تفسير القرآن الكريم لابن فورك، دراسة وتحقيق

سلام عليكم، طبتم مساء - أيها العلماء- وطاب مسعاكم إلينا! بسم الله - سبحانه، وتعالى!-  وبحمده، وصلاة على رسوله وسلاماً، ورضواناً على صحابته وتابعيهم، حتى نلقاهم!

أحمد الله الذي يسر لي أن أجاور هذه الطبقة من العلماء الأجلاء، وأسأله كما جمعنا عاجلاً أحباباً سعداء، أن يجمعنا آجلا أحباباً سعداء، بلا مناقشات ولا مداولات ولا قرارات.

قدم إلينا الطالب عمر محمد عبد الغفور بإشراف الأستاذ الدكتور عبد الحكيم الأنيس، نسخة من رسالةٍ للماجستير بعنوان "تَفْسِيْرُ الْقُرْآنِ الْكَرِيْمِ لِلْأُسْتَاْذِ أَبِيْ بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَـُورك(406هـ) مِنْ أَوَّلِ سُوْرَةِ قَدْ (سَمِعَ) إِلَىْ آخِرِ الْقُرْآنِ الْكَرِيْمِ: دِرَاْسَةٌ وَتَحْقِيْقٌ.".

وقد وقعت رسالته هذه في 498 صفحة، وانقسمت على قسمين: دراسة المخطوط ثم تحقيق المخطوط، قبلهما مقدمة (طبيعة العمل) ثم تمهيد (تعريف عصر ابن فورك)، وبعدهما خاتمة (أهم نتائج العمل) ثم سبعة فهارس (الآيات، ثم الأحاديث، ثم الأشعار، ثم الأعلام، ثم الأماكن والبلدان، ثم المصادر والمراجع، ثم الموضوعات). ولقد بنى عمله في دراسة المخطوط على التعريف بالمؤلف في فصل بسبعة مباحث (اسمه ونسبه ولقبه ونسبته، ثم ولادته ونشأته ورحلته العلمية، ثم شيوخه، ثم تلاميذه، ثم عقيدته ومذهبه، ثم مصنفاته، ثم وفاته وثناء العلماء عليه)، وعلى التعريف بالكتاب في فصل بمبحثين (التثبت من اسم الكتاب ونسبته إلى مؤلفه وموضوع الكتاب ومنهج المؤلف في كتابه وآراؤه الكلامية وأهمية الكتاب وقيمته العلمية ومصادر المؤلف وتأثره بمن قبله وأثره فيمن بعده، ثم حصر النسخ ووصف المخطوط وملاحظاته على الكتاب وملاحظاته على النسخة ومنهجه المتبع في التحقيق ونماذج من المخطوط). وبنى عمله في تحقيق المخطوط على نسخه وتصحيح أخطائه وتوثيق أقواله وتخريج نقوله وترجمة أعلامه المغمورة وترقيمه.

وعلى رغم أن كثيراً مما أريد قوله قد أتى عليه الدكتور زكي أبو سريع، أتلمس فيما يأتي ما يزيد الطالب انتفاعاً والعمل إتقاناً، والله المستعان.

جاءتني هذه الرسالة وأنا أقرأ رسالة القشيري، فحلت أهلاً ونزلت سهلاً؛ فالقشيري تلميذ ابن فورك صاحب ليلتنا هذه، فكان من الفأل الحسن!

ثم جاءت بي مناقشة هذه الرسالة إلى معهد البحوث في هذا القصر المستأجر من بعض أهلي؛ فكان من الروح والريحان!

وفُوْرَك بضم الفاء وفتحها جميعاً، اسم علم، ولم أعرف معناه!

دعاني أخي الكريم الأستاذ الدكتور فيصل الحفيان المشرف المساعد، أول ما دعاني إلى رسالة في ألف صفحة، فإذا هي في خمسمئة، بل إذا عَدَّلْناها لم تتجاوز الثلاثمئة، ولا بأس عليكما؛ فما في مثل هذه القلة من ذلة، إلا أن تخل بأعمال التحقيق!

رأيت تغليف الرسالة خفيفاً هيناً، فاستحسنتها سنة تتبع فيما قبل المناقشة!

