نقد ووجهة نظر

عامر حسين زردة

قال جرير:

1 إن العيون التي في طرفها حور

قتلننا ثم لم يحيين قتلانا

2 يصرعن ذا اللب حتى لاحراك به

وهن أضعف خلق الله إنسانا

الحور: هو شدة بياض العين وشدة سوادها

(إن العيون)  التي  (في طرفها)  الطرف تعني العين/  قال الشاعر / فغض /الطرف /إنك من نمير فلا كعبا بلغت ولا كلابا . وقال آخر /ولم يرَ /طرفي/ بعدها مايسرني  فنومي كصبحي حيث كانت مسرتي . / وقيل /وأبيت سهرانا أمثل طيفه / للطرف/ كي ألقى خيال خياله / .   وقال الله تعالى يصف قدرة  عفريت من الجن / أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك /طرفك /أي قبل أن يعود إليك الإبصار بعد الغمض . فإذا كانت تعني َطرَفهَا  أي الجانب فكيف يكون الحور في جانبها ولا يعمها كلها. وكيف تأتي الطرْف بمعنى الطرَف . وإذا كان قصد الشاعر من طرفها أي من نظرتها يبدو الحور فهل يذهب الحور إذا أغمضت هذه العيون أم أن الحور فيها أصيل ودائم  أما إن كان القصد من طرفها هو من إغماض العين وفتحها فلم هذا التكلف ولمَ لمْ يعبر الشاعر عن الجمال الأصيل الدائم لهذه العيون وفي كل حال هي فيه ولو قال :

إن العيون التي يحلو بها الحور      بديل

إن العيون التي يزهو بها الحور     بديل

إن العيون التي قد زانها حور      بديل

إن العيون التي تزدان بالحور      بديل

هذا عن الشطر الأول

أما الشطر الثاني

قتلننا ثم لم يحيين قتلانا

الزحاف في قتلننا متفعلن والأصل مستفعلن

ولو قال أفنيننا أو أهلكننا أو ماشابهها لكان أجمل حتى لايضطر للزحاف وللحفاظ على الموسيقى الشعرية وليكتمل المعنى

ثم لم يحيين قتلانا / فكيف ستحيي القتلى أبالوصال أم برؤيتها ثانية ولو كانت الفكرة بأنه رأى فاتنة حوراء وشارف على الهلاك من شدة فتنته بجمال عيونها الحوراء وسحرها  وقد تركته عليلا

وفارقته وليته يراها ثانية حتى يصبح صحيحا سليما لكان أجمل

وكيف قتلت هذه العيون الحوراء الشاعر ومن رآها معه  ويشتكي منها لأنها لم تحيهم جميعا وهو قتيل مثلهم

أما البيت الثاني البيت يصرعن ذا اللب حتى لاحراك به وهن أضعف خلق الله أركانا /أو إنسانا

خيل إلي أنه الآن يتحدث عن النساء إذ كيف يصف العيون بوصفين متضادين الأول بأنها حوراء فاتنة تقتل من يراها والأخر أنها أضعف خلق الله أركانا فلو كان هذا الوصف لصاحبة العيون الجميلة الفاتنة الحوراء انها تحيي العشق والحب والهيام والمشاعر عند من يراها  وتهلك بفراقها وبعدها محبها مع أنها أي المرأة /من / أضعف خلق الله وليست أضعف خلق الله / كما وصفها الشاعروعلى إطلاقها / وإن كنت لاأوافق على أنها سواء العيون أم المرأة على أنها من أضعف خلق الله على اطلاقها.

وكيف يصرعن العيون  من يراها حتى أنه يصبح  بلاحراك  وهل هناك صرع بحراك وآخر بلا حراك .

ولو قال /يفتكن بالصب حتى لاحراك به بمعنى حتى الموت لكان أجمل ولماذا يصرعن ذا اللب أي العاقل وهل غير العاقل يعرف الفتنة والتمييز في الجمال ومن قال أن كل العقلاء يتعلقن بالنساء أو العيون والأولى من العاقل هو العاشق أو الصب الذي يفتنه الجمال والعاقل هو من تفتنه الحكمه والقول البليغ

إن العيون التي يزهو بها الحور   /بديل

أهلكننا ثم لم يحيين قتلانا   /بديل

يفتكن بالصب حتى لاحراك به    /بديل

فهن أعظم خلق الله سلطانا     /بديل

وبعد : رأيي لاألزم به أحد، وهو اجتهاد لاينقص من قدر الشاعر

        بل يقدره ويحترمه ، ويعترف له بالفضل والسبق