فـي رثـاء والدتــي

في مثل هذا اليوم 7 / 3 من عام 2007 .. رحلت من كان يكرمني الله واخوتي لأجلها .. رحلت منارة عمرنا وريحانة قلوبنا .. فإليها

إلى التي جعل الله الجنة تحت أقدامها ..

إلى أمي الحبيبة …  وإلى كل أم مادامت الحياة

يــا للْفجيعـَـة .. قــَد ْفقــَدْت ُصــَوابيــَـا

غـابَ الـدّليـل .. فضـاعَ سَمـْت ُرشَـادِيــا

طُفِئــَتْ منـَـارُة لجّتــِي   …… وتَلبـّــَدَت ْ

سُحـُـبُ الكــآبــَةِ فـي سمــاءِ حَيــَاتِيـَــا

أمـّــاهُ .. مــوتــُك .. طَعْنــةٌ ومـَـواجِــعٌ

سَتغــُورُ فـي الأعْمــاق جَــرْحـاً دامِيـــا

يــا شمْـسَ أيـّـامـي ... رحيلـُـك ِصـَـادِمٌ

دفـَـنَ السّعــَادةَ . فـي جحيـم ِمُصـَابِيــَا

قنــديلــُك الــوهـّـاجُ ... غـَـاض َفتيـلــُـه

فتـَزلــْزَلــَتْ رُوحــِيْ .... وغـُـلّ َلِسـَانِيـَـا

أمـّـاهُ .. قــد نَضبــَتْ منــَابــعُ حكْمتــِي

وغـَـدَوْتُ مكتــوفــاً .. ببحــْر ِعـَـذابيـــا

فــأنــا الــذي ..فجــعَ الفــؤادَ مصـابـُــهُ

وَأَنــا الــّذي ... كتـَـبَ الفـِـراقُ شقَـائيــا

قَــدْ كنــْتِ والـــدةً ... تَفيـــضُ مَحبـّـــةً

أمـّـا الحنــان ..فكـان يهطِـل .. هــاميــا

مصْبـاحُ وجْهـُك. فـي الحيـاة. هِـدَايَتـِي

ويُضــِيءُ لـِي صَحَــراءَ تِيهـِـيَ هــاديــا

آيـَـاتُ سعْيــكِ للصّــﻻحِ .… منــَـاهـــجٌ

قـد حــزْتِ .. فـي رُتَـبِ السّمـُوّ معـَاليـا

قـدْ كـان َرأيــُك .. للصِّعـَـاب جَــﻻؤهــا

كــم كــان عطفــك للجــراح مــداويـــا

فــي دوحــك الفتـــّان ألْقــَى راحَتــِـي

وظليــلُ حبـّـكِ فــي الهَجيــرِ مـﻻذيـــا

مـن نبْعـكِ السّلسَال ُأرْشـفُ خمْـرَتـــي

وأهيــمُ فــي روض البهَــاء ِمُبــَاهيـــا

كـَم ْكــان صــدْرك ِللهُمـــوم خِــزَانَتــي

قــدْ كــان حضْنــُكِ دوْحتــي وظـِﻻليـا

إنّ الفضيلــةَ .. فـي حيـاتـكِ .. فِطـْـرةٌ

مـن ريّهــا .. يغـْدو الجفـافُ .. روابيــا

كـم همسـةٍ فـي الـرّوح تنْطـِق حكْمــةً

تـَركـَتْ شَــذاهــا في مَطــاوِيَ ذاتِيـَــا

أكْبــرْتُ فيــك ِ….... أمــُومـَـةً بنـّــاءةً

لــم تعْــرِفِ الأجيــالُ مثْلـــكِ بـَـانِيـــَا

أنـت العطـاءُ ... وسَكـْبُ طهـْركِ مـَازنٌ

ويجـود ُفـَوْحـُك بـالــرّحيــق معـافيــا

بستــان جـُـودُكِ بالنّفــَـائــِس مثْمـِــرٌ

مـَـازالَ يَنْعـُـك ِ.. لِـلأحبـّةِ .. بــَاقِيـــَـا

وحثيــثُ خَطــْوٍ فـي دروب تسَـامُـــحٍ

ودعــاءُ حــبٍ ….. بــالـْـوداد منــَاجيـا

وشَفيــفُ رفـْـقٍ .... مـا رأيـْتُ مثيلـَــه

ورَهيــفُ أحــْﻻمٍ يــُرَفـْــرف  حـَـانيـــَا

أزْهـَــارُك الفيْحـــاء ... تنْثـــرُ طيبهــَــا

فـَوق َالجميـعِ .... أقَـاربــاً وحَـوَاشِيـَـا

يـا كنــْزَ عُمــْريَ والأريــجَ بخـَاطــِري

يـا دفْء َروحـِيَ فـي صَقيـعِ شِتـَائِيـَـا

أمّــاه ... إنّــيَ فـي النـوائــِبِ صَـامـِـدٌ

كيـف الصّمـود وقـد حُـرمْـتُ ضِيـائِيــا

أمّــاه لــَو قلَمــي .... يَبـُـوح ُبلـوْعَتــِي

حتـّى ولـَو ْ.. كــان المِــدادُ .. دِمـَائِيــَا

فالسّطـر ُأحْسَبـُه ... ينــوحُ شِكـَـايـَـةً

عَلّـِـي ... أْبــَـرِّدُ لهْفــَـه ... بـِـرثـَـائِيــَـا

هَـلْ فـي رَثـائــِك ... تَنـْتفـي أحْـزانُنـَـا

أم أنّنــَا ... بالشّعــر نطلــبُ ... غـَالِيــَـا

يجـْري القَصيـدُ إلـى خِصَـالـك مُهْطِعـَـاً

 تسْمـو الحـروفُ .... قـوافيـاً ومَعـَانيـا

لكنّنــي مهْمــا بلغـْـتُ ..... فصَــاحــَـةً

فالشّعـر ُيُخْفِــق فـي رثــائـِـك ذاويـــا

هطَلـَتْ دمــوعـي حـُرْقـةً وتـَﻻطمَــتْ

أمـْـواج ُيـَـأسٍ ... في وريــدِ رجَـائِيــا

مــازالَ نبْضــُكِ ..في عروقـِيَ عـَـازفٌ

يَشْـدو علـى سَمـْـع الــزّمـانِ وفَــائيــا

أدعـــو لــكِ اللــه الكــريــم بِجَنّــَــةٍ

فـاقْبــلْ أيــا .. ربّ العبــادِ .. دُعـَائيـا

وسوم: العدد 711