الإتجاه الإسلامي في شعر عبد الغني أحمد الحداد

sdgdfh1017.jpg

  ولد الشاعر الإسلامي المعاصر الغني أحمد الحداد عام 1946 في حماة في وسط سورية.

  ونشأ في أسرة مسلمة ملتزمة بتعاليم الدين برز فيها الشاعر عبد القادر حداد.

الدراسة، والتكوين:

درس عبد الغني أحمد الحداد مراحل التعليم المختلفة في مدارس حماة، ثم حصل على الثانوية الشرعية من حلب 1964م.

وحصل على دبلوم المعلمين من حماة 1965م.

 ثم أعاد الثانوية العامة مرة أخرى في سنة 1967م.

 وحصل على الإجازة في الآداب من جامعة دمشق ـ قسم اللغة العربية 1971م.

وحصل على الإجازة في الشريعة من جامعة دمشق 1974م.

 كما حصل على دبلوم الخطوط العربية من الكويت 1978.

الوظائف، والمسؤوليات:

اشتغل فى وزارة التربية السورية معلماً في المرحلة الابتدائية.

ثم عمل مدرساً للغة العربية في ثانويات حلب، وحماة .

ثم تعاقد للعمل مدرساً في دولة الكويت منذ العام 1976, وظل فيها حتى وصل إلى وظيفة موجه لمادة اللغة العربية.

شاعريته:

  بدأ نشر قصائده في الصحف والمجلات السورية عام 1966, وشارك في أكثر من مهرجان شعري في جامعة دمشق, ثم والى النشر في صحف الكويت ومجلة البيان والمجلة العربية (السعودية)، والأمة (القطرية).

دواوينه الشعرية: 

١- واحات وظلال 1999.

وله شعر كثير منشور على صفحة الفيس بوك.

شعر عبد الغني أحمد الحداد: دراسة موضوعية، وفنية:

كتب الشاعر الإسلامي المعاصر عبد الغني أحمد الحداد عدة قصائد في أغراض مختلفة ....من أبرزها الشعر الإسلامي فله قصائد في المديح النبوي الشريف وفي بر الوالدين وفي الرثاء ....

البُرْدةُ المَرْضيَّةُ في مدحِ خيرِ البَريَّة: 

يقول الشاعر عبد الغني أحمد الحداد في المديح النبوي الشريف:

مِن أين أبدأبَوحي عاجزٌ وفمي واهِي الحروفِ فلا يقوى على الكَلِمِ

أبعدَ مدحٍ لهُ في الذِّكْــِر نمدحُهُ تهوي حروفٌ لنا خجلَى فلم تَهِـمِ

الـلـهُ زكّـاكَ في القـرآنِ فانطَفـأَتْ منـّا التّعـابيـرُ في عـجْـزٍ ولـم تـقـمِ

