مقتطفات عن دور القصة وأهميتها

مقتطفات عن دور القصة وأهميتها

1- إن القرآن هو معجزة محمد الكبرى! ومن هذا المنطلق كان اهتمامنا بالقصة القرآنية، أو القصة الإسلامية، لما لها من دور فعال في نشر الدعوة التي كلفنا الله بها، ولاحتوائها على ما يرهف الحس، ويغني العقول، ويسمو بالسلوك، ويعمق اليقين.

2- إن القصة القرآنية تفتح الآفاق أمام العقل البشري كي يبدأ بعد سماعها أو قراءتها، رحلة ممتدة في التفكير والبحث والتعمق، فقد وضح أن القصة دعوة للإنسان لكي يفتح عقله وقلبه وعينيه وحواسه على العالم من حوله ويتمعن في سنن الكون، وعبر الأحداث والزمان، ومآل الصالحين والطالحين والمؤمنين والكافرين...

3- إن القصة الإسلامية تهدف إلى إبراز الشخصية الإسلامية وإلى الوجه الحضاري للإسلام، وتنقية المفاهيم الإسلامية مما شابها من غزو أجنبي، عمل على طمسها، أو تغيير ملامحها وإذابتها في طوفان من التصورات والمشاعر والأفكار التي تتنافى مع قيم العقيدة الصحيحة!

4- ليس من الضروري أن ترد كلمة "إسلام" في القصة حتى نعدها قصة إسلامية، فقد تعالج القصة الإسلامية مشكلة اجتماعية أو أخلاقية أو سياسية من منظور إسلامي دون هتاف أو شعارات أو ضجيج؟! المهم أن يكون المضمون إسلامياً، وأن يكون الانطباع الوجداني النهائي، واتخاذ الموقف، في إطار القيم!

من كتاب (حول القصة الإسلامية للدكتور نجيب الكيلاني)

1- تستخدم رواية القصة في تزويد الأطفال بالمعارف والمعلومات فضلاً عن نشر مادة القراءة والاطلاع لديهم، وتعريفهم بالكتب التي تتناسب مع مستواهم التحصيلي ورغباتهم واحتياجاتهم، وذلك عن طريق حب الأطفال للقصص وشغفهم بها، وتوظيف ذلك واستثماره في إثارة اهتمام الأجيال بالكتب والقراءة.

2- من أهم معايير الاختيار القصة للطفل أن تكون مناسبة له، ويتم تحديد هذه المناسبة تبعاً لخصائص المرحلة العمرية، ومدى نمو قدرات الطفل العقلية فيها، حيث يتمكن من إدراك مضمون الخطاب الثقافي المحملة به القصة، وبالتالي يمكن للقصة أن تحقق الهدف منها، وهو مساعدة الطفل – من خلال المعارف والخبرات التي تقدمها له - على أن تسيطر على عالمه الداخلي، ويتحقق هذا من خلال الموضوعات التي تتناسب مع احتياجات الطفل، وخبراته السابقة، وحب استطلاعه وما يشغله من مآزم حياتية يبحث لها عن إجابات!

(من كتاب فن رواية القصة وقراءتها للأطفال)

د. كمال الدين حسين

1- إن الرأي العربي العام يفصح اليوم عن مولد وعي قوي وشعور جماعي، يهدف إلى أن يكون لنا أدب عربي الأداء والتعبير، شرقي الطابع والسمات، إنساني المنزع والمتجه، أدب تتجلى فيه نفسيتنا الخاصة، وتجربتنا الشخصية، واستجابتنا الذاتية للحياة والمجتمع في أصالة وعمق وبصيرة. والقصة في مقدمة الفنون الأدبية التي نحقق بها تلك الغاية الفضلى، في إطارها نعالج مشكلات الإنسانية بإيحاء متحرر مكين من عقليتنا وفلسفتنا، وبهداية قويمة مستمدة من وجداننا وروحنا.

(من كتاب "القصة في الأدب العربي" لمحمود تيمور)

1- "إن هناك كثيراً من الكتابات القصصية التي لم ينضو مؤلفوها في يوم من الأيام تحت لواء الحركة الإسلامية، يمكن أن يكون من القصص الإسلامي حتى ولو لم يقصدوا ذلك؟! وذلك نتيجة للمؤثرات الاجتماعية والثقافية والتاريخية التي يعيشون في رحابها.. إن آفاق القصة الإسلامية رحبة، وإنها تستطيع أن تخوض في شتى المجالات، وتتناول مختلف الموضوعات دون خوف، في إطار الرؤية الإسلامية أو قيم الإسلام ومبادئه، فالعبرة بالانطباع الأخير الذي تخلفه القصة، والهزة الروحية التي تبعثها في الإنسان، والتغيير الفكري والسلوكي! وليس مجرد وجود مشهد عاطفي، أو حركة نابية، أو كلمة خارجة، بمخرجة القصة الإسلامية من إسلاميتها؟! وإلا لما استطعنا أن ننتج أدباً إسلامياً حياً"

