رواية (كافر سبت) لعارف الحسينيّ

رواية (كافر سبت) لعارف الحسينيّ

موسى أبو دويح

صدرت الطّبعة الأولى من هذه الرّواية سنة 2012م عن دار الشّروق في عمّان وفي رام الله، في 208 صفحات من القطع المتوسط، بغلاف للفنّان الفلسطينيّ حسني رضوان.

أهدى المؤلّف روايته إلى كلّ من علّمه شيئًا في هذه الرّحلة، سواء عن قصد أو بالصّدفة، ولم يتمكّن من شكره. وقدّم لها بمقدّمة بيّن فيها انتقال الإنسان الفلسطينيّ البسيط من يوميات الثّورة والنّضال والصّمود والمقاومة، إلى يوميات السّلام الإجباريّ، والبحث عن لقمة العيش، والمصالح الشّخصيّة والوطنيّة، وسياسات الدّول المانحة في تعبيد الشّوارع، واستعباد من يسير عليها، وعلى الأخصّ في مدينة القدس؛ لأنّها قلب الصّراع. فالفلسطينيّ يحمل بين جنبيه شعورَ القهر المزمن من الاحتلال، أو الحسرةِ من الأشقاء، أو الوحشةِ من الغربة، أو اللجوءِِ، أو الاغتراب أو كلّها مجتمعة (من صفحة 8-9) بتصرف.

قسّم الكاتب روايته إلى أحد عشر فصلًا حملت العناوين التّالية: العهد القديم، السّرّ الإنكليزيّ، الماديّة، الثّورة، العدل، البئر، كافر سبت، الشّغف، الخوف، الكذبة، الطّاقة. وجاء كلّ فصل منها في حدود خمس عشرة صفحة، يزيد بعضها عن ذلك، أو يقلّ.

عنوان الكتاب أو اسمه (كافر سبت)، مأخوذ ممّن لا يصدّق ولا يؤمن بيوم السّبت، كبعض المسلمين أو النّصارى، الّذين يقومون ببعض الأعمال الّتي يحرم على يهود- في نظرهم- القيام بها في يوم السّبت، فيحتالون على ذلك، بتوظيف غير يهوديّ للقيام بذلك، ظانّين أنّهم نجوا من المخالفة ومن حرمة السّبت عندهم، وهم في الحقيقة كما قال الله تعالى:(يخادعون الله، وما يخدعون إلا أنفسهم).

حرف الطّباعة الّذي طبع به الكتاب حرف واضح وجميل ومقروء بسهولة، وورق الكتاب جيّد، وهذه ميّزة، قلّما نجدها عند دور النّشر في هذه الأيّام.

الرّواية باللّغة العربيّة الفصيحة في أكثرها، وبعضها بلغة عاميّة، بلهجة أهل مدينة القدس. وهي تصور الحياة في مدينة القدس بعد نكسة 1967م، وعلى الأخصّ بعد الانتفاضة الأولى عام 1987م، والانتفاضة الثّانية، أو انتفاضة الأقصى عام 2000م؛ وسببها زيارة شارون رئيس وزراء إسرائيل وقتها، ودخوله إلى ساحات المسجد الأقصى. تصوّر حياة العمّال الّذين يسعون لكسب لقمة العيش لهم ولأطفالهم ولذويهم، وما يلاقونه من مرارة وضنك، وغطرسة من يهود، في سبيل الحصول على اللّقمة المغموسة بالدّم كما يقال.

الرّواية جيّدة وتستحقّ القراءة، وهي تستحثّ القارئ على متابعة القراءة، وأعجبت بقلّة الأخطاء في بداية الرّواية، إلّا أنّني –وبعد أن انتهيت من قراءتها- غيّرت رأيي، وذلك أنّني وجدت فيها من الأخطاء الإملائيّة والنّحويّة ما لا يجوز صدوره عن كاتب يحترم نفسه، ولو كان مبتدئًا، وإن كان كثير من الكُتّاب في هذه الأيّام لا يحترمون الكتابة ولا يحترمون أنفسهم.

وأمّا الأخطاء الّتي وقفت عليها في الرّواية فمنها:

1.   في صفحة (7): (أواسط الثّمانينيّات) والصّحيح الثّمانينات، لأنّ مفردها ثمانين وجمعها ثمانينات.

