قصيدة أيقظت أمة؟!!
07تموز2007
يحيى حاج يحيى
قصيدة أيقظت أمة؟!!

يحيى بشير حاج يحيى
عضو رابطة أدباء الشام
اليهود كعادتهم في استغلال المناصب، وابتزاز المجتمعات التي تُبتلى بهم، وصلوا في يوم من الأيام على عهد صاحب غرناطة "باديس بن حيوس" الصنهاجي إلى السيطرة المحكمة عن طريق الوزير اليهودي "يوسف بن إسماعيل" المعروف (بابن تغرالة) وراحت أيديهم تعبث في أموال وأقوات المسلمين، حتى ذاق الناس من جشعهم الأمرّين.
وكان الشاعر الزاهد "أبو إسحاق الألبيري الأندلسي" قد ضاق بهم ذرعاً، وهو يحس بوطأتهم على المسلمين آنذاك، وباستغلالهم للمناصب والأموال إلى حد الإذلال؟! فكتب قصيدة يستنهض فيها الهمم ويحرّض صنهاجة على البطش بهم، فكان له ما أراد، وكانت أبياته النار التي تشعل الفتيل.. ومما قاله في القصيدة:
| ألا قُـلْ لصنهاجةَ أجمعينْ لـقـد زلَّ سـيّـدُكم زلّةً تـخـيَّـر كـاتـبَه كافراً فَـعَـزَّ اليهودُ به وانتخَوا | بـدور النَّدِيِّ وأُسْدِ العرينْ تـقـرُّ بها أعينُ الشامتين ولو شاء كان من المسلمين وتاهوا، وكانوا من الأرذلين |
| أبـاديـسُ! أنـتَ امـرؤٌ حاذقٌ فـكـيـف اختفتْ عنكَ أعيانُهم وكـيـف تـحـب فِـراخَ الزِّنا وكـيـف يـتـم لـكَ المرتقى | تـصـيـب بـظنكَ نفسَ اليقينْ وفي الأرض تضرب منها القرون وهـم بـغّضوك إلى العالمين؟! إذا كـنـتَ تـبني وهم يهدمون |
| وإنـي احـتـلـلت بغرناطة وقـد قـسَّـمـوها وأعمالَها وهـم يـقـبـضون جباياتِها وهـم يـلـبسون رفيع الكسا وهـم أُمَـنـاكم على سرّكم ويـأكـل غـيـرُهم درهماً | فـكـنـتُ أراهم بها يعبثون فـمـنـهـم بكل مكان لعين وهم يخضمون، وهم يقضمون وأنـتـم لأوضـعها لابسون وكـيف يكون خؤون أمين؟! فـيُقْصَى، ويُدنَون إذ يأكلون |
| فـبـادرْ إلـى ذبـحه قربةً ولا ترفع الضغط عن رهطه ولا تـحـسـبن قَتلهم غدرةً وقـد نـكـثوا عهدنا عندهم وكـيـف تـكـون لهم ذِمَّةٌ | وضَـحِّ فـهـو كبش سمين فـقـد كـنزوا كل عِلْق ثمين بـل الغدر في تركهم يعبثون فـكـيف تلام على الناكثين؟! ونحن خمولٌ، وهم ظاهرون؟! |
![]()