2- "طبعت بعض هذه الروايات "ليالي تركستان، عذراء جاكرتار، عمالقة الشمال" خمس عشرة طبعة، فإن لذلك دلالة كبيرة لا تخفى على أحد.. لقد أصبحت بعد هذه التجربة أشد إيماناً بأهمية القصة كسلاح للوعي والدعوة والتأثير واتخاذ المواقف الحاسمة، ولا شك أن تجاهل هذا الفن في الماضي كان خطأ كبيراً"

3- الالتزام عندنا نابع أولاً وأخيراً من قناعة ذاتية، وإيمان راسخ، وفهم شامل لطبيعة العقيدة؛ وأما الإلزام – وهو أمر قهري - فليس من طبيعة ديننا وفنوننا، فالإنسان ذو إرادة حرة، وله أن يفعل ما يشاء في إطار المسؤولية الشرعية، والقيم الإسلامية الرفيعة".

(تجربتي الذاتية في القصة الإسلامية)

د. نجيب الكيلاني

1- "القصص القرآني مسوق ليكون لأولي الألباب عبرة، وللنبي صلى الله عليه وسلم تقرير وتصديق، وللمؤمنين هدى ورحمة، وهو – إذ يساق للوصول إلى تلك الأغراض- ليس اختراعاً لأحداث، ولا تخيلاً لوقائع، ولا افتراء لحديث، إنه إنما يقوم على بعض أحداث التاريخ البشري على امتداده ليرى فيه إنسان اليوم صورته أو ما يمكن أن تكون عليه صورته".

(من كتاب البيان القصصي في القرآن الكريم / د. إبراهيم عوضين)

1- "اشتملت أمهات كتب الحديث المعتمدة، والتي أجمعت عليها الأمة الإسلامية بالقبول، ووصفوها بالصحة والتوثيق، اشتملت على نصوص قصصية كثيرة جداً، وهي نصوص تتفاوت طولاً وقصراً كما تتفاوت أيضاً في خطها من بروز العنصر القصصي وقربها من الاكتمال في البناء القصصي في أكثر مقوماته أو بعدها عن ذلك الاكتمال. إلا أن الشيء المؤكد أن النصوص ذات الخط القصصي الواضح ذات كفة راجحة في مجموعة النصوص القصصية التي أترعت بها مصادر الحديث النبوي الشريف"

2- لقد رسمت القصة النبوية كثيراً من النماذج الإنسانية التي حققت في واقعها الجانب القوي الخير الفاضل، ونستطيع أن نقول إن البطل الحقيقي في القصة النبوية، وبخاصة القصص التي تناولت الشخصية الإنسانية في قصص الماضي، هو ذلك الجانب الفذ في حياة الإنسان، البطل هو الموقف الذي يحقق فيه الإنسان سموه ورفعته، وانتصار الخير والفضيلة فيه، بالمعنى الشامل غير المحدود للخير والفضيلة"

(من كتاب القصص في الحديث النبوي / محمد بن حسن الزير)

1- "تختص القصة بإمكانات فذة، يستطيع الكاتب الإسلامي إذا أحسن استخدامها أن يقول جميع ما يود قوله، دون أن يثقل على القارئ، أو يشعره بالسأم والملل".

2- "إن القصة تختص بقدرتها أكثر من غيرها على التغلغل في أعماق النفس، والغوص في داخل الذات للكشف عن جوانب الشخصية القصصية".

3- إن القصة تظل عالماً رحباً، واسع الأرجاء، وأرضاً خصبة، تعطي أطيب الثمرات لمن يحسن استغلالها، واستثمار خيراتها؟! ويكفي أن نتذكر أن القصة تخاطب الإنسان في مختلف سني حياته، ويكفيها عزة وشرفاً أن تبوأت من كتاب الله أعظم منزلة"

(من كتاب الاتجاه الإسلامي في أعمال نجيب الكيلاني القصصية)

د. عبد الله بن صالح العريني

1- "الأقصوصة لون من الأدب يتميز بروح التطور وبمواكبة الحضارة الحديثة، إذ أنه اللون الوحيد القادر على هضم معطيات العصر واستيعاب مفاهيمه وإيصاله إلى الأوساط الثقافية والجماهير الشعبية بصور فنية، حيث تجد القبول الحسن، وتستطيع أن تؤثر في القلوب وأن تستسيغها الأذواق في سهولة ويسر"

(من كتاب القصة التونسية القصيرة، تأليف محمد الهادي العامري)

1- "إن كاتب القصة القصيرة المسلم يقوم بانتقاء الواقع واختيار أنبل ما فيه لأنه بإحساسه المرهف وروحه الشفافة يميز الخبيث من الطيب، ويقصد تقديم النماذج المشرقة وإظهار قيم العدل والتفاؤل والأمل في حياة إنسانية سامية، ولم يحل التزامها بالقيم والفضائل وسمو الهدف من إمكانها التفوق في التشكيل الجمالي والصياغة الفنية المناسبة، وبذلك يتحقق فيها جلال المضمون وجمال الشكل". (د. عبد الفتاح عثمان / مجلة الأدب الإسلامي، العدد 30/1422).