إِخوة وأُخوة وإخوان !؟

جمعني مع أحد الأصدقاء  لقاء تربوي ضم عدداً من المدرسين العرب ! وكانت غالبيتهم من مصر العزيزة ! 

فقال في أثناء مداخلته : على جميع الإخوان أن يعرفوا ذلك ٠٠٠٠ ثم توقف قليلا ً، وأضاف : أقصد جميع الإخوة ، لاالإخوان !؟

نظر إليّ مبتسماً ، فرددت بابتسامة مماثلة !

انتهى اللقاء ، واستوقفني أحد الحاضرين ! فأدركت ماذا يدور بخاطره ، فقلت ممازحاً: الجمع صحيح ، إِخوة ،وأُخوة وإخوان ، يقول المغيرة بن شعبة : تارك الإخوان متروك ! ثم همست مداعباً : مع أنه لم يكن من الإخوان !؟ ثم افترقنا!

 تساءلت بعد ذلك : لماذا يتحسس بعض الناس و يتشنج من ورود كلمات معينة !؟ هي في أصل الوضع لا تشير إلى مافي أذهانهم !؟ 

فتذكرت مانُقل عن الشهيد أحمد ياسين في كتاب تحدث عن حياته ، من أنه هو المراقب العام للإخوان المسلمين في فلسطين ، ولكنه لم يكن حريصاً أن يُعرف بذلك ؛ بسبب الدعاية الناصرية في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين التي استطاعت ماكينتها الإعلامية أن تشوه سمعة الجماعة في أذهان الجمهور العربي !؟ 

وتذكرت أن أحد الشباب من معارفنا كان طالب ضابط في الكلية العسكرية السورية ، فأرسل رسالة إلى أهله قال في خاتمتها : وسلامي إلى فلان وفلان وفلانة وأهل القرية ، وإلى جميع إخواننا المسلمين ( كما هو شائع في مدننا وأريافنا ) فاعتقل وسُرح !؟ 

وتذكرت ماكان يفعله بعض المؤذنين في الأحياء الشعبية بمدينة حلب للتذكير قبل الأذان بما تبقى من وقت للفريضة القادمة ، كأن يقول : ياإخوان ! باقي لأذان العصر نصف ساعة !  

ولكنه لسوء طالعه ، وفي أثناء تفتيش وتمشيط حلب في الثمانين ، أُلقي القبض عليه وأهين ، وأخذوا عليها تعهداً بعدم التذكير بهذه الصيغة !؟ 

وأذكر أنني قرأت كتاباًقديماً مطبوعاً في بغداد ، من إصدار جمعية الأخوة الإسلامية !وهم من الإخوان أيام زمان !؟ 

هذه القصص على بساطتها وعفويتها تمثل الثقافة التي أراد حاكمون أن تشيع في المجتمع !؟ 

فقد تعمدوا طمس صفحات الجهاد الإسلامي في العصر الحديث ، الذي يمثل أهل السُّنة ، في مصر وغيرها ، على أرض فلسطين ؛ لأنه ارتبط في كثير من معاركه بجماعة الإخوان المسلمين التي دخلت أرض فلسطين للدفاع عنها  ! كما في مصر بقيادة الإمام حسن البنا ، وفي سورية بقيادة الدكتور مصطفى السباعي ، وفي  الأردن بقيادة الشيخ عبد اللطيف أبو قورة ، وفي العراق بقيادة المجاهد محمد أحمد الصواف !! 

وهؤلاءالحاكمون بجهل منهم أو خبث ساعدوا في بروز الشيعة وحزب نصر الله وتمثيلياته في جنوب لبنان على أنهم المقاومة الوحيدة التي تقف في وجه العدو الصهيوني ؛  لأن مناهج التعليم  طمست تلك الصفحات المشرقة لأهل السنة !؟ ووسائل الإعلام المملوكة للأنظمة ، أو المشتراة والموظفة لتهميش دور الإسلاميين لم تتوقف منذ عقود  في إخفاء حقائق التاريخ المعاصر ، و تزوير وقائعه !؟

وسوم: العدد 787