2.   في صفحة (15): (والبرغماتيين) والصّحيح البراغماتيين بوضع ألف بعد الرّاء.

3.   في صفحة (16): (وفي نهاية ثلاثينيّات القرن) والصّحيح ثلاثينات كثمانينات السّابقة في صفحة 7.

4. في صفحة (17): (هادا الولد ستّو تركيّة وبطلعلوا يحمل هالاسم) والصّحيح بطلعلو بدون ألف بعد الواو؛لأنّ هذه الواو ليست واو الجماعة.

5. في صفحة (19): (الأخوات التّسعة) والصّحيح التّسع؛ لأنّ المعدود أخت وهي مؤنّث، فيجب أن يكون العدد مذكرًا.  

6. في صفحة (27): (لأنّهم هم نفسهم) والصّحيح أنفسهم؛ لأنّ نفس وعين في التّوكيد تجمعان على أنفس وأعين، فنقول: هم أنفسهم وهم أعينهم.

7. في صفحة (28): (دام العزّ له ولأبنائه سنوات طوال) والصّحيح طوالًا؛ لأنّها نعت منصوب لسنوات. وفيها (في بداية السّبعينيّات) والصّحيح السّبعينات كثلاثينات وثمانينات السّابقة.

8.   في صفحة (36): (صحيحًا لا تكسر ومكسور لا تأكل) والصّحيح ومكسورًا، ما دام قال صحيحًا؛ لأنّها معطوفة عليها.

9.   في صفحة (48): (أشتري السّحاحيب والأزرار) والصّحيح السّحّابات؛ لأنّ المفرد سحّاب وجمعه سحّابات. 

10.  في صفحة (55): (حين تفهم أنّه قدرَها) حيث وُضعت على الرّاء فتحة؛ والصّحيح أن يضع بدلها ضمة؛ لأنّها خبر إنّ مرفوع.

11.  في صفحة (63): (رحم الله امرءٍ عرف قدر نفسه) والصحيح امرَأً بكتابة الهمزة على ألف بعد الرّاء وهي منصوبة. واعلم أنّ حركة الرّاء في هذه الكلمة تتبع حركة الهمزة، فنقول: (هذا امرُؤٌ)، (رأيت امرَأً)، و(سلمت على امرِئٍ). ففي حالة الرّفع تكتب الهمزة على واو، وفي حالة النّصب تكتب على ألف قائمة، وفي حالة الجرّ تكتب الهمزة على ياء.

12.  في صفحة (65): (صباح أحد أيّام الشّتاء المقدسيّ القارص) والصّحيح أن تكتب القارس بالسّين، وإن كان لفظها بالصّاد.

13.     في صفحة (69): (من كثر غيظي) والصّحيح من كثرة غيظي، بزيادة تاء مربوطة على كثر.

14.     في صفحة (70): (وبما أنّ لقمة العيش صعبةُ) والصّحيح صعبةٌ بتنوين الضمّ لا بالضمة.

15.  في صفحة (72): (وفرق كرة القدم الّتي كنت لاعب دفاع رئيسيّ في أحدها) والصّحيح لاعب دفاع رئيسًا؛ لأنّها نعت للّاعب وليس لدفاع. وكذلك في إحداها بدل أحدها؛ لأنّ فرق مؤنّثة ومفردها فرقة مؤنث أيضًا. وفيها في الهامش (هذا الحائط هو ما من بقايا حائط الهيكل) والصّحيح هو من بقايا، بحذف ما.  

16.  في صفحة (76): (جاءوا إلى القدس هاربين من أخذ أباهم إلى الحرب) والصّحيح جاؤوا إلى القدس هاربين من أخذ أبيهم إلى الحرب. وذلك بكتابة الهمزة في جاؤوا على واو، وجرّ أبيهم بالياء لأنّها مضاف إليه.

17.  في صفحة (81): (ما لم تكون هناك مصلحة) والصّحيح ما لم تكن؛ لأنّ الواو تحذف هنا لالتقاء السّاكنين على الواو وعلى النّون.

18.  في صفحة (91): (ليصبح تاجر آثار غنيّ ومشهور) والصّحيح غنيًّا ومشهورًا؛ لأنّهما نعتان منصوبان لكلمة تاجر الّتي هي خبر منصوب لأصبح.

