رمضان حبيبي

يحيى بشير حاج يحيى

للكاتب نجيب الكيلاني

يحيى بشير حاج يحيى

[email protected]

رواية تاريخية معاصرة، تتحدث عن حرب رمضان التي وقعت سنة 1393هـ، والنصر الذي تحقق في بدايتها بسبب العودة إلى الله بعد ضياع وتمزق وهزيمة!

وقد عاش الكاتب هذه المعركة وتأثر بها كغيره من أفراد المجتمع. وبطلها شاب متدين مجند في الجيش المصري (أحمد) تخرج في كلية الآداب، وبدأ في أداء الخدمة العسكرية. إنه يمتاز بالوعي في تصرفاته وأقواله، إذ تحمل مسؤولية أسرته منذ أن كان صغيراً بعد وفاة شقيقه الأكبر (الاتجاه الإسلامي في أعمال نجيب الكيلاني القصصية – د. عبد الله بن صالح العريني).

كان أبوه (عبد الفتاح) معتقلاً لكونه أحد الدعاة إلى الله. ومن خلال جديته ودأبه يستطيع التغلب على مشكلات حياته واحدة بعد الأخرى؛ ليهنا أخيراً بالزواج بمن يحب (جليلة)، وببناء بيت زوجي كريم.

وأما (جليلة) التي كانت معجبة بالشاب العصري المنحرف (فتحي) وانطلقت معه في حرية، ولم يكن يظن بأنها ستؤوب، فقد شدها خيط من الإعجاب بالشاب المتدين (أحمد)، فكان طوق النجاة الذي أنقذها، فتتجه بعد ذلك إلى الإيمان رويداً رويداً، وتصبح زوجة لذلك الشاب المؤمن (خصائص القصة الإسلامية – د. مأمون فريز جرار).

قدمت هذه الرواية تفسيراً إسلامياً للحرب، وللصراع العربي الإسرائيلي، وللأحداث التي مهدت لها من خلال تصويرها للشخصيات وتفاعلها مع الأحداث ضمن حركة المجتمع، كما قدمت صورة عن واقع الدعوة الإسلامية المعاصرة متمثلة في محنة (عبد الفتاح) ومعاناة الدعاة من أمثاله! وصورة واقعية في تصويرها للتحول الذي طرأ على شخصية جليلة في سعيها إلى الهدى والإيمان، وقد كللت هذا التوجه السليم بارتداء الزي الشرعي عن اقتناع تام ليتطابق الشكل مع المضمون!

وصورت بدقة بالغة الشخصية الإسرائيلية الشرسة في معاملتها للسجناء داخل السجون الإسرائيلية، وفي المقابل هي شخصية مهزوزة مضطربة يسيطر عليها الخوف والرعب حينما تواجه مقاتلين أشداء، كما حصل حين اقتحم الجنود المصريون (خط بارليف) وحطموا دفاعاته، واستولوا عليه! فسقطت هيبة الجيش الذي لا يقهر على لسان الضابط الإسرائيلي (المغربي الأصل) وقد تملكه الرعب والهلع والبكاء، وهو يندب حظه لأن أباه جاء مهاجراً إلى فلسطين! في حين كان أحمد ينظر إليه متسائلاً أين التفوق والشجاعة وما كانت وكالات الأنباء تتحدث عنه؟!

اتسمت هذه الرواية بسرعة إيقاعها، فالأشخاص يتحركون فيها حركة سريعة تتناسب مع تتابع الأحداث السياسية التي كانت تدور آنذاك، فجاء إيقاع الحبكة سريعاً متوثباً، إذ كتبها المؤلف عقب المعركة وقد توثبت عاطفته، وكانت الأحداث التي واكبت المعركة حديثة عهد لم تخب جذوة نارها! ولذلك أثره الذي لا يخفى في العمل الفني حين يبدعه الأديب في مثل تلك الأحوال.