علي حسين الخباز .. وقفة تأمل !

حيدر الحدراوي

اسم على مسمى , الخباز يخبز الخبز , فيغذي به الاجسام , يمدها بالطاقة اللازمة لاستمرار الحياة , وديمومة حركتها , ليطرد بأرغفته اشد اعداء الانسان مراسا , واخطرهم فتكا , واكثرهم وحشية , ( الجوع ) ! .

خبازنا ليس من هذا النوع , وان كان يقوم بنفس العمل , حيث يخبز ارغفته لتغذي العقول والالباب , فتمدها بالطاقة الفكرية , والثراء العلمي الموضوعي , ليطرد عدوا لا يستهان به , وشرا مقيما , صعب مستصعب , متعنت عنيد ,( الجهل ) ! .    

نتاجاته استوقفتني للتأمل , فلاحظت امورا تندر ان تجتمع في شخص واحد , وامورا قد لا يلتفت اليها القارئ , او لا تنسجم لتتلاقي لدى المتابع , نذكر منها :

1-  غزارة الانتاج : يتميز الاديب الخباز بغزارة الانتاج , ما يحتاج الى تطويع الوقت وتسخيره او تنظيمه , بشكل يوافق الكتابة والنظر والاطلاع على المصادر , بالاضافة الى ما تسرقه وتهدره متطلبات الحياة والمعيشة من سويعات هو في امس الحاجة اليها , وتهدر ايضا وقت قرائه ومتابعيه , الذين هم في انتظار المزيد , توضيح , لو داهم الكاتب ظرف ما , يسرق عدة ساعات من وقته , فيتأخر انجازه للموضوع , ما يهدر وقت المتابع , ويعرقل عطاء القيم الانسانية  .

2-  تنوع الانتاج : من خلال نظرة سريعة في كتابات الاديب الخباز , نقف على لوحة فنية جمعت كل الالوان , بشكل متناسق ,  فسيفساء , بل حديقة تضم مختلف انواع الزهور , وتتمحور في محورين :

أ‌)       اسلامية : حيث اندرجت في :

أ-1- القران الكريم .

أ-2- اماكن ومراقد اسلامية .

أ-3- تاريخ اسلامي .

أ-4- شخصيات اسلامية .

ب‌)  ادبية : حيث تفرعت كتاباته في :

ب-1- قصة قصيرة .

ب-2- شعر .

ب-3- مسرحية .

ب-4- حوارات .

ب-5- انطباعات .

ب-6- مقالة .

ب-7- مواد اعلامية .   

3-  جودة المنتج : في محورين :

أ‌)       جودة من حيث الفكرة و المضمون : في هذا المحور تتميز كتابات الاديب الخباز بــ :

أ-1- فكرة جديدة هادفة .

أ-2- قضية هامة .

أ-3-  شأن عام .

ب‌)  جودة من ناحية الانشاء والتعبير : يتميز الاديب الخباز في هذا الشأن من عدة وجوه :

ب-1- سلاسة الاسلوب .

ب-2- انعدام استعمال الكلمات والمصطلحات التي تعسر على القارئ ( البسيط ) , اذا كان الموضوع اصلاحي تربوي .

ب-3- تدفق الكلمات والجمل , بشكل لطيف , لا يسبب الملل والضجر . 

4-  الابوة الادبية : للاديب رسالة , يحمل ويتحمل كافة مسئولياتها , فيكتب من ذلك المنطلق , املا ايصال رسالته الى اكثر ما يمكن من القراء , بأبسط صورة ممكنة , بأيجاز تارة , وبتفاصيل تارة اخرى , غير ان الاديب الخباز , لم يكتف بذلك , بل ذهب بعيدا , بشكل قلّ ان يكون او انعدم , فغمر بحنان أبوته بعضا من الكتاب المميزين , وركز بشكل ملفت للنظر على بعض النقاط في مواضيعهم المختارة , على هيئة انطباعات , ليست من منطلق الناقد البصير , بل من منطلق الاب الرحيم , فكان كفؤا لذلك , واهلا للمسئولية ! .   