19.  في صفحة (93): (تسلية الأزواج بصنع الأولاد أوقات الحشّرة في البيت) والصّحيح الحشرة بدون شدة على حرف الشّين.

20.     في صفحة (96): (وقد كنّا نحن المسلمون) والصّحيح المسلمين لأنّها منصوبة على الاختصاص، أي أعني أو أخصّ المسلمين. وفيها (وكنَّ وللأسف يثقون به) والصّحيح يَثِقْنَ به؛ لأنّ الفعل المضارع إذا اتصلت به نون النّسوة بني على السّكون.              

21.     في صفحة (97): (ربّما يكون منتفع) والصّحيح منتفعًا؛ لأنّها خبر يكون منصوب.

22.  في صفحة (100): (وكأنّني كلبًا أجربٌ) والصّحيح وكأنني كلبٌ أجربُ؛ لأنّ كلب خبر كأنّ مرفوع، وأجرب ممنوعة من الصّرف لا تنون لأنّها صفة على وزن أفعل الّذي مؤنثه فعلاء.                        

23.  في صفحة (108): (ليرفعهم زملاءهم) والصّحيح زملاؤهم؛ أي تكتب الهمزة على واو لأنّها فاعل مرفوع. وفيها (طيب كيف ما لقو السّلاح) والصّحيح ان تكتب ألف بعد الواو، ولو كانت بالعامية.

24.  في صفحة (118): (الكلّ يعمل فيها: ذكور وإناث) والصّحيح ذكورًا وإناثًا؛ أي كانوا ذكورًا أو إناثًا.

25.  في صفحة (125): (لم أعلم أنّ الطّعام عندهم مقسّمًا) والصّحيح مقسّمٌ؛ لأنّها خبر أنّ مرفوع. وفيها (الحلبيّ والبصريّ) والأحسن الحليبيّ واللّحميّ أو (البصاريّ) بالعبريّة.    

26.  في صفحة (126): (وكان يحمل في يده إبريقًا أحمرًا) والصّحيح أحمرَ بدون تنوين لأنّها ممنوعة من الصّرف لأنّها صفة على وزن أفعل الّذي مؤنثه فعلاء.

27.  في صفحة (134): (يبحث عن عمل ومكانًا ينام فيه) والصّحيح ومكانٍ لأنّها معطوفة على كلمة عمل المجرورة.

28.  في صفحة (137): (قبل أن يتعرّفون إلى أبواب شققهم) والصّحيح أن يتعرفوا على أبواب شققهم؛ لأنّ الفعل منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النّون. ونقول: تعرّف على ولا نقول تعرّف إلى.             

29.  في صفحة (138): (تقصد أسمهان) وأظنّ أنّ الصّحيح تقصد (ليلى مراد) وليست أسمهان؛ لأنّ أسمهان درزيّة وليلى مراد يهوديّة.

30.     في صفحة (142): كان يحسن بالكاتب أن يكتب في الهامش –عندما عرّف موديعين- اسمها العربيّ وهو (بير إمّاعين).

31.  في صفحة (148): (كان للكاتب الشّهير أثرًا كبيرًا) والصّحيح أثرٌ كبيرٌ؛ لأنّها اسم كان مرفوع ونعته مرفوع أيضًا.

32.  في صفحة (150): (كان أحد جيراننا مغرومًا) والصّحيح مغرمًا بحذف الواو. وفيها (يبدأ كلّ واحد بالختيار وينتهي بالأص) والأحسن بالملك والواحد.

33.     في صفحة (161): (وبما أنّه أكبر إخواته) والصّحيح إخوانه.

34.  في صفحة (164): (حاول عصام جهده ولكنّه لم ينجح بذلك، وأنا،) والأحسن أن يقول: وحاولت أنا أيضًا ولم أنجح.

35.  في صفحة (171): (أن يخيطن تنانير) والصّحيح أن يخطْنَ؛ لأنّ الفعل المضارع إذا اتصلت به نون النّسوة يبنى على السّكون، وتحذف الياء هنا لالتقاء السّاكنين؛ لأنّها ساكنة والطّاء بعدها ساكنة.

