في استقبال ميرا

 بالأمس أمضيت ساعات من أجمل أيّام عمري بصحبة أحفادي كنان وبنان ابني بنتي أمينة، ومع باسل بن بنتي لمى، سعادتي بوجودهم معي لا توصف، حركاتهم وعفويّتهم الطّفوليّة البريئة بعثت الدفء بقلبي، واليوم تلقّيت مكالمة تفيد بأنّ مروة زوجة ابني قيس قد أنجبت في أحد مستشفيات شيكاغو ابنتهما الثّانية ميرا في السّاعة الحادية عشرة وخمس عشرة دقيقة –حسب توقيت القدس-من صباح اليوم الجمعة الموافق الأوّل من ديسمبر 201، لتكون الشّقيقة الأولى للينا، التي ترفض أن يكون لها منافس حتّى لو كانت شقيقتها القادمة الجديدة.

فرحتي كانت كبيرة أيضا بميرا الحفيدة الجديدة، التي شاهدت صورة لها بعد انطلاق صرختها الأولى بخمس دقائق، ابتسمت لميرا وهي تبعد عنّي آلاف الكيلومترات، وبيني وبينها بحور لا نهاية لها، تحدّثت مع صورة ميرا رغم المسافات التي تفصلني عنها، قبّلت الصّورة ودمعة الفرح تسقط من عيني دون إرادة منّي، لعنت الظّروف التي أبعدتني عن مشاهدة ميرا وجها لوجه، تذكّرت أنّ الطفل الوحيد الذي حملته بين يدي وهو ابن ساعة، إنّها حفيدتي لينا شقيقة ميرا التي لم أعرف كيف أحملها بين يديّ من شدّة خوفي عليها، خفت أن تسقط من بين يديّ عندما تحرّكت وكأنّها تريد محادثتي، أو هكذا تخيّلت، قبّلت يدها وناولتها لجدّتها، فهل كانت سعيدة بين يديّ أم أنّها كانت تحاول الهرب منّي؟ وهذا ما لم أعرفه حتّى يومي هذا، لكنّ ميرا جاءت إلى الحياة الدّنيا وهي بعيدة عنّا، أو بالأحرى نحن بعيدون عنها، فهي وليدة لا تملك من أمرها شيئا، عندما تلقّت جدّتها التي هي زوجتي نبأ ولادتها، جاءت تركض إليّ بفرح طفوليّ؛ لتنقل لي الخبر السّعيد، فالمولودة والوالدة بخير، وهذا خبر يفرحنا.

 وليس من المبالغة في شيء عندما أقول بأنّ فرحتنا بالحفيدة ميرا تعادل أو تفوق فرحة والديها بها.

لكنّ الحفيدة الكبرى لينا لم تغب عن بالنا، ونأمل أن تتقبّل شقيقتها الجديدة.

مباركة ميرا على والديها وعلينا، "فلا أغلى من الولد إلا ولد الولد".

وسوم: العدد 749