سيدتي هذه أنا...

هنادي نصر الله

[email protected]

ما أجملَ نصحكِ لي، يقعُ على قلبي دافئًا حانيًا جميلاً ناعمًا، رجوتُك باللهِ أن لا تتركيني وابقِ إلى جانبي انصحيني وعظيني..

في هذه الدنيا تُباع النصيحة بأموالٍ طائلة، فلا أحد ينصح أحد، محظوظةٌ نفسي عندما ألقاها القدرُ في دربكِ؛ لتغدقي عليّ جميل النصحِ والإرشاد والإسناد..

لم أكنْ يومًا عزيزتي إلا كريمة النفس والطباع، لا أُتقنُ لؤم الرجال ولا كيد النساء، لا أُجيد سوى اللعبَ والمرح والتفاؤل الذي أُسميه " بالهبل" آلا تشعرينّ بي وأنا أُرددُ كل وقت " ما أجمل الهبل". يعني المرح والفرح والشعور بالنشوة والسعادة، يعني أن نشارك من نصفهم ب" ع البركة" هبلهم البريء والجميل...!

رحلاتي الترفيهية لا تخلو من " الحبل" كي ألعب" نط الحبل " مع رفيقاتِ الصِبا، نلهو ونجري خلف بعضنا البعض، ثم نغني وننشد الأشعار، نجذبُ كل من يكون في المكان، نملأ البحر ضحكًا ومرحًا وغناء، نتناول غداءنا ونستمتع بقهوتنا السادة مع قطعة كيك أو شيكولاتة تستهوينا..

في عملي أكره التجمعات، لا أُطيق أن تتشعبَ علاقاتي بالرجال، أنأى بنفسي عن الفيسبوك والتويتر وأخواتهما في وسائل التواصل الإجتماعي الحديث، لقد أحسنّ بي ربي، أن جعلني أكره هذه الوسائل؛ لأنني لو كنتُ من محبيها؛ لنشرتُ بحكم عفويتي كل ما يجولُ في خاطري ببراءةٍ وتلقائيةٍ؛ تُذهل الصديق وتُقرب العدو الذي يصفني بالعنيفة والجافة؛ أعشقُ فلسفتي في الحياة بحبِ التحدثِ مع كبار السن من الرجال والنساء، أمقتُ مصادقة الشباب؛ وأرفضُ كل وسائلهم في جذب أو اصطياد الفتيات، وأرجو ربي دومًا إن كتب لي الزواج أن يكون نصيبي أحد أشهر وأكبر رجال الأعمال، تُعجبني شخصيتهم ونمط أساليبهم في الحياة، دقتهم في مواعيدهم والتزامهم مع الناس..

لستُ ممن يقتنص الفرصة لإتمام نجاحٍ هنا أو هناك، فأنا أعمل بجدٍ كي أُحقق لنفسي مبتغاها في تطلعاتٍ راقيةٍ، كنتُ أتمنى أن أعايش أناس يُقدرون قيمة السعي إلى المعالي بصدقٍ وإخلاص؛ يُمهدون الدرب أمامي للتنقل والترحال؛ وإشباع هوايتي بالسفر إلى بعض البلدان وعلى رأسها " لبنان" حيث يقع فيها مقر قناة القدس التي أعمل بها ..

عزيزتي أنا لا أستعجل النجاح؛ فمصيري أن أبقى ناجحةً دومًا وأبدًا، سر نجاحي أخلاقي، صدقي مع نفسي قبل الآخرين، سامحيني إن خدش البعضُ سيرتي أو لطخها لعلةٍ أو حاجةٍ في نفس يعقوب، أُدين للصراحةِ في تفعيل العلاقات الإنسانية على الوجه الصحيح، وأقر بأن الطريقة الصحيحة لمعرفة الجواب في أيِ موضوع هي دق الباب وليس النافذة، فالمثل الشعبي يقول" اللي بيدق الباب بيعرف الجواب"..

عظيمةٌ نفسي في كل حالاتِها، ولهذا عزيزتي سأبقى أركض خلف المستحيل، لأجعله واقعًا؛ وأعلم كل قريناتي بأن مشوار الألف ميل لا يبدأ فقط بخطوة بل برحلة إصرار تتحدى مشقات الحياة..

فهلا عزيزتي.. بقيتِ بجانبي، إني أحنُ إلى نصحكِ وأطربُ لسماعِ حديثكِ الجميل..