أصفَيتـُكَ الحبَّ فانثالَت على شفتي أسـمَى اللُّحونِ وضَجَّ الخصـبُ في قلمي

أصفيتكَ الحـبَّ ما أسماهُ يحملُني إلى ســمـاءِ النَّـقـا يـنهَـلُّ كـالـدِّيـَمِ

يا صاحبَ الخُـلقِ السامي تعطِّرُهُ آيٌ من الـذِّكر في التنزيل من قِدَمِ

كـلُّ العِـظـامِ لهـم نـَقـدٌ ومَنقصَـةٌ وأنت أكملُ مَن يـمـشي عـلى قـدمِ

سَمَوتَ بالوحيِ فالقرآنُ نورُ هدًى يشـعُّ مـنـكَ فيهدي الـناسَ للشِّـيـمِ

دعـوتَ للحقِّ فالإخـلاصُ رائـدُه ُ يهـدي النفوسَ يُنقـِّيهـا مـن الـنِّـقـمِ   

إليكَ يمَّمتُ قلبي ضاق بي زمني ومُذ مدحتُك فاض العطرُ من كَلِمي

سكبتُ شعـري تراتيلاً معـطَّـرةً بها مـن الوَجد ما يـسمو بـه نغـمي

ما زلتُ أهفو إلى علياكَ مُمتشِقاً حـبّاً تـسامى وقـلبـاً بـات في شـَبَـمِ

حسبي وحسبُ القوافي حين أنشدُها أنِّي بـغـيركَ يا مولايَ لم أهِــمِ

تألَّقَ الشعرُ في مِحرابِ حضرتِهِ وباح بالمدح فـيّاضًا كـما النَّسَـمِ

أنا المحبُّ طريقَ الحـبِّ أغرسُهُ أزهـارَ حـبٍّ تجلَّى غـيـرَ مُنكتـِمِ

نهلتُ من نبعِـكَ الفيّاضِ أخيِلَتي فأزهرَ الشعُر في إشـراقِ مبتسمِ

مالي سـهـرتُ على شوقٍ وأرَّقَـني حـبٌّ تمكَّنَ من قلبي ألـم يـَهِـمِ ؟ 

                                                                   

قد صُغتَ بالعـدلِ والتوحيدِ أمَّتَنـا سارَت على دربِكَ الريّانِ بالنِّعَمِ 

  ويشيد الشاعر ببطولات الصحابة الكرام الذين فتحوا البلاد، وأقاموا الحضارات:

أصحابُكَ الغُرُّ ما هانوا ولا وَهَنوا بالنورِ قد حملوا هديًا إلى الأممِ

بنوا حضارتهم في هدي شِرعتِهم وما توانَوا عـن الإعـمارِ للقِيَـمِ 

شادوا حضارتَهم والعدلُ رائدُهـا فـلِلحضارةِ صرحٌ غـيًر منهدمِ

ويشكو إلى رسول الله حال الأمة المتردي الحزين، وتكالب الأمم عليها:

يا سيدي يا رسولَ اللهِ أًمَّتًنا تعـيشُ في لُجَّةِ الأحداثِ والألـمِ

فـقـل لهـم :بـكـتاب اللهِ عـزَّتـُكـم عودوا إليه ففيه البعـثُ من عدمِ

تـكـالـبـَت أمـمٌ شـتَّى لِـتـأكـلَكـم من فُرقةٍ بينكم والضعـفُ كالسقمِ 

هـذي حضارتُهم بَغْيٌ ومَظْلَمـةٌ ما للشَّعوبِ هَوَت بالقتلِ والضَّرَمِ

تألَّبَتْ يا حبيبي كلُّ نازلةٍ على مُحِبِّيك باتوا في الأسَى العرِمِ

يا سيّدي وحبيبي كلُّ نازِلَةٍ تهـونُ إلا التي تـشقَى بهـا قِيـَمي

لقد أصبح الأمة غثاء واذا أرادت أن تخرج من هذه الحالة فعليها أن تزهد في الحياة، وتحب الموت:

صرْنا الغُـثاءَ وصارتْ أمّتي مِزَقـاً يسطو عليها ويعدو كلُّ منتقـمِ

تـكـالـبـَت أمـمٌ شـتّى لـِتـَنْهـبَـنـا ونحن في ضعفِنا كالذِّيب في الغَنَمِ

طغَتْ علينا قُوَى الأشرارِ عاتِيَةً بالخُبْثِ والحقدِ والتفـريقِ والـتُّهـمِ 

فـاضْتْ مواجِعُـنا في كل آونـةٍ ولا نـرى أمـلاً يــدنـو عـلى أَمـَـمِ

وكـم شـكوْنا وسُدَّت كلُّ ناحيةٍ ولـيـس إلّاك يـا ربـّاهُ مـِن حَـكَـمِ

فاحكُم لنا والرَّجا مازال يدفعُنا إليكَ أطفِئ إلهي كلَّ مٌضْطَرِمِ

واجمعْ على الحقِّ والتوحيدِ أُمَّتَنا أجِبْ دُعانا أفِضْ بالجُودِ والكرمِ

بر الوالدين:

