منطق اللامعقول في الرواية العربية الحديثة

"منطق اللامعقول في الرواية العربية الحديثة"

إصدار جديد للتنوخي للنشر

 

صدر عن التنوخي للنشر دراسة بعنوان "منطِق اللامعقول في الرواية العربية

الحديثة - رواية الدراويش أنموذجًا" للكاتب التونسي عبدالدائم

السولاميكتاب من 118 صفحة تزين غلافه لوحة للفنانة التشكيلية المغربية

سميشة البشيري حيث نفرا على ظهر الغلاف:

(اللامعقول مفهومٌ تصنيفيّ يُكوّن، متى تحقَّقَ في النصّ، جهازا تنظيميّا

يحكم مجموعةً من المفاهيمِ ويُظَلِّلُها بظِلالِه الإيحائيّةِ، بل هو

مفهومٌ أصلٌ يتوزّع إلى عدّةِ مفاهيمَ فرعيّةٍ لكلِّ واحدٍ منها خصوصيتُه

في سياقِ استعمالٍ مَّا يختلِفُ بها عن دلالَةِ غيرِه في نفسِ السياقِ،

ولكنّ هذه المفاهيمَ الفرعيّةَ المفردةَ تتآلف في سياق استعمالٍ لها

أوسعَ لِتُفيدَ الإنْباءَ بدلالةٍ شاملةٍ هي ما نسمّيه "اللاّمعقول" في

الأدب والفنّ وباقي مناشط الفكر. وحتّى نُعَلِّلَ شموليةَ مفهومِ

اللامعقولِ، نُضيفُ قولَنا إنّه مفهومٌ ذو منطِقٌ يُحوِّطُ كلَّ ما

يخرُجُ عن المُتعارَفِ عليه من أشراط السلوك الاجتماعيّ والأخلاقيّ

والثقافيّ بين أفرادِ مجموعةٍ بشريّةٍ مَّا، ومن كيفيّةِ نظرتهم إلى حالِ

الأفضيةِ المكانية والزمانيّة وهيئات الكائنات والأشياء ووظائفِها

عندَهم. ذلك أنّ في اللامعقول لا تكون الأشياءُ والكائنات إلاّ مخالفةً

لقوانين الفكر ومنطِقه حالاً وأفعالاً وأقوالاً، حيث تنشأ بينها علاقات

غير معهودة لا تخضع لمبادئ الفطرة السليمة المألوفة، بل تجعلها هي غيرُها

في نفس الوقت دون التزامٍ منها بمبدإ الهُويّة المعروف، لا، بل هي تُشوّش

تلك العلاقاتِ لتؤسّسَ لمنطق فنّي جديد يحكُم حضورَها وفق نِظاميّةٍ في

التشكُّلِ يُمْكن تبيُّنُها في النصوصِ، وهي نظاميةٌ قادرة على الارتقاء

باللامعقول إلى صنفِ الجِنس الدَّلاليِّ. ويبدو أنّ بلاغةَ هذا المنطِقِ

الفنيِّ الجديد وتحرُّرَه من بلاغةِ المنطق العقليّ هي التي أكسبت

اللاّمعقول صفةَ التقنية السردية الناجعةِ التي مالَ إليها كثيرٌ من

الروائيّين العرب يستعملونَها جِسْرًا للعبورِ من توصيفِ الواقعِ

المرْجِعِ إلى توصيفِ الواقعِ المتخيَّلِ عبر ما تُبيح لهم من حريّة في

صَوغِ شكل المعنى ومادّتِه في إطارِ ما انخرطوا فيه من موجةِ التجريبِ

السرديِّ.)