جذور سامية لكلمات عربية..

جذور سامية لكلمات عربية..

د. محمد عقل

[email protected]

كلمات من اللغة الأكدية

عاش الأكديون في العراق جنبًا إلى جنب مع السومريون في الألف الثالث قبل الميلاد. لغتهم سامية، وقد تأثرت بها لغتنا العربية نذكر على سبيل المثال:

-أكّار: حَرّاث، فلاح، مزارع أصلها بالأكدية أكّارو. وبالعبرية איכר

-ترجمان: ناقل الحديث وأصلها في الأكدية تركوماتو.

-تنور: كلمة من الحضارة الأكدية وبعضهم يرجعها إلى السومرية.

-كانون: فرن، طبّاخ، مطهاة وفي الأكدية كينونو.

-كرسي: مقعد، عرش، وفي اللغة الأكدية كرسو.

-كعك: أصلها كعاتو في اللغة الأكدية.

-ملاّح: أصلها ملاحو بالأكدية.

-تخم: حدود وفي الأكدية تاخومو.

(لغز) جذر سامي قديم

يفيد الجذر (لغز) في اللغة العربية معنى الشيء الغامض والمبهم، ويقابله في اللغة العبرية לעז بمعنى تحدث بلغة أجنبية، والكلام الأجنبي غير المفهوم هو بمنزلة (اللغز) على الجاهل به. وورد في الكتاب المقدس في سفر نشيد الإنشاد التعبير עם לועז للدلالة على الشعب الإجنبي الغريب. ويجانسه في الارامية القديمة لَعُوزا לעוזא  بمعنى التحدث بلغة أجنبية، وלעזא أي اللغة الأجنبية، ولا يعتد بتفسير بعض الاشتقاقيين اليهود الذين ادّعوا أن كلمة לעז مكونة من أوائل الكلمات التالية : לשון עם זר أي لسان شعب أجنبي، فهذا القول فاسد بإجماع أهل الاشتقاقات في اللغات السامية.

 

(لغط) جذر سامي قديم

يفيد الجذر (لغط) في اللغة العربية معنى إصدار أصوات مبهمة لا تفهم، نقول من كثر لغطه كثر غلطه أي أن كثرة الكلام تزيد من مخاطر الوقوع في الخطأ. وفي العبرية לועט تعني البالع، والماضغ المجتر. ويشمل ذلك التحدث بصوت غير واضح. وفي السريانية لوعاطا بمعنى ثرثرة. وفي اللغة الشامية يفيد الجذر (لع) على الثرثرة فيقولون(حاجة تلع يا زلمه) أي كفاك ثرثرة. وفي فلسطين يقولون فلان يلعلع بمعنى يرفع عقيرته مدويًا.

كلمات على نسق واحد

-الجذر السامي (رَشَمَ) يفيد معنى وضع علامة مميزة أو كتب، نقول: رَشَمَ إليه وعليه بمعنى كتب، ورَشَمَ الحبوب: ختمها بالرَّوْشَم أي بالخاتم الذي تختم به الحبوب، ورَشَمَ الخطة وضعها. وفي اللغة العبرية רשם بمعنى سَجّلَ أو كتب.

-الفعل السامي(رَسَمَ) يفيد معنى الكتابة أو وضع علامة نقول: رَسَمَ الكتابَ: كتبه، والرَسْمُ: الأثر الباقي من الدار بعد أن عفت، ورسم له خطة العمل: وصفها له، وحرف مرسوم: يكتب ولا ينطق.

-الجذر السامي(وَسَمَ) يفيد معنى السمة أو العلامة. في الجاهلية والإسلام كانوا يسمون إبلهم بوضع علامة عليها بالكي، والمطر الوسمي هو المطر الأول الذي يترك ندوبًا وأخاديد في الأرض كالعلامة.

- الجذر السامي(وَشَمَ) يفيد معنى وضع علامة على الجسم باستعمال الإبرة والكحل.

لماذا سُميت قبيلة قريش بهذا الاسم؟

تعددت الآراء في سبب تسمية قريش بهذا الاسم، فمن قائل إنها كانت صاحبة منعة وقوة كسمك القرش، ومنهم من قال إن قريش تعني التجمع والتكاتف. وقد أورد ابن منظور في لسان العرب هذه الأقوال، ولكنه ذكر تفسيرًا لم ينتبه إليه بعض الدارسين حيث قال إن قريش سميت بذلك لأنهم كانوا أهل تجارة ولم يكونوا أصحاب ضرع وزرع من قولهم: فلان يتقرش المال أي يجمعه، ويواصل ابن منظور الحديث فيقول: قيل سميت بذلك لتجرها وتكسبها وضربها في البلاد تبتغي الرزق.

 كانت قريش في تجارتها تسير القوافل في رحلتين هما: رحلة الشتاء إلى اليمن، ورحلة الصيف إلى الشام، هذا ما سمي بالإيلاف. وقد ورد ذكر ذلك في القرآن الكريم في سورة قريش: (لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف).

عاشت قريش في مكة وإليها ينتمي النبي محمد صلى الله عليه وسلم والخلفاء.

الشاطر قديمًا وحديثًا

من الكلمات المتداولة بين الناس كلمة (شاطر) التي نصف بها من نراه أكثر ذكاء وفطنة وتفوقًا، ولو رجعنا إلى كتب التاريخ والمعاجم القديمة لوجدنا أن معناها هو اللص الفاجر، والخبيث الما كر، ومن أعيا أهله خبثًا وشرًا. في القرن الثالث الهجري عاث الشُّطّار والعيارون فسادًا في بغداد. في فترة متأخرة اكتسبت الكلمة معنى إيجابيًا، والشاطرعند الصوفية: السابق المسرع إلى الله. ونحن ندعو إلى استعمال كلمة شاطر بمفهومها الإيجابي، لأن الشطار والعيارين اتخذوا لأنفسهم في هذا الزمان أسماء أخرى..!.  

تطور معنى البغددة

-تَبَغْدد الرجل: انتسب إلى مدينة بغداد.

-تبغدد الرجل: تشبه بأهل بغداد فأصبح متحضرًا راقيًا في سلوكه. جاء في تاج العروس للزبيدي: تبغدد الرجل: انتسب إلى بغداد أو تشبه بأهلها.

-تبغدد عليه: زها وتكبر. جاء في لسان العرب لابن منظور: قولهم تبغدد: إذا تكبر وافتخر(مولّدة).

-وفي لهجتنا المحكية في المثلث: تبغدد بماله أي صرف ماله ببذخ، كأن يشتري بدلة فاخرة أو سيارة فارهة. والبغددة : الرغد والهناء. وفي الجليل لم يرض بالشيء ولم يعجبه.