الاتجاه السياسي في شعر معتصم الحريري

fhgfggf1066.jpg

أبا جهل أسعفنا ببعضِ مـــــروؤةٍ 

فقدْ رُوّعت ليلاً بناتُ مُحمّــــــدِ

و لم يبقَ فينا غيرةٌ و حَمِيّــــــــةٌ 

و صرنا مطايا كل باغٍ و مُعتـــــدِ

فضاعت عرى الإسلام منّا و ليتنا

بقينا بأهــــل الجاهليـــة نقتــــدي 

و كنا كما كانوا غزيّـــةُ إن غـــوت 

غوينا و إن ترشد غزيّـــةُ نرشــــدِ

و لكننــــا بتنـــا نسوقُ غُزَيّــــــــةً 

إلى الذبحِ نفدي ذابحيها و نفتـدي

إذا صرختْ يا قوم قُلنا لها اصمتي 

و موتي بلا صـــوتٍ و لا تتنهـــدي 

نُحاصرها من كلّ صوبٍ و رُقعـــةٍ 

و نقطعُ عنها الماء من كل مــــوردِ

و إن قاومت قمنا نسبُّ صمودهـا 

فزدنا على خُذلانهــــا بالتّوَغُّـــــــدِ

أبا جهل أسعفنـــــا بجهلـكَ إنّــــــهُ

على الكُفرِ أرجى مِن نِفاقٍ مُهَــــوّدِ

معتصم الحريري

   وكتب الشاعر الإسلامي المعاصر معتصم الحريري قصيدة يعيب فيها الحضارة المادية في الغرب، وأسماها حضارة الاسمنت، فقال:

فيا لِحضارة الإسمنت والبارودْ

ويا لغةً من الأرقام

 في إحساسنا المفقودْ

والأقلام أوزارُ

ويا ليلاً من الآلام 

يغرق في العيون السود

حيث الدمع مدرارُ

أغثنا يا إله الناس

 هذا عالمٌ محدود

والإنسان دولارُ

أغثنا إننا تُهنا

وضيّعنا موانئنا

وهذا البحر غدّارُ

تُحيط بنا قراصنةٌ

لهم في الساحل الغربيّ

أعوانٌ وأنصارُ

وكلّ جزيرةٍ صارت

 شواطئها ملغّمةٌ

ودون البرّ أسوارُ

وقد كلّت مراكبنا

وكاد الجسم ممـّا كابد الأهوال

 ينهارُ

ولم يبق سوى رُحماك

يامن يسمع المضطرّ إن ناداه

يـــا الـلـه......

في ظُللٍ من الأمواج

إذ ما الموجُ هدّارُ

ويامن يُبصر الولهان

في ليلٍ من الحرمان

إن شطت به الدار

إله الناس أنقذنا

فكلّ الأرض أخطارُ

مشاعرنا مطوّقةٌ

وأوطانٌ ممزّقةٌ

وكلّ قضيّةٍ أمسى

لها سعر وسمسار

وظلمٌ حولهُ ظلمٌ

وتأكل نارها النّارُ

    وكتب شاعر الشباب معتصم الحريري قصيدة يرد فيها على تصريحات المقاوم حسن نصر الله الذي أصبح ظاهرة صوتية جوفاء، فقال:

قلنا لكم أنـــه (زميــــرةٌ)دهــــــــرا 

وأنهم واحدٌ لو أصبحــــوا عشـــرا 

وأنّهم في لحافٍ دافئٍ فجـــــــــرا 

وقد يَقيلون فيه الظهر و العصـــرا 

وأنها مسرحيـــــــاتٌ تُـــوزّعُ فـــي 

ليلٍ و أشخاصها قد أتقنـوا الــدورا 

وأنهُ خِلُّ (ص ه ي و نٍ) و حظوتها

ولن تبيع بِهِ (زيداً) ولا (عمـــروا)

وأن من أظهروا يومــا عداوتهــــم 

للشرّ أعظمهـــم بالأُمــــةِ الشــّـــــرا 

وأنّ من غدرَ الإســـلامَ في بلــــــدٍ 

لن ينصر الدين و الإسلام في أُخرى 

وأنّ من مزّق الأطفـــالَ في (حـلبٍ)

لن يذرِفَ الدّمعَ للأطفال في (المسرى)

   ويوسع معتصم الحريري ردوده لتشمل عمائم السوء جميعا من سنة ومن شيعة، ويقصد بالذات علماء السلاطين...الذين قال عنهم سعيد بن المسيب إذا رأيتم العالم يغشى أبواب الأمراء فاحذروه فإنه لص ..رحم الله سيد التابعين ماذا سيقول لو أدرك زماننا حيث تصدر للفتوى حسون، والطيب، وعلي جمعة، وسائر الورشة وجوقة التطبيل والتزمير...