ثم قرأت عنوان الرسالة، فتمنيت أن تكون من أول التفسير، لتستفيد من عادة المفسرين أن يقدموا آراءهم ثم يحيلوا عليها، ثم عرفت أن أوله مفتقد!

أحسنتَ شكر من أحسن إليك؛ فلا يشكر الله من لا يشكر الناس.

ثم قرأت - ص3- عن اتفاق على إكمال ما بدأه الأستاذ علال بندويش، بتحقيق ما تبقى منه؛ فأحببت أن تحدثني عن أحداث هذا الاتفاق وأطرافه!

سبحان الله! كأن الأستاذ علالاً نفسه اطلع على هذا الاتفاق من قبل أن يكون أو من بعده فقال في "وصية واقتراح"  من آخر خاتمته - ص477- : "رغم التطور العلمي الذي يعيشه العالم لا زالت أواصر الترابط والتعاون بين الجامعات ضئيلة، ولا أدل على ذلك من تكرار الأعمال الأكاديمية؛ لذا فإنني أنادي باسم طلاب الدراسات العليا بضرورة التنسيق والتعاون بين الجامعات وتبادل الخبرات"!

لدينا خمسة من باحثي قسم الكتاب والسنة بكلية الدعوة وأصول الدين من جامعة أم القرى، قاموا على هذا الجزء الثالث الباقي من تفسير ابن فورك، فقسموه على خمسة أقسام:

1- فأما علال بندويش فقد أنجز القسم الأول من أول المؤمنون إلى آخر السجدة بإشراف الدكتور غالب الحامضي.

2- وأما عاطف بخاري فقد أنجز القسم الثاني من أول الأحزاب إلى آخر غافر بإشراف الدكتور عبد الله الغامدي.

3- وأما صاحب القسم الثالث من أول فصلت إلى آخر ق، فلم يتم عمله بعد.

4- وكذلك صاحب القسم الرابع من أول الذاريات إلى آخر المعارج، لم يتم عمله.

5- وأما سهيمة بخاري فقد أنجزت القسم الخامس من أول سورة نوح إلى آخر القرآن الكريم بإشراف الدكتور أمين باشا. وبين عملك وعمل سهيمة هنا تداخل واضح يستحق بعض التفصيل!

ومن أدلة اتصاف عمل أولئك الباحثين بالجماعية، أن شارك الأستاذ الدكتور أمين باشا المشرف على رسالة القسم الخامس، في مناقشة رسالة القسم الأول.

وقعت رسالة سهيمة في 380 صفحة، ووقعت رسالتك في 498 صفحةمن أول سورة قد سمع - ص98- إلى آخر سورة المعارج - ص203- ثلاث عشرة سورة بـ105 صفحة.

ومن أول سورة نوح - ص204- إلى آخر سورة الناس - ص443- أربع وأربعون سورة بـ239 صفحة؛ فقد شاركتها إذن في 44 سورة و239 صفحة من رسالتك، وانفردت عنها بـ13  سورة و105 صفحة، ولم تشر إلى ذلك، فأغريتنا بالارتياب في عملك!

لم يكن بد من الموازنة بين عملك وعمل سهيمة، بمقابلة مثل مقابلة المحققين بين المخطوطات التي افتقدتموها جميعاً - معشر خَدَمَةِ تفسير ابن فورك- لوحدة المخطوط الذي اعتمدتم عليه!

شغلت سورة نوح من عملك ست صفحات (204-209)، وشغلت من عملها سبعاً (49-56)، وهما قريب من قريب، إلا ما أفضت إليه عند سهيمة زيادةُ حواشي الإحالات زيادةً تجاوزت المطلوب، ولا تستغني أنت عموماً عن بعض ما أضافته!

