وترجَّل فارس الأدب والفكر الدكتور عدنان بن علي رضا النحوي

وترجَّل فارس الأدب والفكر

الدكتور عدنان بن علي رضا النحوي

رحمه الله تعالى

(1346-1436 هـ ، 1928-2015 م)

عمير الجنباز

تغمَّد الله أستاذنا الجليل الدكتور عدنان بن علي رضا النحوي بالرَّحمة والرضوان، وأعلى درجاته في الجنان، فلله ما أخذ ، وله ما أعطى ، وكلُّ شيء عنده بأجل مسمى..

وهو الأديب المفكِّر الشاعر، والأريب المهندس الماهر، أحد فضلاء العصر وعلمائه وأدبائه وشعرائه ، أعجوبة في علومه الجمَّة، وفضائله التي لم يكن أمرها على الناس غُمَّة ،  كان كريم الطبع عليَّ القدر ، ليِّنَ الجانبِ رحبَ الصَّدر ، ذا مروءة ظاهرة، وشهامة باهرة، وله تآليف أدبيَّة ، ومجاميع شعريَّة ، ورسائل فكريَّة ، شعره أسحر من عيون الغيد، وأبهى من الوجنات ذات التوريد ، وكم شرعَ لها قرطاسه وشرعها بأقلامه، ونضَّد عقودها بإحكام أحكامه..

كأنَّ طروسه روضٌ نضير ... وأزهار المعاني فيه غضَّة

فكم نال الأديبُ بها غناه ... لأن كلامه ذهبٌ وفضَّة

كنت أزوره كثيراً لقرب منزله منِّي في حي الروضة بالرِّياض، وكان يجري في مجلسه مطارحات أدبيَّة ، ومذاكرات شعريَّة ، يُتذاكر فيه أخبار من سلف، ويُتفاكه في بدائع الملح والطُّرف ، مع العناية بحال وواقع الدَّعوة الإسلاميَّة ، مجلسه لا يُملّ لما فيه من الملاطفة والإيناس ، لطيف المجالسة ،حسن المؤانسة، كثير الابتسام ، عذب الكلام، ورأيته قد استكمل من الكمال أعلاه ، ومن العمل أولاه ، فكثيراً ما أراه يبكِّرُ  الذهابَ إلى يوم الجمعة عملاً بالسُّنة مع شهوده صلاة الفجر في الجماعة رغم كبره ومرضه، ولم يزل مواظباً على إفادته، مقبلاً على تقواه وعبادته ، إلى أن توفِّي ، رحمه الله ، وأكرم مثواه..