لا يخدعنك إن رأيت عمائمـــاً

ولِحىً ممشطةً و عُبياً ترفــــلُ

من يحترف فنّ الخِداعِ مُمَثِّلٌ

مُتقلِّــــبٌ مُتَلــــوِّنٌ مُتَشَكِّـــــلُ

والباطنيُّ الذئبُ يخشى غدرهُ

تتعجّب الحِرباءُ منهُ و تُذهــلُ

ما بين لُمّتــهِ ونُقــرةِ نحـــرِهِ

سمٌّ بِهِ كـــلّ الأفاعـــي تنهـــلُ

يارب هذي (مِحنةٌ ) أمْ (مِنحةٌ)

فيها أساريرُ القـــلوبِ تُغربــلُ

ماذا أردت بشامنا و بِأهلـــــهِ!

سُبحانكَ اللهـــم إنــا نَجهــــلُ

ياربِّ لا تُزِغِ القلوبَ عنِ الهُدى 

يامن بِهِ في النّائباتِ نُؤمّـــــلُ.

   ويرد معتصم الحريري رداً قاسياً على جرائم الشيعة الذين رفعوا شعار ( يالثارات الحسين)، و(لن تسبى زينب مرتين)، فقتلوا الأبرياء باسم الحسين وآل البيت رضي الله عنهم ..

 فكتب الحريري قصيدة تحت عنوان (باسم الحسين)، يقول فيها:

باسمِ (الحسينِ) تُمزّقُ الأطفــــــالُ

ودمُ الشيــــوخِ الراكعيــــنَ يُســــالُ

باسمِ (الحسين) العُربُ تقتلُ بعضها

والمالُ و العرضُ المصونُ حـــــــلالُ

باسم (الحسين) دموعنا وجروحنــا

مسفــــوحةٌ و دمــــــاؤنا شـَـــــــلّالُ

باسم (الحسين) تُساق (زينب) للسبى               

و(عقيل) في أصفــــادهِ يُغتـــــــــالُ

باسم (الحسين )غدا (العراق) ممزقاً

و(الشام) تُشنـَـقُ عِنـــدهُ الآمــــــــالُ

فِتــنٌ على (اليمن السعيد) و غُمـّـــةٌ

تغشى البـــلادَ و ظلمـــةٌ و قتـــــــالُ

وغدا العدو هو الحليفُ ومَن أبـــى

إلا الجهـــــادَ فحســــرةٌ ووَبـــــــــالُ

يا طالبين دم (الحسين) بسيفكــــم

قُتل (الحسين )و(صحبهُ ) و(الآلُ)

هل (كربلا) إلا حكايـــةَ غـــدرِكــُـــم

وروايـــةٌ فـــي الخائنيــن تُقــــــــالُ

يا عِزّ (كسرى ) يا مـــذلّةَ (هاشــــمٍ)

ولِكــُلِّ غـــــازٍ حاقــــدٍ أذيــــــــــــالُ

لو قلـتُ أنــذالاً ظلمـــتُ صِفاتكــــمْ

مِــن فِعلِكــــم تَتأَفــّــفُ الأنــــــــذالُ

أو قلتُ لا شرفاً فَكمْ مِن ناقــــــصٍ

لبــــــلادهِ و لأهلــــــهِ يحتـــــــــــالُ

لا شــكّ (إس رائيل )في أصلابـــكمْ

و(الف رس ) في أرحامِكم قد بالــوا

  ويكتب د. معتصم الحريري قصيدة أخرى في فضح حسن نصر الله، وهي تحت عنوان ( بين السفينة والعمود):

بين السفينة والعمود 

بانت ألاعيب الصّمود 

في مسرحٍ أشخاصهُ 

قد أتقنوا رقص القرود 

في مشهدٍ قد أضحكوا

منه الجميع بلا حدود 

وتكشفّت أفلامهم 

بين المودّةِ والصّدود 

وبأن مخرجهم جميعا

قابعٌ في (هوليود )