5-  المربي والمصلح : يتبنى الخباز في نتاجاته دور المصلح  والمربي الفاضل , وبشكل ملحوظ , لا يحتاج الى كثير من الانتباه , ولعل من ابرز مواضيعه في هذا الشأن ( المخمور ) (  الصبية يقذفونه بالحجارة , وهو يضحكُ ... يضحك , لكنه , فجأة بكى , حين رأى بين الحشد , أطفاله الثلاثه ) .

6-  طريقة الطرح وتقديم المواضيع : يعتمد الاديب الخباز أسلوبين في عرض مواضيعه :

أ‌)       اسلوب مبسط ( خال من التعقيد ) : اذا كان موضوعه يطرح فكرة اخلاقية , او قيمة فاضلة , من شأنها استقطاب كثير من القراء , من مستويات ثقافية مختلفة , فلا يعسر عليهم المضمون , ولا يسبب لهم الملل والضجر .

ب‌)  اسلوب خاص ( معقد نوعا ما ) : يتبنى الاديب الخباز هذا الاسلوب عندما يتحدث عن موضوع ادبي محض , لا يفهمه الا ارباب الشأن . 

7-  صياغة المواضيع : يصوغ الاديب الخباز مواضيعه صياغة خاصة , حسب ما يقتضيه الموضوع من ايجاز  او استفاضة , ما يدل على جهد مثمر , ومن ثم ابداع مميز .

8-  القلب الطيب : طالما وان الاديب الخباز يتبنى اسلوب الاب و المصلح والمربي , فتبدو على كلماته ( كتاباته – تعليقاته ) طيبة وسعة القلب الكبير , فتدخل كلماته القلوب من غير استئذان , من غير كلفة او تكليف , او كما يقال ( ما يخرج من القلب , يصل الى القلب ) ! .

9-  كل موضوع من مواضيع الاديب الخباز , يحمل فكرة جديدة , تدل على التفاتة ذكية .

10-                     التعصب : كتابات ومواضيع الاديب الخباز خالية تماما من كل انواع التعصب والميول الغير لائقة بالاديب الحر النزيه .

11-                     الالفاظ البذيئة : تخلو كتابات الاديب الخباز من كافة الالفاظ البذيئة ( سب – شتم - تجريح .... الخ ) , ويترفع عنها ترفع الجبل الشامخ .

12-                     القيود : المتابع الحر يلتفت الى ان نتاجات بل وحتى تعليقات الاديب الخباز , لا تتقيد بقيود طائفية او قومية او غير ذلك , بل المهم لديه العطاء الادبي الهادف , بغض النظر عن هوية , او جنسية , او قومية او مذهب , او حتى سن الكاتب , وهذا ما يتيح له ان يكون ابا فاضلا بمعنى الكلمة .   

هناك الكثير من المميزات الاخرى في كتابات الاديب علي حسين الخباز , بعضا منها اغفلته , وبعضا لم ألحظه .

أيا كان الاديب فهو انسان , والانسان لابد له من هفوة , ولغرض تكامل الموضوع بذكر بعضا من هفوات الاديب , بالاضافة الى حسناته , فلم افلح بالعثور على شيئا منها , كوني متأملا ولست ناقدا , الا من عدة امور :

1-  اخطاء املائية : تكثر في عدة ومواضيع , وتنعدم في اخرى , قد يكون سببها ضيق الوقت , او الانشغال بموضوع اخر اثناء الكتابة .

2-  اخطاء اللغوية : تكاد تكون معدومة , الا انها موجودة , ربما بسبب العجلة , او السهو , او لاسباب اخرى .

3-  الفوارز وغيرها : من الملفت للنظر , ان الاديب الخباز , يقلل من استعمال الفوارز والحركات الاخرى , اما عمدا او سهوا .  

(ارجو عدم المؤاخذة في النقاط اعلاه , فجل ما يميز كتاباتي الشخصية الاخطاء الاملائية واللغوية , وكثرة الفوارز ).