36.  في صفحة (174): (أحمل بيدي إصيصًا أحمرًا) والصّحيح أحمرَ بدون تنوين؛ لأنّها ممنوعة من الصّرف. وفي الهامش: (والّتي لم يجد لها حلّ) والصّحيح حلا؛ لأنّها مفعول به منصوب.

37.  في صفحة (175): (بسبب القوّة والعنفوان والكرامة الّتي يخرجن مع كلّ كلمة أنطقها) والصّحيح الّتي تخرج.

38.     في صفحة (177): (ووصل الأرحام) والصّحيح وصلة الأرحام؛ لأنّها هي المصطلح الفقهيّ.

39.  في صفحة (178): (في الثّانية عشر من عمري) والصّحيح في الثّانية عشْرَةَ. وفيها في السّطر الأخير: (صمتَّ لحظة) والصّحيح صمتَ لحظة بدون شدّة.

40.     في صفحة (179): (يا بنييّ) والصّحيح يا بُنَيَّ بياء واحدة مشدّدة لا بياءين.

41.     في صفحة (180): (الثّمانينيّات) والصّحيح الثّمانينات كما مرّ.

42.     في صفحة (181): (بس إللي بتحكيي) والصّحيح بس إللي بتحكيه، بكتابة هاء بدل الياء الثّانية.

43.     في صفحة (182): (أن يكذب عليه الآخرين) والصّحيح الآخرون؛ لأنّها فاعل مرفوع.

44.  في صفحة (186): (شركة بيع المكنسات الكهربائيّة) والصّحيح المكانس؛ لأنّها الجمع الفصيح وكذلك العاميّ لكلمة مكنسة.             

45.     وكذلك في صفحة (187): (بائع مكنسات) والصّحيح مكانس.

46.  في صفحة (188): (ولها شطرين) والصّحيح شطران؛ لأنّها مبتدأ مرفوع بالألف. وفيها (ولا يريد إعطاؤنا) والصّحيح إعطاءنا، بكتابة الهمزة منفردة لا على واو.

47.     في صفحة (192): (وأنا لم أكمل السّابعة عشر ربيعًا) والصّحيح لم أكمل سبعةَ عشَرَ ربيعًا.

48.  في صفحة (195): (مثل قضية حاييم رامون ويتسحاك مردخاي الوزراء السّابقون، اللذين تمّ إقصائهما) والصّحيح الوزيريْنِ السّابقَينِ، اللّذين تمّ إقصاؤهما بكتابة الهمزة على واو لا على نبرة. 

49.     في صفحة (196): (عمرك سبعة عشر سنة) والصّحيح سبعة عشر عامًا أو سبعَ عشْرَةَ سنةً.

50.  في صفحة (197): (البِرّ بعد الغارة) والصّحيح البِرّ عند الغارة؛ وهي أن تطعم الحصان قبل الغارة بوقت قصير، وهذا لا ينفع عند الغارة، بل الأصل أن تطعمه قبل الغارة بزمن حتّى يقوى ويشتدّ وتغير به على الأعداء. 

51.  في صفحة (200): (دون أن أحبُها) والصّحيح دون أن أحبَّها بوضع شدّة وفتحة على الباء بدل الضّمّة. وفيها (يكون لقائُنا) والصّحيح لقاؤنا بكتابة الهمزة على واو لا على نبرة.

52.  في صفحة (204): (كان هناك شابًا فقيرًا) والصّحيح شابٌّ فقيرٌ؛ لأنّها اسم كان ونعته. وفيها (وأنت تعرف أنّ لكلّ غنيّ قصر وسيّارة وكلب للحراسة) والصّحيح قصرًا وسيّارةً وكلبًا للحراسة؛ لأنَّ قصرًا هي اسم أنّ منصوب، و(كلبًا) معطوفة على قصرًا وسيارةً.            

53.  في صفحة (207): (وتكبّر لم أرى مثله) والصّحيح لم أرَ بحذف الألف؛ لأنّ الفعل مجزوم بلم، وعلامة جزمه حذف حرف العلّة.

هذه هي بعض الأخطاء التي وقع عليها نظري من القراءة الأولى،ولا شكّ أنّ هناك اخطاءً غيرها، ومثل هذه الأخطاء مستغربة على كاتبنا عارف الحسينيّ.