ما عندها

ما عندك

إن سئل (...) فقال

إن سأل (...) فقال

فتكون مِنْ بمعنى عَنْ (...) ويعم الجميع

فتكون مِنْ بمعنى عَنْ (...) وتعم الجميع

لا يجوز الوعد (...) لن يجري

لا يجوز الوعد (...) لئلا يجري

وجه ذلك

وجهٌ ثالث

أمرهم أن ينذرهم

أمره أن ينذرهم

لتخص الذنوب (...) لا لتبعض الذنوب

لتخص الذنوب (...) لا لتبعيض الذنوب

لين لا

من جهتنا فيها

لئلا

من جهة ما فيها

لا يخل لأن الثاني مثل الأول

لا يخل به لأن الثاني مثل الأول

يلائمه يشاكله

يلائمه ويشاكله

الغشي

التغشي

أي: يسمعون كلام نوح

لئلا يسمعوا كلام نوح

تجلب الشيء

تَحَلُّب الشيء

معناها هنا سعة المقدرة

معناه ها هنا سعة المقدرة

أصل الوقار ما به يكون الشيء عظيماً

أصل الوقار ثبوت ما به يكون الشيء عظيماً

من الحكم والعلم الذي يمتنع معه الخرق

صبياناً

من الحلم والعلم الذي يمتنع معه الخوف

صُبْياناً

طباقاً ثم نصبه وجهان

طباقاً في نصبه وجهان

جعلهن طباق

جعلهن طباقاً

القادر على الأول قادر على الثانية

القادر على الأولى قادر على الثانية

الفجاج جمع فج المسلك بين الجبلين

الفجاج جمع فج وهي طرق متشعبة وقيل سبلاً فجاجاً طرقاً مختلفة عن ابن عباس الفج المسلك بين الجبلين

المكر القتل

المكر الفتل

عجاب بالتخفيف وعجاب بالتشديد

عجاب بالتخفيف والتشديد

عبدتها العرب

عبدها العرب

دياراً فيعال من الدوران

دياراً فيعال من الدويران 

لمدحج

لمُذْحِج

وقرأ الباقون ماله ووُلده بضم الواو

وقرأ الباقون مالُه ووُلَدُه بضم الواو       

مما خطيئاتهم (بالرسم الحديث الذي لم تلزمه)

مما خطيئـتهم (بالرسم العثماني الذي لزمته)

فلما تبين لي أنك لم تطلع على عمل سهيمة - بل لو كنت اطلعت عليه لوجب عليك أن تعيده مرة أخرى!- أقبلت أنظر في عملك.

ضَمَّنْتَ المقدمة مفردات الموضوعات، وما لمثلها كانت المقدمات، ولو تركت هذه المفردات لفهرس الموضوعات، وقدمته إلى ما بعد صفحة الغلاف الداخلية وصفحة البسملة - لتفرغت في المقدمة لطبيعة عملك ومقتضياته ومشكلاته.

إن عمل التحقيق عمل عظيم، لا يعرف قدره كثير من الناس. وإنّ نقد الكتب عمل عظيم كذلك، ولكن يعرف قدره كثير من الناس! ولقد رغبت أنت في الجمع بين الحسنيين، ولكنك اكتفيت أحياناً بهذه الرغبة، فكسلت - ص48، وغيرها -عن الاستقصاء الكامل الذي يقتضيه الحكم على ابن فورك في كتابه بأنه انتهج كذا وكذا-واقتصرت على أمثلة متفرقة- ويقتضيه الحكم على الطوسي في التبيان بأنه نقل من تفسير ابن فورك ما يقارب 95%!

ولكنك أحسنت حين عبت على الطوسي إهماله نسبة آراء ابن فورك إليه، كما في نسبته فهم الإصابة بالعين من قول الحق - سبحانه، وتعالى-: "إِنْ يَكَاْدُ الَّذِيْنَ كَفَرُوْا لَيُزْلِقُوْنَكَ بِأَبْصَاْرِهِمْ"، إلى الرماني لا إلى ابن فورك، وهو أستاذه وحموه(أبو زوجه)! فذكرتني الدينوري يترك ثعلباً حماه كذلك، إلى مجلس المبردعياناً بياناً، فيعنفه: إذا رآك الناس تترك مجلسي إلى ذلك الرجل يقولون ماذا!

