هل تركْتَ لنا أجِنْدَتَك.....!؟ شُكْرا

حسين مهنا

(....ولَئِنْ آسَفْ على شَيءٍ فَعَلى أَنَّ قُدُراتي لم تُتِحْ لي

أَنْ أُعْطِيَ أَكْثَر.....)...(نمر مُرْقس)

تَساءَلْتُ حينَ وَقَفْتُ أمامَكَ،

والصَّبْرُ يَسْتَبْطِئُ الصَّبْرَ

كيفَ غزاكَ الصَّقيعُ

وأنتَ الرَّبيعُ

تُوَزِّعُ  دِفْئَكَ بينَ رُفوفِ اليَمامِ

لِتَبْني العِشاشَ،

وتَحْضُنَ أفْراخَها الواعِدَهْ.

وقُلْتُ:لَعَلَّ المُعَلِّمَ يَبْغي المُزاحَ

فَأَغْمَضَ عينَيهِ طَوعَاً

لِيَلْعَبَ دَورَ المُسَجَّى على دَكَّةِ المَوتِ

في مَسْرَحِيَّةِ هَزْلٍ

يُخَرِّجُها الوَقتُ كيفَ يَشاءُ

وحينَ يَشاءُ..

وأَعْلَمُ أَنَّ المُعَلِّمَ لَنْ يُتْقِنَ الدَّورَ

أَو يَسْتَطيبَ المُزاحَ

فَفي الصَّدْرِقَلْبٌ عَليلٌ

ودَرْبُ الحُفاةِ طَويلٌ...طَويلٌ

 وَجَنَّةُ أَهْلِ الشَّقاءِ

لَها أَلْفُ بابٍ وَبابٍ

وَلَكِنَّها موصَدَهْ.

               ***

ثَقيلٌ هُوَ الحِمْلُ مِنْ دونِ زَنْدَيكَ

والدَّرْبُ وَعْرٌ،

ومِنْ دونِ صَمْتِكَ/صَبْرِكَ

يَقْتُلُنا الرَّكْضُ خَلْفَ سَرابِ الأَمانِيِّ..

فَاتْرُكْ لَنا بَعْضَ حَدْسِكَ

كَي نَسْتَشِفِّ خَفايا البَعيدِ

وأَبْقِ لنا ظِلَّ سَبَّابَةٍ

لا تُشيرُ الى نَجْمَةٍ في السَّماءِ

ولَكِنْ..

الى صَرَخاتِ الجِياعِ

وبُعْدِ المَسافَةِ بينَ الحُلولِ العَقيمَةِ

والقاعِدَهْ.

               ***

فَيا مَنْ تَلَفَّعْتَ بِالنُّورِ عِنْدَ الرَّحيلِ

تَقَبَّلْ مَحَبَّتَنا والوَفاءَ

وسافِرْ على فَرْشَةٍ مِنْ هَديلِ الحَمامْ.

ولَيتَكَ تَفْتَحُ عَينَيكَ،في لَحْظَةِ خارِجَ المُسْتَحيلِ،

لِكَي أَتَهَجَّأَ دَرْسي الأَخيرَ أَمامَكَ

في البروليتاريا

وفي واقِعِيَّةِ غوركي

وفي شِعْرِ لوركا

ومَجنونِ إلْزَا

ووَشْمِ جيفارا على أَذْرُعِ الفِتْيَةِ النَّاشِئِينْ.

وفي شَدْوِ فَيروزَ تَسْتَعْجِلُ الفَجْرَ،

في زَقْزَقاتِ البَلابَلِ نَشْوى

على غُصْنِ زَيتونَةٍ قَدْ غَرَسْتَ،

لِأَحْفادِكَ القادِمينْ

وفي سِفْرِ أَيُّوبَ يُسْتَقْرَأُ النَّصْرُ

لِلْإخْوَةِ العائِدينْ.

وفي ابنِ خَلدونَ

في هَبَّةِ الزَّنْجِ

في دَمْدَماتِ الغِفارِيِّ..

في الشَّعبِ-في فَرْزِهِ الطَّبَقِيِّ...عَفْواً..

وعَفْواً..إذا ما اخْتَصَرْتُ الكَلامْ

فَهَلْ أَستَطيعُ اختزالَ مَسيرَةِ شَعْبٍ

بِبِضْعِ ثَوانٍ!؟

إذَاً سَوفَ أَجْمَعُ ماءَ المُحيطاتِ

في جَرَّةٍ واحِدَهْ.

               ***

وإنْ كانَ لا بُدَّ مِنْ قُبْلَةٍ لِلْوَداعِ

سَأَجْعَلُ هذا الوَداعَ بِدونِ دُموعٍ

بِلا نَظْرَةٍ شارِدَهْ.

عَزائِي سُؤَالٌ،وقَدْ يُرْبِكُ المَوتَ،

إذْ عِشْتَ ما عِشْتَ

يا عُرْوَةَ الكادِحينَ

تُقَسِّمُ روحَكَ بينَ الجُموعِ

فَهَلْ يا مُعَلِّمُ حينَ يُغَيِّبُكَ الوَقْتُ

يُحْسَبُ ذاكَ الغِيابُ مَماتَاً؟!

فَبِالّلهِ كَيفَ.....!!

وَروحُكَ تَسْري رُواءً

بِأَعْراقِ أُمَّتِنا الماجِدَهْ....!؟