لقد أوصى الله الأبناء ببر الوالدين، ويذكر الشاعر بهذا الخلق، فيقول:

هـو الوفـاءُ ومـا أسـمى سـجـاياهُ في ساحة الحبِّ والإجلالِ مرساهُ

وهل هناك وفاءٌ في الوجود علا وفاءَ مَنْ أعطيا ما ليس ننساهُ

وهل هنالك أسمى نعمةٍ عُرفتْ من الحنانِ حنانِ الأم ِّتغشاهُ

أو مِن رعايةِ مَنْ أعطى بلا مِنَنٍ ويغرسُ الفضلَ في ابنٍ حين ربّاهُ

للوالدَيْن حقوقٌ ليس ينكرُها إلا جَحودٌ كفورٌ ضلَّ مسْعاهُ

حقٌ على المرْءِ ردُّ الدَّيِن في كِبرٍ للوالدين ببرٍّ طابَ معناهُ

  كم من وصايا من الرحمن خَلَّدَها كتابُه بالهدى تسمو وصاياهُ

وللرسولِ وصايا عزَّ قائلُها للبرِّ يدعو وما أغلى عطاياهُ

بالأمسِ كم حُرِما طيبَ الرُّقادِ إذا ما مَسَّكَ الضرُّ أو قد حَلَّ بلواهُ 

فاعملْ لبِرِّهما في كلِّ آونةٍ إن العقوقَ جحيمٌ سوف تُصْلاهُ

أسكنْهما القلبَ في صدقٍ وعاطفةٍ تَلقَ الهناءَ منش الرحمنِ تلقاهُ

قلْ للذين على درْبِ العقوق سَرَوْا سَيندَمون،و هم في جَهْلِهم تاهوا

برُّوهُما لو فعلتم في الحياة غدًا تلْقَوْن بِرًّا من الأبناء نرضاهُ

وكلُّ بِرٍّ كما قال الرسولُ لكم دَيْنٌ يُوَفَّى ويبقَى الخيرُ أسْماهُ

في روضة المختار:

   عندما يلتقي المحب بالمحبوب تتوهج حالة من الوجد وتنهمر عواطف تسمو عن مقاييس الزمان والمكان وتتألق الكلمات تشع بالصدق والشفافية ..وربما تسقط هذه الكلمات في دائرة العجز وعدم القدرة على التعبير واﻹيضاح عن عواطف المحب وبخاصة إذا كان المحبوب في مقام رفيع سام ﻻيدانى كرسول الله صلى الله عليه وسلم حبيب اﻷمة ومحبوبها...

  وقصيدتي (في روضة المختار) شهد مطار الرياض مطلعها وفي المدينة المنورة ختامها وأقدم الى المحبين المقطع اﻷول منها قبل توجهي الى مكة المكرمة ﻷداء العمرة بساعات قليلة، وأعتذر لعدم ضبطها بالحركات وأرجو ان أنشرها كاملة مضبوطة بعون الله ان كان في العمر بقية....

يقول الشاعر عبد الغني أحمد الحداد تحت عنوان( في روضة المختار):

                         

آت إليك ..وشوقي سابقي ...وفمي

بالحمد يلهج...والقلب المشوق ..ظمي

مواجع البعد تضنيني لواهبها...

