رحيل المناضل الصلب بهاء المشرف

عقاب يحيى

الرحمة للمناضل الكبير، ابن دير الزور المعروف بالوفاء والصلابة، والعزاء لأهله ورفاقه

كثير من رجال الرعيل الأول والثاني في البعث، ممن آمن بالمبادئ، وعشق جوهر الآمال التي انطلق لبعث منها ظلّ متمسكاً بها، ولم تغره السلطة، ولم عمل في مواقع فيها، فظل نظيف البد والضمير، ثابتاً يقاوم الغزو الهجين الذي ركب البعث منذ وصوله إلى السلطة عبر انقلاب عسكري، وقبوله تغطيته..

ـ هؤلاء الرجال منهم والنساء..آمنوا بما طرحه البعث من شعارات وأهداف حول النهوض وتوحيد الأمة وتحرير فلسطين..والانتقال إلى الحداثة، والاستقلال السياسي والاقتصادي. وبغض النظر عن التقلبات، والهزائم والفشل، وعواملها، وما جرى للبعث من مسخ وتشويه على يد من استخدم راياته، ووظفه ممراً لتحقيق مصالحه الخاصة، والفئوية : الاستبدادية، والنهبية، والإفسادية، والطائفية، وتفريغ سورية من اصالتها وما عرفته من تقدم صفوف العرب، ومن اهتمام مواطنيها بالشأن العام..

رغم ذلك، وكثير مما لحق البعث.. فذلك النفر المؤمن ظل ممسكاً جمرة إيمانه لا يحيد، مهما ناله من عسف واضطهاد، واعتقال ومطاردة.. وهكذا كان المرحوم بهاء المشرف.. بقامته المنصوبة، وجرأته المعهودة.. والذي لم تغيره سنوات وجوده أميناً لفرع الحزب في دير الزور، ولم تبدل قناعاته.. وحين قام الانقلاب التفحيحي.. بقيادة الطاغية الأكبر.. وقف ضده، شأن معظم المؤمنين بثوابت البعث ومبادئه..

كان رفاقه يذهبون للاعتقال ربع قرن : المرحوم محمد عيد عشاوي، وفوزي رضا، والدكتور يوسف زعين، والدكتور نور الدين الأتاسي، واللواء صلاح جديد، ومصطفى رستم.. ومروان حبش، والمرحوم محمد عيد عشاوي، ومحمد سعيد طالب، والمرحوم محمد رباح الطويل وكثير غيرهم من إطارات الحزب المتقدمة، وقيادات العمل السري.. بينما احتوت الغربة القسرية آخرين.. كالمرحوم مصلح سالم والدكتور إبراهيم ماخوس، والدكتور حبيب حداد.. وعديد المناضلين الذين ابوا الانضواء في انقلاب التفحيح، وقاومه بعضهم بما يقدر على مسافات العقود، وعديدهم قدّم تضحيات جلى في سبيل إنهاء النظام المدمر، إقامة النظام الوطني الديمقراطي البديل..

ـ ابو محمد ـ بهاء المشرف ـ ظل ممسكاً بأصالته، يقاوم حيث استطاع، الغثيان وطوفان الفساد والتزييف..ويدعو إلى الأصول : إيماناً، ومصداقية..وحين قامت الثورة.. كان طبيعياً أن يكون منتمياً إليها .. إلى أن وافته المنية.. وفي القلب غصة، وفي العين خوف على بلده : العشق والالتزام ..

الرحمة للفقيد بهاء المشرف

والعزاء لعائلته الصغيرة، ولرفاقه وأصدقائه