لقد أصابتك بركة ابن فورك فإذا كان قد بنى تفسيره في صورته هذه على أسئلة وأجوبة محددة، فقد بنيت دراستك على رؤوس أفكار تشير إليها بشرطات أو أرقام، أشبه بعناصر موضوع اكتفيت بها ولم تشرحها!  إنه لشيء منظم ميسر، ولكنه موجز جداً! وهي بركة عامة لم يخل من أثرها سائرُ خَدَمَة تفسير ابن فورك.

       وكذلك تُعَنْوِنُ عناوين تمر بها على عمل ابن فورك مروراً عابراً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً! مثل مرورك على إهماله للمناسبات بين السور وعلاقات الآيات؛ إذ كيف لمتكلم كبير أن يهمل هذه العلاقات العميقة المهمة! أتراه اكتفى بالتنبيه عليها فيما ذهب من أوائل تفسيره، أم تراها لم تصلح لمنهج الأسئلة والأجوبة الذي انتهجه؟

ولولا خوضك قليلاً في بحر آراء ابن فورك الكلامية، لادعيتُ أنك ممن يخافون مما يحققون، فيقصرون دراسته على التقديم له، ويتركون للقارئ أن يكتشف ويحكم!

ويظهر أثر أعمال خَدَمَة الكتاب، على خشيتك الواضحة من أن تترك فكرة مما أوردوا من غير أن تختبرها، فإنظهرتْ في نصيبك اعتمدتها وإنخفيت أهملتها! دَلَّني على ذلك أنك أثبتَّ أمامك عناوين المسائل التي يسأل عنها في التفاسير، ثم تكلمت عن كل منها بما تيسر؛ فثم أفكار دراسية ولكنها غير مدروسة!

جريت - ص88- مجرى الأستاذ علال بندويش في ملاحظاته على الكتاب- ص62-ولكنه لاحظ على تفسير ابن فورك الاقتضاب أحياناً، والصمت عن إسناد النقول، وسرد الأقوال دون ترجيح، وتأويل بعض الأسماء والصفات دون موجب، وخلط القراءات المتواترة بغيرها دون تنبيه، وخلط كلام الصحابة بكلام العلماء، وتمريض رواية بعض الأحاديث الصحيحة. وقد وافقتَه بعدم نسبة الأقوال، وعدم الترجيح بينها، ووقوع بعض الأخطاء في القراءات وعدم التفصيل فيها، وخالفته بعدم إسناد الأحاديث، وعدم ربط السور وعدم ذكر مناسبتها، وإهمال إجابة بعض الأسئلة أحياناً وإجابة ما لم يسأل، وعدم ترتيب الأسئلة على ترتيب الآيات. ولكن ألا يجوز فيما لاحظتَه من أسئلة لم تجب وأجوبة لم تسأل، أن يكون ثَمَّ سقط؟

ولقد اضطرب حديثك عن منهجك في التحقيق وليس هذا من التحقيق:

1- فأخرت العمل السابع وحقه التقديم.

2- وأهملت التنبيه على أخطاء الناسخ التي صححتها كما قلت.

3- وأعدت بالعملين 13،14 العمل 6!

4- وأعدت بالعمل 16 العمل 5!

ثم ما "بين قوسين معكوفين" هذه؟ الذي أعرفه "بين قوسين مَعْقُوْفَيْنِ" أي مَحْنِيَّيْنِ! وكذلك لم أستحسن تعبير الفَلَتان الأمني - ص10- ففضلاً عن سوء سمعته هذه الأيام، يدل في متن اللغة على الشخص لا الحدث، ويكفيك هذا دليلاً على أنه من كلمات الحكومات المتكبرة، عافاك الله وإيانا!

عنايتك بتصوير المخطوطة أكبر فيما أظن من عناية سائر خدمتها؛ فقد استطعتُ من على صورتك أنت أن أميز أكثر كلمات تقريظ مالك المخطوطة المنظومة من بحر المجتث على روي التاء الموصولة بالهاء الساكنة:

هَذَاْ كِتَاْبٌ نَفِيْسٌ لِكَشْفِ هَمِّي ادَّخَرْتُهْ

وَقَدْ حَلَفْتُ بِمَوْلَاْيَ (؟) صَاْدِقاً لَاْ أَعَرْتُهْ

إِلَّاْ بِرَهْنٍ وَفِيْرٍ (؟) لِصَاْحِبٍ قَدْ عَرَفْتُهْ

فَمَنْ أَرَاْدَ كِتَاْبِيْ فَلْيَجْلُ (؟) مَاْ قَدْ شَرَطْتُهْ

وإن بقيت مرتاباً فيما تحته خط!

