رمضان.. شهر الملاحم والانتصارات

رمضان.. شهر الملاحم والانتصارات

د. لؤي عبد الباقي

[email protected]

بسم الله الرحمن الرحيم

{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَان}

يا ثوارنا الأبطال.. يا شعبنا الأبي:

في هذا اليوم المبارك يطل علينا شهر عظيم، شهر الصبر والجهاد والانتصارات، شهر اصطفاه الله ليكون مدرسة للبذل والعطاء، ورمزاً للصبر والثبات، وطريقاً يهدي إلى دروب المجد والكرامة والانتصارات.. فأهلاً بشهر رمضان الذي سطر فيه أبطال أمتنا عبر التاريخ أنصع صفحات العزّة بمداد من نور التضحيات، شهر غزوة بدر الكبرى وفتحِ مكة العظيم، وفتحِ الاندلس وعموريه وموقعةِ حطين.. فامضوا يا أبطال ثورتنا المجيدة على طريق المجد والفداء، على بركة الله، واثقين من نصر الله.

ثوارنا الأبطال.. شعبنا الأبي:

ها هو شهر الكرامة يطل على ثورتنا المباركة للسنة الرابعة، وما زال شعبنا الصامد ووطننا الحبيب يستنزف تحت مطرقة نظام الإجرام وسندان مليشيات الحقد الطائفي، وما زال ضمير العالم، شرقه وغربه، عجمه وعربه، يغط في سباته العميق في مشهد يجرده من إنسانيته المزعومة، حيث تنتهك الحرمات، وتستباح الأعراض، وتسفك الدماء على أرض الشام المباركة، ويزج بأبنائنا في السجون والمعتقلات.  

ثوارنا الأبطال.. شعبنا الأبي:

إننا في حركة حصن نرى أن مشكلة التسلط في أوساط المعارضة السياسية، وغياب الأسس الموضوعية لإدارة وتأطير العمل السياسي، تشكل استمراريةً للنموذج المكروه الذي قامت الثورة ضده؛ من ذلك الاستفرادُ بالقرار الوطني، وانتهاج سياسة الإقصاء والتهميش، وتشكيلُ بنية تسلطية للمعارضة السياسية تعتبر نفسها بديلا قائما للنظام المستبد. من هنا فإننا ندعو جميع أطراف المعارضة إلى العمل معا للبحث عن حلول فعلية لحالة الانسداد التي وصلت إليها الثورة. ولا يتحقق ذلك إلا من خلال الوقوف صفا واحدا أمام محاولات الانحراف عن ثوابت الثورة، وتحصين استقلالية القرار الوطني من التدخلات الأجنبية، ومحاربة كلَّ مظاهرِ الفسادِ والرشوة.. والتكالبِ على المناصب.

ثوارنا الأبطال.. شعبنا الأبي المصابر في سوريا:

تعالوا بنا جميعا، بهذه الروح الثورية الصادقة، والإيمان الخالص، نستقبل هذا الشهر المبارك، مجتهدين في الطاعات والعبادات، نصوم نهاره ونقوم لياليه، ونعمّر القلوب بذكر الله، واثقين من نصر الله.. تعالوا بنا، في ظلال شهر الرحمة، نجسد نموذج أمة الجسد الواحد بمزيد من التراحم والتعاطف فيما بيننا، ونجدد العهد مع الله لتوحيد الصفوف في مقارعة الظلم والاستبداد، وللوقوف مع إخواننا الجرحى وأسر الشهداء والمعتقلين الذين قدموا أسمى التضحيات دفاعا عن كرامة شعبنا ومستقبل الأجيال القادمة من أبنائنا، فنتفقد أحوالهم ونتكافل معهم بما أنعم الله علينا من فيض بركاته وكرمه.

وإننا إذ نهنئ شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية بحلول هذا الشهر الفضيل فإننا نؤكد في ظلال شهر الانتصارات أنه لا طريق ولا سبيل إلى التحرر من الاستبداد إلا بالجهاد والبذل والتضحيات.

وكل عام وأنتم بنصر وخير

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الدكتور لؤي عبد الباقي

الأمين العام لحركة الإصلاح والبناء