأعمال الأدبية في لغتنا العربية المجيدة . ويُراد من القَصص بفتح القاف الأخبار وما جرى من أحداث ، ومن القِصص بكسر القاف وهو جمع ومفرده القصة ، وهي التي تكتب قصيرة أو طويلة ، ويكاد يكون مايجري للناس في حياتهم كله من القصص التي تتنوع أحداثها ونتائجها ، رغم أن عناصرها واحدة . وللقصص مكانة في نفوس الناس ، فإليها تصغي الآذان ، ومعها يتفاعل الوجدان ، ومن خلال طرح مواضيعها تعالج القضايا الاجتماعية وغيرها من القضايا ، فللقصة أثرها في تحريك العاطفة ، وقدرتُها على بث الحيوية في النفس ، ومكانتُها في استفزاز العزيمة المكنونة في صدور الخلق ، والقصص الهادفة ذات القيم الإنسانية لاتعتمد على الخيال رغم ماللخيال من جاذبية للنفس ، فالخيال في مجالات العقيدة ، وفي أبواب الإرشاد والتعليم لاقيمة له . فالحراثة في أرض زراعية تجدي لإنبات الزرع ، ولكنها لاتجدي في السحب الجميلة التي تتراءى لنا في أجواء السماء .

          ومنذ أن خَلَقَ الله تبارك وتعالى آدم وزوجته حواء عليهما السلام بدأت القصة تأخذ أبعادها في الحياة ، ويزخر القرآن العظيم بالقصص الكثيرة ذات الحبكة العضوية الرصينة ، قصة لفرد كقصة السامري ، وقصة لمجموعة كقصة أصحاب الكهف ، وقصة لأمة من الأمم وما أكثر هذا النوع في القرآن العظيم ، كقصة قوم نوح عليه السلام ، وقوم عاد وثمود وقصة يوسف وسليمان وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام مع أقوامهم ، وقصص أنبياء آخرين مع أقوامهم منذ أقدم العصور ، ولم يذكرهم القرآن الكريم . ناهيك عن القصص في عهد نبيِّنا صلى الله عليه وسلم ، وعن أبطالها من أصحابه رضي الله عنهم أجمعين ، ولكل قصة سِماتها وإبداعاتها ، وما لدى أصحابها من انفعالات وتصرفات وأحداث ، كما أن لكل قصة نهاية غالبا ماتُتوَّجُ بنتيجة ما ، أو مايُسمى بحل العقدة التي يترقبه القارئ ، وهو يتابع تسلسل الأحداث فيها . ولعل في قصص الأمم السابقة عبرة وموعظة لأمم أخرى حتى تتحاشى الوقوع فيما وقعت فيه الأمم التي سبقتها . حيث تكون أسباب الهلاك واضحة ، وأسباب النجاة بيِّنة ، والأسلوب الذي جاءت به هذه القصص يحفل بقوة الأداء وجمال الصور وبراعة الطرح ، كيف لا وهو كلام الله عزَّ وجلَّ الذي لايمكن أن يضاهيه كلام آخر . ولعل ماجاء في القصص الأخرى أعني قصص الملحدين والفاسقين ومَن غزل على منوالهم الرخيص ، تنافي المنطلقات والأهداف التي تتميز بها قصص القرآن الكريم ، وفرق بعيد بين القصص التي تتنفس هواء الغرائز الطائشة ، والإفساد في الأرض ، وبين القيم العليا التي تتبناها القصص في القرآن الكريم ، فما جدوى قصة تثير في الإنسان غريزة الشر والأذى والشذوذ والانحلال ، وهي قصص أهل الضلالات ومصيرهم إلى الفناء والعذاب الأليم . بينما نجد القصص الأثيرة في كتاب الله ، وفي سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم تنقلك إلى العالم الأسمى ، والمطاف الأعلى لتقف على حقيقة هذه الحياة الفانية ، فالنصوص القرآنية والأحاديث النبوية تدعو إلى العبودية الحقة لله ، حيث النجاة والسعادة الأبدية في جنَّات الخلود .( ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا )103/ يونس . وهذا هو أثرها في نهاية المطاف ، عذاب للجاحدين ، ونعيم خالد للمؤمنين الصالحين ، يقول الشيخ أحمد الشرباصي في هذا الباب : ( القرآن الكريم كتاب تنزلت آياته على البشرية الحائرة، كما تتنزل قطرات المزن الصافية على الأرض المجدبة القاحلة، فتحيي مواتها، وتعيد شبابها، وتجدد إهابها، وترجعها رياضاً مزهرة وجنات باهرة. ولقد صنع القرآن المجيد بعقول الناس وقلوبهم الأعاجيب، وحول وجهتهم إلى طريق جديد، وأخرجهم من الظلمات إلى النور، وهداهم إلى صراط العزيز الحميد، ووضع أبصارهم وأيديهم على حقيقة عزهم في الدنيا، ومعقد سعادتهم في الآخرة، ولذلك كان القرآن دستور البشرية الذي لا يبلى، ووردها الذي لا ينسى، ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾  9/ الحجر . كما يؤكد الشرباصي على خصائص القصة في القرآن الكريم وأنها تجمع. في آن واحد بين قصص الصالحين وقصص الطالحين، وتبين نتيجة الأولين وعاقبة الآخرين، فهي حينما تقص علينا مثلا قصة رسول من الرسل أو نبي من الأنبياء، أو داع من الدعاة، وكيف أتى العنت والإرهاق والمشقة في بادئ الأمر، ثم جاء أخيراً نصر الله فأيده ورعاه، وأعزه وهداه، تسرع فتقابل هذه الصورة بصورة الذين شقوا، والذين غرتهم الحياة الدنيا وغرهم بالله الغرور، فطغوا وبغوا، وأخذتهم العزة بالإثم، ثم لم يكن إلا زمن قليل، وجاءهم بعده عقاب الله الذي لا يرد، فكان عاقبة أمرهم خسارا وبوارا ، واعتادت القصة القرآنية هذه المقابلة وتلك المقارنة، لتجعل القارئ دائماً بين عاملي التحذير والتبشير، والوعد والوعيد، والخوف والرجاء، وبذلك تعتدل حاله وتتوسط أموره، فلا يكون منه إفراط أو تفريط، هنا أو هناك . ولعل ماتُسَمى بالجماليات الفنية من غموض في الطرح ، ومن استخدام للغة خاصة ، ومن استغراق في الرمز ، حيث يضطر القارئ : ( المثقف بصورة خاصة ) لتفسير تلك الطلاسم بلا جدوى وبلا منفعة كان عليه أن يتلقاها من القاص , وما يسمونه بالإيجاز والإيحاء لاقيمة له في نتائج قصة تعانق واقع الحياة ، وتنزل إلى ميادين المجتمع ، وتتفاعل مع مايلم بالناس من أحداث وما يعانونه من حالات الأفراح والأحزان .وأما القصة في القرآن الكريم أو التي وردت في السُّنَّة النبوية لها خصائص تميزها عن كتابات البشر في القصة ، ولها أهداف عالية وغايات جليلة تمس حياة الناس في الدنيا والآخرة ، ولها أثرها البالغ في تغيير النفوس إلى الأفضل والأسمى ، وقد جاءت نبأً مؤثرافي النفس ، فكم من عين فاضت بالدمع وهي تسمع قصة قرآنية ، وكم من إنسان وقف يتلو الشهادتين بعد أن قلبت القصة القرآنية ميزان فكره وقوَّمتْ توهُجَ مشاعره في أحنائه الداخلية . فحوادث القصص القرآني جاءت لغرض معين ، وشخصياتها جاءت تعبِّر عن حالات نفسية محددة ، وبالتالي نجد