خاتمتك قصيرة كخاتمة الأستاذ علال تماماً أو أقصر؛ ففضلاً عن توصيته التي قدمتُ ذكرها من قبل، يثني على ابن فورك من جهة وعلى تفسيره من جهة أخرى، لتأتي أنت فتوزع الثناءين على خمسة (طريقة تفسير، وذود عن أهل السنة، وعناية بأسماء الله الحسنى، وعناية باللغة، ولفتات رائعة)!

وعلى حين راعى الأستاذ علالما أثنى به على ابن فورك وعلى تفسيره، بفهارس معبرة كفهرس المفردات اللغوية، وفهرس الفرق والقبائل وكذلك سهيمة! لم تراعه أنت، واقتصرت على الثناء المطلق للقارئ إذا شاء اختبره هو!

لقد كنت أشرت- ص47- إلى عشرة موضوعات اشتمل عليها تفسير ابن فورك، تفتقر خمسة منها على الأقل إلى فهرستك، ليهتدي إليها القارئ ويستفيد منها، وهذا أصل عمل المحقق (هداية القارئ إلى الكتاب). وكلامك - ص78- عن أهمية الكتاب يزيدعملك حاجة إلى فهرسة ما لم يفهرس مما أشرت لك إليه!

استقامت لك فهرسة الآيات بطبيعة وجودها في المصحف، فأما فهرسة الأحاديث فاستعصت عليك فهربت إلى أرقام صفحات ورودها، والمعروف الذي اتبعه خَدَمَةُ تفسير ابن فورك أنفسهم، الفهرسةُ بأطراف الأحاديث!

وكذلك استعصت عليك فهرسة الشعر، فهربت إلى أرقام صفحات ورودها - وكذلك استعصت على خَدَمَة تفسير ابن فورك؛ فهربوا مثلما هربت!- والمعروف الذي اصطنعه كبار المحققين الفهرسةُ بقوافي الأبيات، ثم بأبحرها من داخل قوافيها.

ثم لديك تحريفات في فهرس الأشعار عما كانت عليه هي نفسها في المتن، وهذا اضطراب واضح! وفي ترتيب فهرسي الأعلام والكتب اضطراب واضح!

ثم ما مصادر وما مراجع هذه المتواترة بينكم! هلا اكتفيتم بكتب مثلاً؛ فإن المصادر ينابيع العمل نفسه، وإن المراجع ما روجعت فيه الأفكار وانبنىبها الحوار! فإذا أردت الإتقان فميز بين ما اعتمدت عليه في التحقيق وما اعتمدت عليه في الدراسة!

وكتبك كثيرة، ولكن وضعت في ابن فورك بعض الرسائل مع تلك التي اختصت بتفسيره، لو كنت اطلعت عليها لاستفدت منها:

1- ابن فورك وأثره في المدرسة الأشعرية للسيد أحمد محمود عبد الغفار (دكتوراه بالأزهر 1989م).

2- آراء ابن فورك الاعتقادية عرض ونقد على ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة لعائشة روزي علي الخوتاني (دكتوراه بأم القرى 2000م).

3- ابن فورك وآراؤه الأصولية لمحمد بن سعيد الغامدي (ماجستير بأم القرى 2001م).

ولا أحب أن أترك كلمتي هذه حتى أحذر نفسي وسائر الباحثين، من جناية الحاسوب المخبوءة في عنايته، ونعمته المخبوءة في نقمته - فإن الصبر على التهذيب، أهون من الصبر على التأنيب- وربما اطمأننت إلى عمل يدك، فخانك عمل يده، كما خان صاحب هذه الرسالة - ص 6-فأدخل بعض الكلام أحياناً في بعض، ولا حول ولا قوة إلا بالله!

وسوم: العدد 627