وتوزّعُ الأدوارُ هذا 

من يُقادُ ومن يقودُ 

ومتى يزمجر غاضباً

أو مثل رباتِ القُدودْ

ومتى يمشّط لِحيةً

ومتى سيوضع فيهِ عود 

ومتى سنأسرها السفينةُ 

كيف نتركها تعودْ 

أو كيف قاعدةٌ ستُقصفُ

لا يُصاب بها الجنودْ 

ونصيحُ لبيك الحسين 

ونحنُ نُسلِمهُ اليهود 

ونقولُ أنا الأوفياء 

ونحنُ ننكثها العُهود 

فوُجودنا يقضي بأن 

نبقى الحماةَ على الحدود 

وبأن نُقاوِمَ كي نُقاولَ

أن نُمانعَ كي نسودْ

وسلاحنا كيما يُبرّرُ 

سوفَ نُظهرِهُ يذود

هي لُعبةٌ من دونها 

لا لن يكون لنا وُجودْ

أسرارها قد أُخفيتْ

بين السفينة و العمود 

   وكتب معتصم الحريري قصيدة تتسربل بالحزن والأسى على ما أصاب الأمة من جراح ودمار وخراب في سورية، ومصر، واليمن، وليبيا، ... يقول في مطلعها، والمكتوب من عنوانه يعرف:

يزولُ الهمُّ و الأحزانُ تبقـــــــى

فيا للعمرِ ما خلاّ وأبقــــــــــى

وهذا القلبُ أجلِدهُ ليقســـــو

فإذ بالقلبِ عاندَ واسترقّـــــــا

وقلبُ الشاعرِ المشتاقِ أصفى

من الماءِ المعينِ ومنهُ أنقـى

تداعبه المعاني حيثُ حلّــــت

قوافي الشعرِ تدفعه فيرقـــــى

يرى في الشّعرِ أغنيةً ولحنــــاً

ومنزِلــهُ إذا ما الــحــــــبُّ دقّّ

وفي بستانهِ تصحو الليالــــي

وتندفقُ الصبابة فيهِ دفقــــــا

فيرقص فيه نشواناً حزينــــــــاً

ويشربُ كأسَ أحلامٍ تَبَقَّـــــــى

ويذكرُ عمرهُ الماضي تولـــــى

وخلّفَ في سهول القلب شقّــا

فمالي إن كتبتُ الدمــــع شِعراً

وأمطرتُ البلادَ هوىً وشوقــــا

فلـي في ( مِصرَ) أشجانٌ ووَجدٌ

كما أحببتُ من صغري (دمشقَ)

  وليس الوضع في بغداد، وتونس، والسودان، والجزا ئر بأفضل من بقية الدول العربية والإسلامية، فهي تتخبط بالدماء:

و(بغدادُ) الجريحةُ مثلُ (صنعا)

على وَتريهِما قد ذبتُ عشقـــــا

و(للسودان) يجذبنــــي حنينٌ

ويُبرقُ حُبُّ (تونسَ) فيّ برقـــا

تناديني (الجزائر) كل ليـــــــلٍ

وروحي في (الرباطِ) تهيمُ تَوقا

( طرابلسَ) الجمالُ أمِن لقاءٍ

لأهديكِ القصيدَ إليكِ طوقـــا

إلى (اسطنبول) يجرفني حنينٌ

ويأسرني كعِقدٍ ضمّ عُنقــــــا 

أيا بدر ( الحجاز) أسرتَ قلبـي  

فرِفقاً في رقيقِ القلبِ رفقـــــا

فإنَّ (القدسَ) في عينيكَ تبدو

وأجملُ ما تكونُ هنـــــاكَ فوقَ

سأحلُمُ أن عودتها تدانـــــــــت

وأنا من جداولها سنُسقـــــــــى

كأني بالأعادي قد تلاشــــــــــت

وغابت في مهاوي الأرض صعقا

ويوم الساعةِ الكُبرى سيأتــــــي

ويأتي الناسُ أفراداً وخلقــــــــا

ويأتي الظالمونَ وجوهَ كُفــــــرٍ

تبدّت مِن عذاب اللهِ زُرْقـــــــــا

ويأتي المؤمنون نعيمُ ربـــــــي

أحاطَ بهم فبانَ الوَجــــــهُ طلقَ

فقُلْ للظالــــمـ المُغتـــــرِّ حاذر 

فما هي غيرَ أيامٍ ستبقـــــــى

فلا تَفرحْ كثيراً بعدَ حِيــــــــــنٍ

ستلقى ما جنيتَ بِنا وتُلقـــــــى .

