الصقر الكردي بدل رفو يحلق في سماء جراتس النمساوية

عبد العزيز الشرقاوي

احتفال النمسا باديب كردي بغياب رسمي عراقي وكردي

الرئيس النمسا هاينز فيشر يهنئ الكاتبة حول عملها

بدل رفو المزوري

[email protected]
النمسا\غراتس

عبد العزيز الشرقاوي

صحفي مصري مقيم في النمسا

اقامت المكتبة الوطنية بالتعاون مع دار نشر (فايس هاوبت) امسية احتفالية كبرى بمناسبة صدور كتاب (بدل رفو..صقر من كردستان) للروائية والشاعرة النمساوية(انجيبورك ماريا اورتنر)،حيث اكتضت القاعة التاريخية بحضور غير مسبوق على حسب كلمة مدير المكتبة الوطنية(د.كريستوف بيندر) الذي فوجئ بكثرة الحضور من المهتمين بالثقافة الكردية والشرق وقال في كلمته الافتتاحية: انه لمن دواعي سروري ان نحتفي اليوم ليس لشخص بدل رفو ولكن نحتفي بالقيمة الانسانية العليا للانسان.وفي كلمة (انجيبورك ماريا اورتنر)التي اشارت بان يوم 3\اوكتوبر\2013 يعد علامة فارقة لتعريف القارئ النمساوي بالادب الكردي والعكس تعريف الكرد بالادب النمساوي عن طريق سفير فوق العادة للثقافتين الشرقية والغربية .

اشارت الروائية في عملها الجديد بان بدل رفو لا يمثل سوى صقر بداخله طاقة انسانية فضفاضة تفيض بالحب والسلام والقيم والتقارب والتعايش الانساني في محيط واحد.لذا فانا اعتز جدا بهذا العمل بالرغم من انني اميل عادة للكتابة للاطفال ولكن مارايته من توحد للبشر في الفكر والامل والالم يجسده بطل العمل بدل رفو دفعني بان انحني بقلمي تجاه هذا القادم من بلاد الكرد يحط بثقافته في بلاد النمسا بثقة كبيرة وزهو بنفسه ووطنه ،وانه لجدير بانه نلفت اليه النظر حيث يجيد لغات عديدة ورحلات متنوعة وكثيرة ويعد حالة خاصة من النظرة الانسانية ومرآة صادقة لشعبه وناسه وبزهو كبير وشموخ يتحدث عن بلاده الاولى.

وكان من الملاحظ عن الحضور انهم مهتمون جدا بكل كلمة تقال عن هذا العمل وبطله في جو ثقافي مبدع برفقة الموسيقى الحية الناعمة والتي اطلقها الموسيقيان النمساويان(بيرند لويف،تورستن زيمارمان)التي اشاعت جواً من صفاء النفس والهدوء الخالص في اجمل مكان نمساوي.

فوجئ الحضور بان الممثل النمساوي المشهور(فيليكس كراوس)قدم من فيننا خصيصا ليقرا قصائد بدل رفو بالالمانية وقال في كلمته بانه من كثرة عشقه لقصائد بدل رفو فقد حفظها وبالرغم من انها ترجمت الى الالمانية إلا ان روح الانسانية الشرقية تتشبث في ابياتها المترجمة وصفق الجمهور كثيراً لقوة المعاني وانفعالاته الصادقة تجاه الاشعار.ومن القصائد التي قراها(البكاء،الفنان،النار،زوربا اليوناني،رئيس دولة،حين تتسمم القصائد،مجنون،الوطن،رحلة الى المهجر،الحقيقة،تراودا،اطفال الهند علموني).

(هيلكا ميتاهاسر)..الصوت الشجي مقدمة الامسية تحدثت عن اعمال (انجيبورك اورتنر)بانها تمثل الوجع الانساني والبحث عن مخابئ العدالة الانسانية وكذلك تحدثت عن العمل الجديد بدل رفو بانه عمل يستحق القراءة وقصة كفاح انسان استطاع ان يتوغل في اعماق ثقافة اخرى ويبدع فيها ويتوفق ايضا على ابناء هذه اللغة من حيث المعنى والاحساس والاختلاط بالشعب النمساوي.

وانتظر الحضور ظهور بطل العمل في صورته الحية من دون وسيط من كلمات او مقدمات ليتفاعلوا معه وجها بوجه وبصورة حية ليعرفوا من هوهذا القادم الذي اثار حفيظة وقريحة روائية نمساوية (اورتنر) وكانت الكلمة التي تاثر بها الجميع من دقة اختيار المعنى ومن رقي الاحساس حيث في لمحة ذكية معبرة مزج ثقافته الكردية بجبالها وبيئتها وخصوصيتها بالثقافة النمساوية وقال:اتمنى ان تكون الثقافة الانسانية المولعة بالحب الانساني هي الجسر القوي الذي يربط البشر ايا كان باماله وآلامه وقال في النهاية تكون الكلمة وفي البداية يكون التعارف والتقارب والسلام بين البشر.

الانصهار الحقيقي بين الجمهور وبطل العمل حينما القى بدل رفو قصيدة بلغته الام الكردية بموسيقاها الشعرية التي ادهشت الحضور وبمقاماتها الدافئة وهذا ما دعا الى الانصات الكامل للغة لا يعرفها وكذلك طلب الجمهور توقيع الشاعر على كتابه باللغة الكردية او العربية بعد تصفيق  حاد.

الفنان الكردي العالمي (رزكار خوشناو)، الكردي الوحيد من ابناء جلدته كان حاضرا وسعيدا ان يجد انسانا كرديا سفيرا فوق العادة للكرد عموماً وللثقافة الكردية خصوصاً في امسية تاريخية وفي مكان تاريخي لا يحظى به الكثيرون من الادباء والشعراء تكرم فيها الثقافة الكردية عبر بدل رفو وقال:بدل رفو انسان كرس كل حياته ليخدم الادب والشعر ومن خلالهما يخدم الشعب الكردي الذي ينتمي اليه هذا الانسان ذو الحس المرهف والخيال العميق وكم رائعة اللحظات التي قرا فيها بدل رفو قصيدة بالكردية لينال اعجاب الجميع ولكن مع الاسف لم نرى محبي الادب والشعر من الجالية الشرقية من عرب وكرد.

الرئيس النمساوي هاينز فيشر يهنئ الكاتبة وتحياته لها عبر رسالة من مكتب رئيس الدولة وصلتها بالبريد .

وحين سالت بدل رفو بعد الانتهاء من الامسيةعن سبب عدم مشاركة ممثلين عن الكرد وحكومتهم فاجابني كشهادة للتاريخ باني ارسلت للسفير العراقي وممثل حكومة اقليم كردستان في فيننا  دعوة للحضور ولكنهم لم يردوا علينا عكس عمدة جراتس الذي اناب ممثلة عنه وعن المدينة .

الاديبة (انجيبورك اورتنر)قالت هذا العمل اقل شئ نقدمة للسفير الانساني بدل رفو شكرا لانه موجود بيننا وفي بلاد تقدر الانسان والابداع وشكرا لبدل رفو لانه يعيش بيننا.

كتاب(بدل رفو ..صقر من كردستان)ضمن مطبوعات دار نشر فايس هاوبت ومن تاليف(انجيبورك ماريا اورتنر)،المقدمة بقلم(د.كورت فليككر)المستشار الثقافي السابق ونائب رئيس اقليم شتايامارك السابق.يقع الكتاب في 92 صفحة من الحجم المتوسط وبطباعة فاخرة.

امسية ثقافية ستظل في ذاكرة من حضرها من النمساويين وبشهاداتهم .