الأرنب المفقود لرفيقة عثمان

موسى أبو دويح

كتبت رفيقة عثمان قصّة مصوّرة للأطفال بعنوان الأرنب المفقود.

بطل القصّة الطّفل وليد الّذي تكوّنت بينه وبين الأرنب الأب صداقة حميمة، وبقيّة شخوص القصّة الأب والأمّ والأخ نبيل والأختان هديل وأسيل. ونلاحظ هنا أنّ أسماء الأولاد ذكورًا وإناثا جاء على وزن (فعيل) وهو من المشتقات صفة مشبّهة، وهو اسم له جرس وقعه على الأذن جميل.

وأمّا مجموعة الأرانب فهي الأرنب الذّكر الّذي سمّته الكاتبة (أرنوب) وأنثاه وأولادهما الصّغار.

القصّة مصوّرة، وصورها واضحة معبّرة، يستطيع الطّفل الّذي بلغ ثلاثة أعوام أن يتعرّف عليها بسهولة.

حاولت الكاتبة أن تعالج موضوع الموت بالنّسبة للأطفال، وأستطيع أن أقول إنّها نجحت في معالجتها للموضوع، حيث بيّنت أنّ الجميع حزن لموت (أرنوب)، وبخاصّة وليد الّذي حزن عليه كثيرًا، وبكى وسالت دموعه على خدّيه، ولم يصدّق ما رأته عيناه، حتّى سأل أباه فأخبره أنّ الميت لا يعود. والحزن والبكاء على الميت أمران مشروعان، ومن شأنهما أن يخفّفا من وقع المصيبة. ودليل مشروعيتهما قول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم عند وفاة ولده إبراهيم: إنّ القلب ليحزنَ وإنّ العين لتدمعَ، ولا نقول إلا ما يرضي ربّنا، وإنّا على فراقك يا ابراهيمُ لمحزونون.

وعالجت مسألة العزاء وتخفيف المصاب بقولها: "تجمّع الأصدقاء والأحبّاء حول وليد وأمّه وأبيه، وحول عائلة الأرانب؛ لمواساتهم بفقدان أرنوب المحبوب" صفحة 20. فمجئ المعزّين بعد دفن الميت لبيت العزاء يخفّف كثيرًا من هول المصيبة، ويقلّل من ألم الفراق. وتطرح أثناء العزاء أمور تنسي النّاس الموت وتبعد آلامه وأحزانه عنهم.  فكلّ شئ يبدأ صغيرًا ثمّ يكبر، إلا المصيبة فإنّها تبدأ كبيرة ثمّ تصغر، حتّى يطويها النّسيان.

لغة القصّة واضحة سهلة تناسب الأطفال الصّغار حتّى دون الخامسة وتشكيل الكلمات جاء جيّدًا وخاليا من الأخطاء إلا:

1.      في صفحة 2 (لينامُ في أمان)، والصّحيح لينامَ فعل مضارع منصوب بلام التّعليل أو لام كي.

2.  في صفحة 12 (فرافق أمّه وأباه وأخته وأخاه)، والأحسن وأختيه وأخاه؛ لأنّ الصّورة تظهر أختين ثنتين لا أختا واحدة.

وختامًا القصّة هادفة ومعبّرة وتعلّم الأطفال كيف يستقبلون موت الأحباب، وتعالج مسألة يتهرّب منها كثير من النّاس.