هُنا يأتي المقامُ على قصيــدي

ويأتي الوصفُ في (القرآنِ) صدقا

    ويتفاعل الشاعر معتصم الحريري مع معركة طوفان الأقصى الذي نرجو أن يكون كطوفان نوح يجرف اليهود والطغاة في العالم ..فكتب قصيدة يصور فيها بطولات غزة وتضحياتها، فيقول تحت (ياصبر غزة):

يا قــلبُ مالكَ بَعـْدُ لمْ تتفطـّــــــــــرَ

والدمعُ لم ينزِفْ بِخـَـدِّكَ أَحمـَـــــــرا

عَجَباً إليكَ وَأنتَ سَيلُ مشاعـــــــــرٍ

 أَوَ لَسْتَ تُبْصِرُ بالأحبِّةِ ما جـَـــــــرى

هُوَ ليسَ عَرْضـاً ما يُصَــــوَّرُ إنٌمـــــــا 

 أشلاءُ (غزةَ) مُزِّقــتْ فوق الثَّــــــرَى

تِلكَ الدُّمَــى ليســتْ بقايـــا لُعْبـَـــــــةٍ 

 أَودَى بها الصَّاروخُ حيــن تَفجـَّــــــرَ

هِيَ فَلْـــــذةُ الأكبــــادِ وَردُ طُفولَــــــةٍ 

كمْ شَفَّهُ الخَجَلُ الجميـلُ فأزْهـَــــــــرَ

وأولئكَ المُلْقَونَ تحـــتَ رُكامِهِـــــــــم ْ  

 مِنْ بَعْدِ ما قَصَـفَ العـدوُّ ودَمـــــــــَّرَ

ويؤكد على أهمية الأخوة في الدين والدنيا بين هذه الشعوب المظلومة ..

هُمْ أُخوةٌ في الدينِ والدَّمِ كمْ لهـــــمْ

 حَقٌّ وَتجذِبُنا إِليهِـــمْ مـِـــــنْ عـُــــرَى

يا أُمَّةَ الإســـلامِ كــمْ مِـــنْ صَرخـَــــةٍ 

 نحتاجُهــــا كيمــــَـا نهـــبَّ ونثــْــــأَرَ

وكمِ استغاثةِ حـُــــــــــرَّةٍ مَكلومــــــةٍ   

يحتاجُ هذا القيــد كـــي يتكســــــــرَ

يا صبرَ (غَـــزةَ) والحصارُ يلفُّهــــــــــا  

 والليلُ مِنْ وَهَجِ القنابِــلِ أجمَــــــــــرَ

هذا هُوَ الفتـــــحُ المبيــنُ فأبشـِــــرِي  

  قدْ زالَ (كسرى) في الحِصارِ و(قيصرا)

هذي الملاحمُ و البطولةُ تـــــــــــــوأم ٌ 

من قبلُ في رَحِمِ الصـِّـراعِ تَصــــَـوَّرا

عُضُّوا النَّواجِذَ واستعينوا بالـَّـــــــذِي   

لَكُمُ الجهادَ مَعَ الشَّهــادةِ قـَـــــــــــدَّرَ

   ويشيد ببطولات المجاهدين ليوث غزة، وجنود محمد صلى الله عليه وسلم، فيقول:

يا أُسْدَ (غــــزَّة) يا ليوثَ (مُحَمـَّـــدٍ)  

 يا مَنْ رَقِيتـُـمْ بالفـِـدا أعلى الــــذُّرى

سُبحانَ مَنْ قَسمَ الجهـادَوخصّكــُـــم  

 كيْ تدفَعُــوا هَذا العـــدوَّ الأمْكَــــــرَ

لوْ يَعلمِ الجُبناءُ كَـــمْ تَحمُونهـُـــــــــمْ  

 هَبُّوا لِنُصْرَتِكُمْ وساقُـوا العَسْكَــــــــرَ

لَكنَّهُم يخشَونَ عَــــدوى بأسِكـِــــــــم ْ

وإبائِكُم أنْ يَسْـرِى ما بَيْـنَ الـــــــوَرَى

أَوْ تُفضَحَ الأسرارُ مِنْ صفقاتهِـــــــــم ْ   

ويبــانُ مَنْ بــاعَ البِــــلادَ وحـــَـــــرَّرَ

يَبْغونَ شَعبــاً خانِعــــاً مُستسْلمـــــــاً 

لو جَرَّدوهُ مِنَ الثِّيــــابِ فلا يــــــَـرَى

وَتُبَشــــِّـرونَ بِأُمـــــَّـةٍ (عُمَريَّـــــــةٍ)   