النتيجة الحتمية التي لابد منها لكل مَن جاءت مشاركته في هذه القصة أو تلك . وحيث تتجلى القصص في كتاب الله عنصرا من عناصر الدعوة إلى الإسلام ، ومنهجا مؤثِّرًا في ميادين الوعظ والإرشاد . فكأنها رسائل مميزة لبلورة القيم الإنسانية السامية ، وتقديمها للمجتمع ، ومن خلالها يتفاعل الوجدانُ مع المزايا الحِسان ، وتتحقق تلك الأفكار التربوية ، في صيغة سِيرٍ حميدة ، فينشأ المجتمع الصالح ، كما أنها تعمل على حفظ الصورة الثقافية الخالية من الشوائب المستوردة ، فتبعد المجتمع عن كل سلوك مشين ، وتصرف مهين ، فترى إنسان هذا المجتمع حينئذ على جانب من الهداية التي جاء بها الأنبياء منذ بدء الخليقة ، وتلك هي الهداية الربانية التي تقوده إلى موطن السعادة الأبدية في ظل رضوان الله تبارك وتعالى . والتي هي نهاية المطاف لدار الابتلاء الدنيوية ، وذاك لكل مَن آثر الآخرة على الدنيا ، وزكَّى نفسَه من كل بهرج زائف ، ومن كل نعيم زائل . ومَن غلبه هواه واستعصم بغروره ، واتبع شيطانه فقد باء بالخسران مهما ملك في دنياه من متاع وجاه وسلطان ، ومن بيئته المزيفة تخرج الضلالات ، ففي قول فرعون : ( أناربكم الأعلى ) وفي قوله : ( ماعلمت لكم من إله غيري ) تجسيد صارخ وصريح لقصةِ كفره وضلاله ، وهاتان الكلمتان تصطف تحتهما كلُّ أقوال فرعون وأفعالُه وما يجول في خاطره ، أراد البطش بموسى عليه السلام لأنه يعتقد أنه الرب الأعلى فلا رب سواه ، وجاء بالسحرة ليبطلوا مالدى موسى عليه السلام من آيات ربانية لأنه يعتقد أن لا إله غيره ، وعذَّب زوجته المؤمنة بالله لأنه أنكر عليها كفرَها به فهو الإله حسب عقيدته الضَّالة المضلَّة ... وهكذا نرى أن سلوكه ــ لعنه الله ــ ترجمة لما يعتقده، وقد أفصح عن غروره وجبروته بهاتين الكلمتين . ولقد وردت قصة نبي الله موسى عليه السلام في العديد من سور القرآن الكريم ، ليؤكد تكرارها العذب الجميل على ما انطوت عليه من أحداث كثيرة وقصص أثيرة رافقتْه وقومَه على مدى سنين طويلة ، كما جاء ذكر كلمة القصة في صورة جمع أو فعل في صوره الثلاث ، وترمي إلى معاني الإثبات ، أو تدعو إلى التفكر للعظة وأخذ العبر . ففي قوله تعالى : ﴿لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب، ماكان حديثا يُفتَرَى ، ولكن تصديق الذي بين يديه ، وتفصيل كلِّ شيء ، وهدى ورحمة لقوم يؤمنون﴾ 111/يوسف ، نجد ماترمي إليه كلمة القصص ، وجاء شرحها في التفسير الميسر : (لقد كان في نبأ المرسلين الذي قصصناه عليك وما حلَّ بالمكذبين عظة لأهل العقول السليمة. ما كان هذا القرآن حديثًا مكذوبًا مختلَقًا، ولكن أنزلناه مصدقًا لما سبقه من الكتب السماوية، وبيانًا لكل ما يحتاج إليه العباد من تحليل وتحريم، ومحبوب ومكروه وغير ذلك، وإرشادًا من الضلال ، ورحمة لأهل الإيمان تهتدي به قلوبهم، فيعملون بما فيه من الأوامر والنواهي ) . وهذه بعض الآيات التي وردت فيها كلمة القصة ، جمعَ بعضَها أهل البحث والعلم في هذا المجال :