من يمسح الجرح إن الروح في ضرم

إليك يممت قلبي ضاق بي زمني

ومذ أتيتك فاح العطر من كلمي

سكبت بوحي..تراتيلي مؤرقة

بها من الوجد ..ما يسمو به نغمي

ما زلت أهفو إلى مثواك ممتشقا

حبا تسامى ..وقلبا بات في شبم

يا سيدي ..إن روحي قد تقاذفها

موج من الحزن فياضا على ألمي

وقد أتيتك ..أرجو والفؤاد له

رعش من الشوق..فاقبلني على سقمي

فأومأ القبر...... واﻷنواردافقة

تعال إنك في روضي.وفي حرمي

وغرد القلب بالتهليل وانطلقت

مدامع الشوق في التسكاب..كالديم

أنا المشوق وجئت اليوم ..أسكبها

مدامع الوجد ..هزتني..ولم ألم

أنا هنا روضة المختار تحضنني

أعب من حسنها الريان ..بالنعم

تقودني لرسول الله..تسمو بي

عن الوجود .. تصفيني من اللمم

تكدرت في حياتي الروح واحترقت

من الجفاف..تعاني القحط من قدم

لكن روحي تحيا اﻵن ..في أفق

من السعادة ..يجلى ..يا سعيد...هم

فمن جديد ولدت ...الوجد يحملني

على جناح الرؤى..للنور للشيم

أنا المحب..طريق الحب أغرسه

أزهار عشق تحلت بالهوى العمم

حسبي وحسب القوافي حين أسكبها

أني بغيرك يا موﻻي لم ..أهم

نهلت من نبعك الفياض قافيتي

فأزهر الشعر في إشراق مبتسم

تصحرت في طريقي روح قافيتي

ومذ أتيتك فاض الخصب في الكلم

تألقت من ضياك اليوم وانهمرت

على الفؤاد فيوض من عطاك همي

وقد مسحت جروح العمر والتأمت

لما أتيتك ..قلبي لم يعد..بعمي

من وحي الغربة:

عجيب تصريف اﻷقدار.. وعجيب تدبيرها..فقدشاركت في مسابقة ابي الفداء الشعرية بقصيدة عن حماة بعنوان ربيعك في قلبي ...وهي قصيدة من وحي غربتي الطويلة عن حماة في الكويت ..وقدمت لها ...الى مدينتي حماة التي لم أعش ربيعها منذ أكثر من ثﻻثين عاما ..ومطلعها:

ربيعك في قلبي وان كنت نائيا اعيش عليه عاصيا ومغانيا

وناعورة ما زال في البال صوتها تعالى حزينا في الوجود ..مناجيا

ربيعك يا أغلى المدائن لم يزل ارق ربيع ينعش الروح..ساريا

  وقد ذكرت فيها مواطن الجمال الرائعة في حماة ..باب النهر والقلعة.. والشريعة ..وعين قصارين..وووو

ثم سافرت الى الرياض منذ ما يقرب من شهر ..وأخبرني صديقي الشاعر مصطفى الصمودي بفوزي بالجائزة اﻷولى مناصفة معه وان موعد إلقاء القصائد غدا اﻻربعاء في قاعة محافظة حماة...فسعدت وحزنت.. سعدت بفوز القصيدة بالمرتبة اﻻولى ...وحزنت ﻷنني لن أتمكن من إلقائها بنفسي بسبب وجودي في الرياض ..وآلمني ان القصيدة زاخرة بأحزان الغربة ...وصاحبها بعيد عنها لن يلقيها بنفسه..فما أعجب القدر ...ورغبت الى أخي مصطفى أن يلقيها عني ان أمكن ..وإﻻ ستبقى القصيدة يتيمة تعانق أحزانها في صمت...

وأروح اهتف على البعد:

سﻻمي على العاصي وأهلي وعزوتي وأحبابي اﻷحباب..حيا ..وثاويا

اذا ذكر اﻷحباب..كنت احبهم فمنك ابتدائي...فلتكوني... انتهائيا

  فأعتذر الى مدينتي الجميلة والى احبابي اﻷحباب والى قصيدتي الحزينة ﻷنني لن أكون معهم في عرس تكريم الشعر الحموي المعبر عن الوفاء و اﻷصالة واﻻعتزاز بالوطن، وألى ان ألتقي حماة وأهلها اتمنى ان يكون الوطن وأهله بخير وأن يعيشوا في خير كما يحبون ..ويحبه لهم.