 في روضِها غيمُ الحضارةِ أَمطــــــَـر

   ويفرق الشاعر بين جيش الإسلام، وبين ميليشيا التطبيع ودعاة السلام الهزيل مع إسرائيل، فيقول:

شَتَّـــانَ مَـنْ رَفَـــــعَ اليـديــنِ لربــــِّـهِ   

 يدعوهُ نصراً عاجـــــــلاً ومُـــــــؤَزَّرَا

ومصافــحٍ كـــفَّ العــــــدوِّ وشعـبُـــهُ  

  تحتَ الحُطامِ يذوقُ موتـاً أَغبـــــَـرا

يا (غزةَ) السِّرّ العظيــــم ومَــــــنْ رأى 

أُسطورةً تَدعُ الحَليــــــمَ مُحيــــــــَّـرا

أَشبهتِ (موسى) حينَ يُصنعُ في حِمى 

(فِرعونَ) في لُطفٍ خَفِيٍّ قـُــــــــــــدِّرَ

يمضي (لمِدينَ) خائفـــاً مُترقِّبــــــــــاً  

 ويعودُ بالنورِ العَظيــــــــمِ مُحَــــــرِّرا

إنْ يُغلِقُوا عنـكِ المعابـــــرَ كلَّهـــــــا  

ما زالَ في (الوادي المقدِّسِ) مَعْبَــرا

لا يلبثُ اليَمُّ المليــــــمُ يلوكُهــــــــم  

وجنودَهــــم ومن استكــــــانَ وآزرا

ويظلُّ أقطابُ الشَّهـــــــادةِ قبلـــــــةً   

  للحالمينَ بأنْ يَذوقـُـوا (الكَوْثَــــرا)

    ويبين الشاعر الإسلامي معتصم الحريري أنه لو كان رابين، وعرفات، وأبو مازن ودعاة السلام جميعاً لو أبصروا أولادهم أشلاء ممزقة؛ لارتدوا حزاماً ناسفا وقاموا بعميلة انتحارية ضد الأعداء المجرمين ..

أمَّا السَّـــــلامَ فلا ســــلامَ لِغــــــادِر ٍ   

 جَعلَ السلامَ من السلامِ مُحـــــــذِّرا

لوشاوَرُوا هذا الســـــلامَ وقــــدْ رأى  

أطفالَهُ مِزَقاً لهــــــاجَ وكشَّــــــــــــرا

ولقالَ أعطوني حِزامــــاً ناسفــــــــاً  

 وهناكَ في وَكرِ العُداةِ تَفجـَّــــــــــرا                     

وأخيراً نقول :

   لقد كان أسلوب معتصم الحريري رصينا يمتاز بفصاحة الألفاظ ومتانة الأسلوب ووضوح الرؤية والفكرة .

   وقد حافظ على الأصالة، ولم يكتب إلا قليلاً من شعر التفعيلة..كما حافظ في معظم قصائده على وحدة البيت ووحدة الوزن والقافية ..وأما الوحدة الموضوعية فجاءت من خلال سيطرة مناخ نفسي واحد.

   وكان صادقا في المشاعر العاطفية، متفاعلا مع جراح أمته، متفائلا في معظم الأوقات .

   ونرجو من الأخ الحبيب د. معتصم الحريري أن يستمر في هذا الدرب الذي سار عليه والده الشيخ د.ابراهيم الحريري طيلة حياته _ رحمه الله تعالى_ حتى يشمله 

قول القائل:

بأبيه اقتدى عدي في الكرم. ومن شابه أباه فما ظلم

وما أظن شاعرنا سيقصر في رسالته الخالدة.

وإنا لمنتظرون .

مصادر الدراسة:

١_ نحو أدب إسلامي.

٢_ صفحة معتصم الحريري على الفيسبوك.

٣_ مواقع إلكترونية أخرى.

وسوم: العدد 1066