*(إنَّ هذا لهو القَصَصُ الحق وما من إله إلا الله ) 62/ آل عمران .

*( فاقصص القصَصَ لعلهم يتفكرون ) 176/ الأعراف .

*( نحن نقص عليك أحسنَ القصَصَ ) 3/ يوسف .

*( فلما جاءه وقصَّ عليه القصَصَ قال : لاتخف نجوت من القوم الظالمين ) 25/ القصص.

*( ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ، ورسلا لم نقصًصْهم عليك )164/النساء

*( إنِ الحكم إلا لله يقص الحق وهو خيرُ الفاصلين ) 57/ الأنعام .

*( ألم يأتكم رسلٌ منكم يقصون عليكم آياتي ) 130/ الأنعام .

*( فلنقصنَّ عليهم بعلم ، وما كنا غائبين ) 7/ الأعراف .

*( ذلك من أنباء القرى نقصُّه عليك منها قائم و حصيد ) 100/هود .

*( وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبتُ بـه فؤادَك ) 120/ هود .

*( قال يابني لاتقصص رؤياك على إخوتك ) 5/يوسف .

*( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ) 111/ يوسف .

*( وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبلُ ) 118/النحل .

*( نحن نقص عليك نبأهم بالحق ) 13/ الكهف .

        ففي القصص عبرة لاتبرح مكانها في الضمير الحي حتى تتماهى مع سلطانه ، وتتمكن من بنيانه ، فهي رسالة تدعو إلى التفكر والتَّدبر ، وتعين الإنسان على الثبات ، وفيها من العبر والمواعظ الزاد الأحلى من موائد المكرمات والمآثر ، وهو من حظ الذي يتجنب المزالق مهما استشرى باطلُها ، وتنمَّرَ دعاتُها الآثمون ، فلا يشعر مَن طابَ حظُّه منها بالخوف ، الخوف من أيِّ طارئ أو طارق يأتيه آناء الليل وأطراف النهار ، حيث تكلؤُه الحكمة مهما كانت شراسةُ الإغراء الذي ينازع الناس صباح مساء ، ومهما قاسى ــ هذا المحظوظ ــ من المتاعب ، فإنه لاريب هو الفائز في جولة الحياة ، وهو المُعافى من كلِّ مايعتريه من مشاق ، ولعله هو صاحب الاستعلاء على البهرج الزائل الزائف ، وعلى التقاليد التي صاغها الجهل والعمهُ في غفلة خيَّمتْ على الناس أو مكَّنت لها العصبية المذمومة ، ولا يمكن لمؤمن صادق أن تغلبَه نفسُه اللهم إلا إذا كان إيمانُه ضعيفا ، ويقظته العقلية مقيدة ببيئة ما ، لأن قوة الإيمان لاتغلبُها نوازع الشَّر ، فالبصيرة تحرس القيم التي يكاد البصرُ أن يخطفَها ويخترق أسوارَها الحصينة ، وهنا يتجلَّى معنى العبودية لله سبحانه وتعالى ، ويفعل فعلته الراقية المكينة ، فتتلاشى العبودية لغير الله ، وتندحر الأهواء والشهوات ، وما أعذب ماكتبه الداعية الدكتور مصطفى السباعي ــ يرحمه الله ــ في هذا الباب مبيِّنا أن العبودية لله تمنح العبد الصالح الانعتاق الكبير والتَّبرُّؤ من كل العوائق والمثبطات ،فقال : ( إن أوسع الناس حرية أشدّهم لله عبودية، هؤلاء لا تستعبدهم غانية، ولا تتحكم فيهم شهوة، ولا يستذلّهم مال، ولا تُضيع شهامتَهم لذة، ولا يُذِلّ كرامتَهم طمع ولا جزع، ولا يتملّكهم خوف ولا هلع، لقد حررتهم عبادة الله من خوف ما عداه: (ألا إنّ أولياءَ الله لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، الذين آمنوا وكانوا يتقون، لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة، لا تبديل لكلمات الله، ذلك هو الفوز العظيم). فقد انقطع هؤلاء بعبوديّتهم له عن كل خضوع لغير الله، فإذا هم في أنفسهم سادة، وفي حقيقتهم أحرار، وفي أخلاقهم نبلاء، وفي قلوبهم أغنياء، وذلك لَعَمْري هو التحرر العظيم. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يقول: "ليس الغنى عن كثرة العَرَض، إنما الغنى غنى النفس". رواه البخاري ومسلم وغيرهما. وكما قال الشاعر : (صاحبُ الشهوة عبدٌ فإذا    غَلَبَ الشهوةَ أضحى ملِكا ) .

                 القصص كثيرة ، ولكل إنسان قصة كثرت صفحاتها أو قلَّت ، وقد تكون القصة بليغة الألفاظ ، عذبة السبك ، حلوة الطعم ، ولكن هذه البلاغة والعذوبة والحلاوة لاتكفي ، والعبرة ليست في هذا ، ولا في كثرة الصفحات أو قلتها ، إن لم تتأرجْ أطيابُها بالدعوة إلى الأعمال الصالحات ، وإلى السلوك النبيل ، وتقوِّي بيئة الإصلاح الاجتماعي ، وتعزز من مكانة الإرث الغني بالمآثر والباقيات الصالحات من أفعال وأقوال في مجتمع يسعى نحو الفضيلة التي منحها الله سبحانه وتعالى لِمَن آمن به ، واقتفى آثار الأنبياء والرسل عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين ، وتسمو بإنسانيته فوق بيئة الصم البكم الذين لايعقلون ، حيث اضمحلت قدراتُهم العقلية ، وتلاشت مواهبُهم ، والعقل الكليل في الإنسان الكليل هو مظهر محزن ينادي بأعلى صوته : أنْ إلى الفناء والاضمحلال ، لعل الله سبحانه يستبدل بهم غيرَهم ممَّن يجيدون صناعة الحياة ، وإعمار الأرض ، واعتبروا بما جاء في قصص الأولين ...

وسوم: العدد 1001