أخلاقيات الصحافة ... جريدة المدى نموذجاً

أخلاقيات الصحافة ...

جريدة المدى نموذجاً

د. موفق زيباري

[email protected]

لأية مهنة مباديء وأخلاقيات تجب مراعاتها, وهذا ينطبق على الصحافة والإعلام. لكن الغريب في الأمر أن الذين يعرفون هذه المباديء والأخلاقيات والمسؤوليات أنفسهم يخلطون بينها وبين حرية الصحافة.

إن هناك علاقة متينة بين حرية الصحافة ومسؤوليتها ، تجعل هذه الحرية ليست مطلقة بل تحدها حريات الآخرين .وإذا كانت الصحافة ابنة المجتمع فانها لابد أن تقوم بدورها في خدمة المجتمع، وان تلتزم بمسؤوليتها نحوه؛ لأن الحرية التي لا تقترن بالمسؤولية تقود إلى تحريف الحقائق وإلى انتهاكات أخرى لحقوق الأفراد وحقوق المجتمع ، غير أنه إذا انعدمت الحرية استحالت ممارسة المسؤولية.

إن من أهم تطبيقات النظرية التي تشرح علاقة حرية الصحافة بمسؤوليتها هو عدم الانحياز لجهة معينة والكتابة بموضوعية ومنهجية بعيداً عن العواطف والمجاملات و السب والقذف والتشهير بالآخرين، أما نشر معلومات خطيرة عن شخصية أو جهة معينة فيجب أن يمتلك الناشر الدليل على كلامه لأن هناك قوانين وأنظمة تعطي للمتضرر حق المقاضاة.

ولا أريد الإطالة كي أعود إلى عنوان المقالة، والذي أشرت فيه إلى جريدة المدى التي لفتت نظري إحدى المقالات المنشورة على صفحاتها، والتي نالت من نائب رئيس الجمهورية السيد طارق الهاشمي بأسلوب غير لائق، وعلى افتراض أن الكاتب حر في ما يكتب، فكيف سمحت رئاسة تحرير الجريدة بنشر مثل هكذا تفاهات غير مستندة إلى أي أساس من المنطق!، بل وتفتقر إلى ألف ياء أخلاقيات الصحافة التي لا يمكن أن تمر من خلالها مادة يبدو أن كاتبها (ابن سوك) يطلق للسانه العنان دون حساب، (مع احترامي للكادحين كاسبي لقمة العيش بشرف الجهد وعرق الجبين). وأنا أدعو مكتب السيد طارق الهاشمي إلى استعمال حق الرد والمقاضاة ضد صحيفة المدى لأن ما ورد تشهير لا يستند إلى أساس أخلاقي أو قانوني أو منطقي .

وختاما "'‏أقسم بالله العظيم أن أحافظ علي شرف المهنة‏....‏ والله ما علي ما أقول شهيد‏'.‏هذا هو جزء من القسم الرسمي الذي يردده الصحفيون عندما يلتحقون رسميا بعضوية نقابة الصحفيين‏.‏