هكذا الرّوايات لولا ما فيها من غريب الكلمات

هكذا الرّوايات لولا ما فيها من غريب الكلمات:

عامّيّة وعلميّة

رواية وراء الفردوس لمنصورة عزّ الدّين

موسى أبو دويح

صدرت رواية (وراء الفردوس) لمنصورة عزّ الدّين في طبعتها الثّانية عن دار العين للنّشر في القاهرة سنة 2009م في 222صفحة من القطع المتوسط.

أهدت الكاتبة روايتها إلى روح أمّها وإلى ياسر ونادين. وقسّمتها إلى (12) رقما متسلسلا. ومكان الرّواية صعيد مصر وزمانها أواخر القرن العشرين، وشخوصها كثيرون متعدّدون.

وصفت الرّواية حياة المصرييّن في الرّيف وصفًا دقيقًا وصادقًا  وواضحًا،  فوصفت بيوتهم وفراشهم، وطعامهم وشرابهم ولباسهم، ومعتقداتِهم وأساطيرَهم وحكاياتِهم، وعلاقاتِهم وجميعَ أحوالِهم. وصفت الإنسان والحيوان والنبات والجماد، وصفًا يحسّ كلّ من يقرؤه أنّه ماثل بين يديه، وقائم أمام ناظريه، أو كأنّه مسلسل تلفزيونيّ ينظر إليه بأمّ عينيه.

تقول الكاتبة عن موت صابر الّذي شبك جلبابه في سير الخلّاط، الّذي سحبه في ثانية وأدخل جسده في مفرمته. وأرجع الفلّاحون سبب ذلك إلى أنّ أصحاب المصنع لم يقدّموا له دماء بشريّة، قربانًا من أجل استمرار مصانعهم. وهذا يذكّر بقصة عروس النّيل عند المصرييّن القدماء؛ حيث كانوا يقدّمون أجمل الفتيات للنّيل حتّى يجري إليهم بغزارة. جاء في البداية والنّهاية لابن كثير: (لمّا فتح عمرو بن العاص -رضي الله عنه- أرض مصر وجد المصرييّن يقومون بإلقاء فتاة عذراءكلّ عام في النّيل فمنعهم تلك السّنة من رمي الفتاة. فأرسل عمرُو بن العاص إلى عمر بنالخطاب أمير المؤمنين رسالة يستفسر فيها عمّا يفعل، فردّ أمير المؤمنين برسالة وأمرعَمْرًًا أن يرميها في النّيل. فتح عمرٌو الرّسالة فوجد فيها (من عبد الله عمرَ أميرالمؤمنين إلى نيل مصر، أمّا بعد فإن كنت تجري من قبلك فلا تجرِ، وإن كان اللهالواحد القهّار هو الّذي يجريك فنسأل الله أن يجريك). وفاض النّيل تلكالسّنة.

وذكرت الكاتبة قصّة الشّيخ الأعمى الّذي كان حريصًا على أن يهدي (رزق) النصرانيّ إلى الإسلام حتّى يفوز بالأجر الكبير والثّواب الجزيل. وتذكر البعوض الذي يمصّ الدّماء وينقل الأمراض، والّذي يسمّيه المصريّون بالنّاموس، أو النّاموس الشّرس.

وتبيّن كيف ينظر أهل الصّعيد للمرأة فتقول في صفحة 151:(لدرجة أنّ رشيد حين رغب في الزّواج من ابنتها ثريّا، رفضت أمّه بشدّة في البداية بسبب أن "بيتهم ممشياه مره" أي (تسيّره امرأة) (وشورة الحريم تجيب الفقر!).

أمّا ما جاء في الرّواية من غريب الألفاظ فمثل: الشّكمان، الإفريز، الشّبّورة، الطّفّاشة، الكوليه البراق، السّاكركير، كرزايا، أنا في حالةdejavu  دائمة، شجرة البونسياتا، الشّكائر، وكثير غيرها.

أمّا ما جاء في الكتاب من أخطاء فمثل:

صفحة 13:(الّتي كانتها واعتادت أن تكونها) والصّحيح: كانت إيّاها واعتادت أن تكون إيّاها.

صفحة 24:(حتّى تُشفي) وفي صفحة 25:(بعدما شُفيت نظلة) والصّحيح: حتّى تشفى وبعدما شفيت.

وفي صفحة 25 أيضًا:(سامحها وعفي عنها) والصّحيح وعفا عنها.

وفي صفحة 36:(وأنّهما لم تَعُدا نفس الشخصيّتين) والصّحيح لم تعودا الشّخصيّتين نفسَيْهِما.

وفي صفحة 42:(ويملؤون المقاطف بالكواريك) والصّحيح بالكريكات.

وفي صفحة 48:(من دون أن يجرؤا) والصّحيح يجرءا أو يجرآ.

وفي صفحة 51:(كي لا تتوه منها في الزّحام) والصّحيح تتيه.

وفي صفحة 74:(به أكثر من ميكي ماوس أصغر في الحجم يكوّنون دائرة) والأحسن تكوّن دائرة.

وفي صفحة 106 و108:(من السّبعينيّات)، (من طفلة الثمانينيّات) والصّحيح من السّبعينات والثّمانينات.

وفي صفحة 108:(ويؤجرّها منهم أصحاب المصانع) والصّحيح ويستأجرها.

وفي صفحة 139:(وما صلبوه وما شنقوه ولكن شبّه لهم) والصّحيح وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبّه لهم (النساء الاية 157).

وفي صفحة 146:(شبكت النّيران)، وفي صفحة 157أيضًا والصّحيح وشبّت النّيران.

وفي صفحة 160:(بسذاجة سنوات عمرها السّبعة عشر) والصّحيح السّبع عشرة سنة.

ومع كلّ هذا فالرّواية رواية بحقّ، وتستحقّ القراءة؛ لأنّها تعطي صورة واضحة عن ريف مصر.