قراءة في قصائد الشاعر بدل رفو المزوري

تصرخ القصيدة لا للإرهاب

بدل رفو المزوري

[email protected]

النمساغراتس

سعيد جردو مطو

شنكال

عدم الاتفاق على تعريف محدد للإرهاب فأنني أشبهه بنبتة خبيثة تستهدف شجرة الإنسانية المباركة وتحاول يائسة وقف نموها .ولتشابك المصالح والأجندات إضافة الى تصفية الحسابات في عراق مابعد السقوط فقد وجدت تلك النبتة ولو مؤقتاً مرتعاً خصباً للنمو فخلفت من الماسي والفواجع مايندى له جبين التاريخ خجلاً مما حدى بالعديد من اصحاب الضمائر الحية والحس الإنساني المرهف من الكتاب والشعراء الى ان يشمروا عن سواعدهم متحدين الارهاب بكل صوره داعين في كتاباتهم وقصائدهم الى اقتلاع جذوره وغلق جميع المنافذ بوجه رياحه المسمومة وقد اثمرت نتاجاتهم عن وعي انساني خلاق يرفض الارهاب جملة وتفصيلا وتحت اي مسمى كان . بدل رفو المزوري  احد اولئك الشعراء اللذين ابدعوا ايما ابداع في نظم قصائد تدخل القلوب دون استئذان يفضح فيها الارهاب  المقيت واصفا اياه بالضباب القاتم الذي سينقشع صاغراً امام الاشراقة البهية للانسانية الحالمة بغد افضل .

في قصيدة ((وطن اسمه افيفان)) يحذر الاجيال من شرور الارهاب التي تستهدف اغتيال المعاني السامية للانسانية فيقول:

((افيفان الصغيرة

بين الصغار والعاب الاطفال

صغيرة بنقاء روحها

وكبيرة في ثنايا التاريخ

تاريخ نسجته انامل الارهاب

فللارهاب يا احلى الاوطان

معان تقتلع الروح

وتوصد دروب الرب))

وفي مقطع اخر من نفس القصيدة يفضح الأفاقين ،الدجالين ،المشعوذين، اللذين يتسترون بغطاء الدين والدين منهم براء اولئك ينفثون سمومهم المميتة في اجساد الاطفال ورياض الزهور  ويسفكون دم العشاق ويسحقون كل ماهو جميل :

((حين تدمي وجه الشمس

بدموع التماسيح القاتلة

وتبارز وجه الرب

بسجادة طرزت

بعبرات الغدر

وترحل في عمق سكين مسموم

حينها يسفك دم عاشق))

وفي قصيدة اخرى له بعنوان ((الموصل احلى مدن التاريخ)) يرتجف القلم بين انامله التي تتمنى القبض على حفنة من تراب الموصل مرتع طفولته وصباه وشبابه تلك المدينة التي تركها مجبراً اسيرة بين اكف عفاريت بشعة حيناً من الزمن  يقول في قصيدته:

((لك ياصباحات الموصل الحزينة

ياعشق الازمنة المتكسرة

في عمق عيون الغيد الحسان

اما زالت شوارعك تكتظ  بالعشاق

وتغفين على اكف العفاريت البشعة ))

وفي قصيدة ((الارجوحة)) التي اهداها الى ارواح الشهداء من الاطفال اللذين سقطوا ضحايا للارهاب البشع في فاجعة الاول من شباط عام (2004) في هولير الحبيبة يعزف على وتر الضمير الانساني ويظهر في صورة شعرية حزينة احدى ماسي الارهاب المقيت (( في اول ايام عيد مقدس

لشعب جبلي

ارجوحة صغيرة

تجهش بالبكاء المرير

مالك تبكين ياصغيرتي

ياحلم طفولتي ؟

فاجابتني بحزن يناطح عبرات العيون

أ أنت غريب عن الديار؟

اين اصدقائي الصغار))

تحدي الشاعر لجبروت الطغاة وخفافيش الظلام يظهر جلياً في قصيدته((كوردستان في القلب)) اذ يصرخ بوجه اعداء الانسانية اللذين يوجهون سهامهم المسمومة لصدر حبيبته (كوردستان) منذ بدا التاريخ وحتى يومنا هذا معلنا حتمية النصر  لعشاق الحرية على مصاصي الدماء:

((ستظلين الحبيبة ابداً

ان احرقت الديار

وذبح الربيع

فالفؤاد ماوى

وان نزف الجرح

فسنرقص على شفاهه

اماه !يااماه

هاهي كوردستان اغنية الزمن

وهاهو صنوبر زاويتة

يناطح السماوات السامقة

وكَارا يردد مواويل النصر))

وفي قصيدة ((صورة جريحة)) يرى غداً افضل في اشراقة فتاة حسناء رغم الجروح النازفة للانسانية التي تاوهت كثيراً من طعون الارهاب الغادر

((عصر جريح يتأوه

موجة ضباب قاتم

واهاته ملائ بالقروح

وفاتنة حسناء

والحسناء

قبلة بشرى الحرية

والبقاء))

وعندما احرقت قصائد بوشكين ومعها ثقافات مختلف الامم والشعوب على ارصفة شارع المتنبي ببغداد الحبيبة اثر الهجمة الثانية للهولاكويين الاشرار صرخ الشاعر ((خفافيش الليل

عرابيد الازمنة الجريحة

يلهون ويتراقصون

صوب الغدر القادم

من مملكة الظلام)).

                

القصائد من ديوان الشاعر(وطن اسمه آفيفان)الصادر عن مؤسسة السندباد في مصرـالقاهرة،عام 2009