رثاء الوالد:

قبل ثﻻثين عاما انتقل والدي الحاج احمد الحداد الى الرفيق اﻷعلى ولم يودعنا ولم نودعه بسبب غربتنا عن الوطن ..لقدكان رحمه الله نموذجا متميزا في قيمه ومبادئه ولطفه وإنسانيته ومازالت ذكراه حية في نفوس معاصريه ومن جاء بعدهم.

وقد استوقفتني قصيدة متميزة كتبها الشاعر المبدع مصطفى قاسم عباس يوجهها الى والده حفظه الله فأحببت ان أعلق عليها ولكن المشاعر تدفقت ..فقلت في رسالة الى أبي وهو وراء تراب القبر....راجيا ان يقبلها كما كان في حياته رحمه الله:

اليك ووجهك الريان باﻻنوار

خلف القبر يحتجب

ورحلة عمرك انطفأت

رحلت ولم تودعنا

وعدنا مثل أطفال 

حزانى نحضن اﻵﻻم واﻷحزان

في صمت وننتحب

ووجهك قد توارى 

كان يملؤنا بوجد الحب واﻹيمان

يدعونا ونقترب

وننهل منك مانرجو

من اﻷفراح ..واﻵمال

واﻷحﻻم ..تنسكب

إليك وأنت خلف القبر

أهتف ياأبي 

والصوت يرجف...

والكلمات تنتحب

رحلت و لذعة اﻵﻻم

لم ترحل ...ومازلنا

بكل الشوق نحضن ذكريات اﻻمس

نهتف...والمدى قد طال 

إنا هدنا التعب

وكنت لنا صدرا 

يدارينا ..ويحمينا..

ويمسح عن دنانا الحزن 

يرفعنا عن اﻻرض التي امتﻷت

شرورا ...مسنا النصب

فهل ستعود يا أبتاه...

ان حياتنا تعب...

وإن زماننا...نصب

لمن نشكو

وأنت هناك خلف القبر

كيف إليك نقترب

وكيف ...وأنت محتجب

بلبل القرأن:

منذ أيام كتبت أبياتا في الشيخ محمد صديق المنشاوي يرحمه الله ...واليوم أكتب هذه الأبيات تكريما لذكرى صاحب الحنجرة الذهبية الشيخ عبد الباسط عبد الصمد المتفرد في تلاوته وتأثيره الفريد في الارواح فهو...

 البلبل الفذ ما أشجاه منطلقا بالآي يتلو فتصغي الروح في الأثر

يجود حتى تخال الصوت منطلقا من الملائك ...تتلو رائع السور

أحبه ..كم نعمنا في تلاوته نسبح الله إذ يتلو مع السحر

هو الفريد ..ومهما حاولوا ابدا تقليده..تعبوا من صوته العطر

يارب فاقبله كم دمعا أسال على شوق إليك وخوف من لظى سقر

صورة الياسمين:

  نشرت اﻷخت الفاضلة رغداء قدسي صورة للياسمين يغطي خريطة الوطن، فحملتني بالشوق على جناح الخيال الى ياسمينتي وبركة الماء وفنجان القهوة مع إشراقة الصباح دمت ياوطني في أمن وسﻻم ولياسمينتي أقول:

للياسمين حديث ليس يفهمه اﻻ محبوه في صبح وإمساء

تنفس الصبح فانثال العبير به وفي المساء شذا يزكو بأرجاء

أشتاق قهوتنا والماء مرتعش في بركة الدار كم تزهو بأضواء

والياسمينة غطتنا بأنجمها ما أطيب الطيب ممزوجا بأنداء

أنا البعيد ويشجيني تذكرها متى أعود وتدنو الدار للنائي

هناك ألقي بأحزاني وأبعدها عني وأنسى لديها كل أعبائي

الياسمين:

اليوم في حديقتي وجدت براعم الورد لما تتفتح بعد فتذكرت بيتين من شعر الصبا والفتوة حيث قلت:

رفقا..فقلبي برعم لم ترتعش فيه الحياة..وللهوى لم يبسم

ﻻ تقتليه ..وتخنقي احﻻمه ما كان قلبك...بالظلوم المجرم

الشـاعـر والخـلـود:

كتب الشاعر حداد (فـي ذكــــــرى عمـر أبــي ريشــــة) يقول فيها:

طال الهجير يكاد الشوق يقتلنا لمنهلٍ لاح بالأنداء ريّانا 

ونحن في التيه أشباح السراب به كذوبة الريّ كم تلهو بدنيانا 

عصْفُ الهجير على أحداقنا نزق نشكو اللهيب ووهج الجدب يغشانا 

يا ساحر الحرف دنيانا يضج بها شوق إلى المنهل المسحور أشقانا 

ما كان شعرك إلا واحة سنحت يرفّ يجلو عن الأرواح أحزانا

ينساب يحلم نبع الطيب يمنحه دفقاً من العطر من دنياه فتّانا 

ماالشعر إلا عطاء الله يمنحه صفو العباد أحاسيساً وإيمانا 

يا صاحب الريشة المعطاء أي رؤى تنساب فى خاطر الإلهام ألوانا 

يغفو الجمال على تهويم قافية مؤنّقَ السحر دفَّاقاً ونشوانا 

والسحر يفنى كومض النور مرتعشاً كطيف حلم تراءى هز أجفانا 

لكن وهج خلود سوف يحضنه ما لاح مزدهياً بالشعر مزدانا 

يرف خفق أحاسيس وأخيلة يزفها شاعر للخلد أوزانا 

تعانق السحر والشعر المرفُّ بها فالسحر لولا خلود الشعر ما كانا 

   

دنياك عطرٌ وأحلام مجنحة يحيا الربيع بها طيباً وريحانا 

غنيت للحب أحلى ما يردده خفق الفؤاد وبوح منه هيمانا 

نفضت روحك فوق الحرف ألمحها تلوح في دفقات الشعر تحنانا

غمست ريشتك المعطاء في أفق من العطاء جناحاً ضم شطآنا 

ورحت تنفضها للفن قد رعشت فريدة السحر إحساساً ووجدانا

وصغت للمجد ألحاناً يرددها ثغر الخلود على الأجيال أزمانا 

حملت جرح العلا في الصدر دافقهُ هان الزمان وجرح المجد ما هانا

هزئت بالليل بالطغيان حاقده وكان شعرك إعصاراً ونيرانا 

بعض الأنام يعيش العمر يقطعه كأنه فى خيال العمر ما كانا

قد عشت للمجد للأشعار تسكبها يكفيك كنت مدى الأيام إنسانا 

عينـاك والشراع التائـه:

عيناك مجاهل أسرارِ قد تاهت فيها أفكاري 

أبحرت بهن على شوق ورجعت.. وحفنة أشعار 

تنثال على وتري.. نغماً يندى برحيق معطار 

   

ملهمتي... عالميَ القاسي يقسو.. ويحطم قيثاري 

يوجعني.. أحيا في ألمي والهم يمور كإعصار 

وشراعي تاه فلا شط يدنو ..أو ومضة أنوار 

وفؤادي مِزقٌ في كفي تتهاوى في عصف النار 

دنياي تلظّت من ألمي بلهيب الجرح الموار 

كلماتي انطفأت باهتة كبقايا تلك الأشجار 

   

وأعود إليك وفي قلبي شوق يقتات بأسراري 

ضمي كفيك على جرحي فأنا في تيه التيار 

هل يرسو زورقي العاني فى مرفأ حب مختار?

عيناك الشاطئ أرقبه أيلوح بغامض أقداري?

مصادر الترجمة:

١- صفحة الشاعر عبد الغني أحمد الحداد على الفيسبوك.

٢- معجم البابطين لتراجم الشعراء المعاصرين. 

٣- مواقع الكترونية أخرى.

وسوم: العدد 1017